Skip to main content
User Image

د. وليد بن سعد الزامل

Associate Professor

مدير مركز بحوث كلية العمارة والتخطيط

كلية العمارة والتخطيط
مبنى رقم 32 - الدور الثاني - مكتب رقم 2109
blog

كرهت الدوام بسبب الزحام!

كرهت الدوام بسبب الزحام

تواصل معي قائلا: الازدحام المروري في مدينة الرياض أصبح لا يطاق، خصوصا بعد عودة المدارس، حيث أصبحت فترات الذهاب إلى العمل تتداخل مع الرحلات المرورية للمدارس والجامعات. واسترسل بالحديث: المسافة الفعلية بين مكان إقامتي والعمل لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة، أما في الواقع، فطريق الذهاب يستغرق ساعة كاملة والعودة كذلك، ويستنزف مشوار الذهاب والعودة ساعتين على أقل تقدير.

وفي حال وجود حادث مروري أو سيارة معطله ومتوقفة على جانب الطريق فلا يمكن الوصول إلى مقر العمل إلا بعد مضي ساعتين على الأقل.

وهكذا فإذا قررت الوصول إلى مكان عملي في الوقت المناسب عليّ الخروج من المنزل الساعة السادسة، ولا أبالغ إن قلت الخامسة صباحا حتى أصل في الموعد تماما أو قبله بقليل؛ باختصار «كرهت الدوام بسبب الزحام».

لقد أصبح الذهاب إلى مقر العمل يشكل تحديا كبيرا للسكان الذين يقيمون في أحياء سكنية بعيدة أو على أطراف مدينة الرياض.

التحدي الأكبر في التوسع المتنامي في مدينة تتجاوز المسافة بين شرقها وغربها 40 كلم؛ وبين شمالها وجنوبها 50 كلم، دون احتساب المسافة لأوائل المقيمين في مشاريع الإسكان أو الضواحي المحيطة.

الرياض سوف تشهد نموا سكانيا كبيرا خلال السنوات الخمس القادمة نتيجة لضخ مشاريع نوعية بما في ذلك مشاريع الإسكان، ومشاريع ترفيهية وسياحية، ومراكز حضرية وثقافية متكاملة.

هذه التحديات تلقي بظلالها على إدارة المدينة في إيجاد حلول فاعلة وعاجلة للتخفيف من إشكالية الازدحام المروري فالبقاء دون حلول يعني تفاقم المشكلة.

وعلى الرغم من تشغيل نظام الحافلات في المدينة؛ إلا أن نسبة استخدام السكان لوسائل النقل العام من المتوقع أن تتراوح من 5% إلى 20% وهي نسبة إن تحققت تعد جيدة.

إن تطوير حلول عملية لمعالجة إشكالية الازدحام المروري في مدينة الرياض يجب أن تشمل نطاقين:
أولا، نطاق طويل المدى يتضمن رسم سيناريوهات مستقبلية لحجم التدفق المروري في المدينة يترافق مع إعادة هيكلة استعمالات الأراضي في المدينة بحيث يتم تحرير الطرق من الأحزمة التجارية التي تنتشر على جانبيها وتزيد من حجم الازدحام المروري.

ومن الأهمية بمكان مراعاة التدرج الهرمي للشوارع بحيث تقود الشوارع المحلية إلى شوارع تجميعية، ثم إلى طرق شريانية وصولا للطرق السريعة.

مع الأخذ بعين الاعتبار أن تتموضع الأسواق والمراكز التجارية الجاذبة والمستشفيات الخاصة في مراكز طرفية بعيدا عن محاور الحركة أو الطرق السريعة وإيجاد ضوابط صارمة تلزم المطورين على توفير بيئة مشاة ومواقف سيارات كافية ومحطات مرتبطة بالنقل العام ضمن نطاق الخدمات والمراكز التجارية.

وفي المقابل، لا بد من التأكيد على أهمية تطوير مراكز أعمال حضرية عالية الكثافة تكون بمثابة نواة لمناطق إدارية متكاملة قادرة على استيعاب النقل العام بكفاءة.

ثانيا، نطاق الحلول العاجلة وهي التدابير التي يمكن اتخاذها بشكل سريع للتخفيف من آثار المشكلة وتشمل على سبيل المثال تقليص أيام العمل لتكون أربع أيام في الأسبوع مع ضرورة توليف ساعات بداية العمل بحيث تتمتع بالمرونة وتتجنب ساعات الذروة.

وأخيرا، يمكن أن تتضمن الحلول العاجلة تحويل بعض الطرق إلى مسار واحد في أوقات الذروة، وفرض اشتراطات تمنع مرور الشاحنات في أوقات النهار، وتخصيص مناطق سكنية للعمالة قريبة من أماكن العمل، واستخدام الإشارات الذكية.

https://makkahnewspaper.com/article/1596891/