تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

عبد الناصر بن عبد الرحمن الزهراني

Professor

عميد كلية السياحة والآثار (الأسبق)

كلية السياحة والآثار
كلية السياحة والآثار
المنشورات
كتاب
2019

المعالم التراثية والتاريخية في مدينـة الرياض

أبوالعطا, - عبد الناصر بن عبد الرحمن الزهراني؛ محمد أبو الفتوح غنيم؛ محمد إسماعيل . 2019

تراثي تاريخي

مقدمة:
قد لا يعرف الكثيرون، حتى من أبناء الرياض ذاتها، أن لهذه المدينة إرثاً حضارياً يضرب بجذوره في أعماق التاريخ؛ فمدينة الرياض، رغم حداثة اسمها الذي لم يكن مستخدما قبل القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)، كانت موجودة وقائمة بالفعل قبل ذلك التاريخ بكثير ولكن بمسميات أخرى، تغيرت الأسماء مع تغير التاريخ ولكن بقي المكان هو المكان، وبقيت هي الرياض، بلا تغيير.
وقد لا يعرف بعض أهل الرياض أيضاً أن مدينتهم كانت موطناً لكثير من أعلام التاريخ ومشاهيره، فعلى أرضها عاشت أشهر امرأة عرف عنها حدة البصر في تاريخ العرب، والتي لا تزال مضرب المثل في قوة البصر وحدته، إنها زرقاء اليمامة.
وقد لا يعرفون أيضاً أنه في شوارع وحواري الرياض، وتحديداً في أحد أحيائها الحالية، وهو حي منفوحة، عاش وصال وجال بل ومات ودفن، واحد من أعظم شعراء العرب المخضرمين، ألا وهو الأعشى، صنّاجة العرب، الذي يعرف أحياناً بأعشى منفوحة أو تعرف هي به منفوحة الأعشى.
وفي صدر الإسلام كانت الرياض موطناً لبعض صحابة رسولنا الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن بعضاً من أحياء الرياض الحالية –كأرض الفوارة في حي الفاخرية الحالي-كانت أرضاً منحها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لبعضهم؛ وقد شارك أهل الرياض في حروب الردة، ضد مسيلمة الكذاب أو معه.
ومن مفارقات التاريخ أن الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية اليوم، كانت من أكثر المدن مقاومة للدولة السعودية الناشئة في طورها الأول. فمع بدايات العهد السعودي، في دولته الأولى، وانتشار الدعوة الإصلاحية التي تزعمها الإمامان، الإمام محمد بن سعود قائداً والإمام محمد بن عبد الوهاب داعياً ومرشداً، كانت الرياض واحدة من أكثر المدن التي استعصت على الدرعية، عاصمة الدعوة والدولة الناشئة، كما كانت أكثر مدينة قاومت التوسع السعودي في بدايته كذلك؛ حيث لم تخضع للدرعية إلّا بعد حروب دامت لما يقارب ثلاثة عقود، وما كان ذلك إلا نتيجة قوتها وقوة تحصينها.
وبعد نهاية أيام الدولة السعودية الأولى، ودمار الدرعية التي لم تعد تصلح مقراً للحكم، وقع اختيار مؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبد الله -رحمه الله- على الرياض لتكون مقراً لحكمه وعاصمة لدولته.
وكما كانت الرياض البداية الفعلية لعهد الدولة السعودية الثانية كان سقوطها في أيدي آل رشيد إيذاناً بنهاية تلك الدولة.
وما لبثت الرياض أن استعادت مكانتها كمقر للحكم السعودي بعد أن استعادها الملك عبد العزيز في موقعة المصمك الشهيرة، والتي كانت شرارة البدء في رحلة طويلة خاضها الملك المؤسس -رحمه الله-وانتهت بعد أكثر من ثلاثة عقود بإعلان توحيد الدولة الجديدة، المملكة العربية السعودية 1351هـ (1932م)، والتي استمرت الرياض عاصمة لها حتى يومنا هذا.
ومدينة الرياض بوضعها الحالي هي واحدة من أسرع مدن العالم وعواصمه نمواً وتطوراً، فالرياض قبل مائة عام من الآن تختلف كلياً عن رياض اليوم، بل إن الرياض قبل ثلاثين سنة فقط ليست هي الرياض الحالية، وليس أدل على ذلك من أن مدينة الرياض في صبيحة يوم المصمك، يوم دخول الملك عبد العزيز لها في الخامس من شوال 1319هـ (15 يناير 1902م)، لم تكن مساحتها تصل إلى نصف كيلو متر مربع، وقد بقيت كذلك محاطة بأسوارها مع امتداد بسيط خارج الأسوار إلى أن تم هدم الأسوار في سنة 1370هـ (1950م)، فانطلقت الرياض إلى آفاق نمو وامتداد وتطور فاقت أيّ مدينة في العالم، واليوم تتجاوز مساحة المدينة الألفي كيلو متر مربع، بما يعني أربعة آلاف ضعف مساحة المدينة المسورة، وذلك في فترة زمنية لا تزيد كثيراً عن نصف قرن فقط من عمر الزمان. وقد جاءت نهضة تلك المدينة وتطورها السريع والكبير على أيدي أميرها التاريخي الذي شهد كل مراحل تطورها وتقدمها، حين كان أميراً عليها، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-.
ونتيجة هذا التطور الكبير لمدينة الرياض فقد تغيرت معالمها بشكل كبير، فاندثر من تلك المعالم ما اندثر مع الزمن، وبقي منها ما بقي؛ ولذلك يُصبح البحث في معالم الرياض القديمة، وبخاصة ما اندثر منها، وتحديد مواقعها على أرض الواقع الحالي، وتعيين حدودها ومساحاتها، وتوصيفها، أمراً صعب المنال. وفي هذا الكتاب محاولة لاختيار ما أمكن تحديده بدقة، من تلك المعالم التاريخية والتراثية في مدينة الرياض، ما اندثر منها وما بقي، وإلقاء الضوء عليها، وتقديمها للقارئ في صورة تُقرّب تلك المعالم إليه، وجاء تناول الكتاب لمعالم الرياض التراثية والتاريخية في فصول سبعة:
الفصل الأول: مقدمة تاريخية تعرض تاريخ مدينة الرياض منذ أقدم عصورها إلى أن أصبحت عاصمة للمملكة العربية السعودية.
والفصل الثاني: يعرض أسوار وبوابات مدينة الرياض القديمة، تلك المدينة المسورة في عهد الدولة السعودية الثانية، وحتى بعد إعلان توحيد المملكة.
وأمّا الفصل الثالث: فيتناول تقسيم المدينة القديمة وامتدادها إلى أحياء وشوارع، عارضاً لأحيائها وأهم معالمها؛ وصولاً لأهم أهم شوارعها.
ولمّا كان المسجد هو أهم مكونات المدينة الإسلامية ومقوماتها؛ فقد تناول الفصل الرابع عرضاً لمساجد الرياض القديمة ما كان منها داخل أسوار المدينة القديمة أو ما كان خارجها.
وأمّا الفصل الخامس: فيتناول القصور الباقية إلى اليوم من المدينة القديمة المسورة، إضافة إلى أهم القصور التي أنشأها الملك عبد العزيز –رحمه الله- في الرياض خارج أسوار تلك المدينة.
وجاء سادس الفصول عارضاً لأهم المتاحف الموجودة في مدينة الرياض بما تمثله تلك المتاحف من قاعات لعرض معالم تاريخ وتراث الرياض والمملكة بشكل عام، وقد عرض الفصل نماذجاً من المتاحف الحكومية والخاصة على حد سواء.
وأما الفصل السابع والأخير من هذا الكتاب فيعرض للمهددات والمخاطر التي تهدد بقاء معالم الرياض التاريخية والتراثية، كما يعرض الأساليب الواجب اتباعها للحفاظ على تلك المعالم وحمايتها.
ولا يتضمن هذا الكتاب عرض المعالم الحديثة التي تزخر بها مدينة الرياض، فقد هدف الكتاب إلى عرض المعالم التي عرفتها الرياض منذ أقدم عصورها وحتى نهاية عهد المؤسس المك عبد العزيز -رحمه الله-، ولم يستثن الكتاب من ذلك سوى متاحف الرياض؛ لأنها وإن كانت مبان حديثة البناء إلاّ أن ما تحويه وتعرضه داخلها هي معالم من التراث والتاريخ.
وبعدُ فهذه بعض معالم قد نكون وُفِقنا في اختيارها، وقد يكون جانبنا الصواب في عدم اختيار بعضها الآخر للعرض والتناول بين دفتي هذا الكتاب. ولأنه لا يخلو عمل بشري من قصور أو خطأ، حيث يبقي دائما الكمال لله وحده؛ لذا نستميح القارئ الكريم عذراً إذا ما وجد في كتابنا هذا من خطأ أو تقصير، رغم تدقيقنا وحرصنا على تلافي ذلك قدر الإمكان.
ويبقى في النهاية أن نتقدم بجزيل الشكر للشيخ سعد بن إبراهيم المعجل على حسِّه الوطني، وحماسه الكبير، ومساهمته الفاعلة، في التعريف بالقيم التراثية لمدينة الرياض وإبراز معالهما، ونشر الوعي بتاريخها، ونهيب برجال الأعمال أن يحذو حذوه في التعريف بتاريخ  مدننا العريقة وإبراز معالمها التراثية والتاريخية. 
 

نوع عمل المنشور
كتاب علمي محكم
اسم الناشر
كرسي التراث الحضاري في المملكة العربية السعودية. جامعة الملك سعود
مدينة النشر
الرياض
مزيد من المنشورات
publications

مقدمة

بواسطة - محمد أبو الفتوح غنيم؛ عبد الناصر بن عبد الرحمن الزهراني
2016
تم النشر فى:
الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني
publications

المقدمة

بواسطة - محمد أبو الفتوح غنيم؛ عبد الناصر بن عبد الرحمن الزهراني
2017
تم النشر فى:
مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
publications

مقدمة:

بواسطة - عبد الناصر بن عبد الرحمن الزهراني؛ محمد أبو الفتوح غنيم؛ محمد إسماعيل أبوالعطا
2019
تم النشر فى:
كرسي التراث الحضاري في المملكة العربية السعودية. جامعة الملك سعود