تطبيقات أسلوبيّة

يهدف هذا المقرّر إلى توسيع رصيد المتعلّم من النصوص، على النحو الذي يمكّنه من التعرّف إليها والتمييز بينها وتصنيفها، استنادا إلى ما يتاح فيها من اختيارات لغويّة.
وممّا يرمي هذا المقرّر إلى تحقيقه، تطوير مهارة تحليل النصوص عند الطالبات والطلاّب انطلاقا من الظواهر اللّغويّة التي تحوّلت إلى ملمح أسلوبيّ يسم النصّ ويترك أثرا واضحا في بناه ومعناه.
وما من شكّ في أنّ هذه الغايات لا يمكن إدراكها، إلاّ بالتمكّن من المفاهيم والأدوات الأساسيّة التي تُعين الطالب والطالبة على أن يستخرج في مرحلة الوصف الظواهر الأسلوبيّة التي يحتوي عليها النصّ، وعلى تصنيفها التصنيف الذي يتيح له في مرحلة التأويل أن ينفذ إلى دلالة تلك الظواهر ووظائفها داخل النصّ.

أجل، نريد من الطالب والطالبة أن يحذقا-بالتدرّب على قراءة النصوص ومعاشرتها-التحليل الأسلوبيّ، وألاّ يخلطا بينه وبين أنواع أخرى من التحليل قد تلتبس به، مثل شرح النصوص الذي لا ينهض فيه التأويل على وصف نظام الكلام وتتبّع الاختيارات اللّغويّة، وشأن الدرس البلاغيّ الذي يُكتفى فيه باستخراج قائمة في الأساليب البلاغيّة الموجودة في النصّ، من غير محاولة الربط بينها والانطلاق منها إلى مرحلة التأويل.
والتحليل الأسلوبيّ الذي نقصده في هذا المقرّر ونطمح إلى ترسيخه في أذهان الطلاّب والطالبات، تحليل يتخلّص من ضيق التصوّر السائد الذي يحصر الأسلوب في النصّ الأدبيّ، إلى تصوّر أوسع يرى الأسلوب في الخطاب عامّة، ويعتبره جملة من الاختيارات اللّغويّة وطريقة في التعبير وفي التواصل تتجلّى من خلالها طبيعة العلاقة التي تربط المتكلّم بمخاطَبيه والكيفيّة التي يرى بها الظاهرة التي يعالجها والرؤية التي يصدر عنها.

والتحليل الأسلوبي يظلّ-في تقديرنا-مهارة، إذا اكتسبها المتعلّم، نما حسّه باللّغة وبمختلف استعمالاتها، وارتقى ذوقه، واتّسعت معرفته النصّية، وغدا قادرا على التفاعل مع النصوص بشتّى أنواعها، و استوى فيما بعد مهيّأ لتحليلها، ومستطيعا-بالقوّة وبالفعل-على أن ينسج على منوالها وينتج أمثالها.
وتحقيقا لهذه الغايات التي يجري المقرّر إليها، تكون مفردات المقرّر بحسب الساعات والأسابيع ويكون توزيعها على النحو الآتي:

حاتم عبد القادر عبيد

تطبيقات أسلوبيّة: 350 عرب

تطبيقات أسلوبيّة