خصائص الخطابة التثبيتية في النثر العربي القديم، دراسة في بلاغة القول
الخطابة التثبيتية (epidictique) هي الجنس الثالث من أجناس الخطابة، وأقل الأنواع حظًا في "ريطوريقا" أرسطو من حيث الوصف والتعليق مقارنة مع النوعين الآخرين، ونعني المشاجري والمشاوري اللذين نالا الحظ الأوفر من كتابه بوصفهما أجناسًا كبرى فاعلة داخل الحياة المدنية اليونانية.
ولم تكن الخطابة التثبيتية غائبةً عن الخطابة العربية القديمة بوصفها جنسًا خطابيًا حاضرًا في الممارسة البلاغية، مما دفعنا إلى تلمس آثار هذا النوع الخطابي والبحث في تشكلاته داخل النصوص الخطابية العربية القديمة، بهدف الكشف عن خصائصه الخطابية وبلاغته الخاصة، واستنباط كيفية اشتغاله في بلاغة القول؛ من أجل الوصول إلى وصف دقيق وشامل لنوع من النصوص الخطابية العربية القديمة التي تنسجم مع وصف الخطابة التثبيتية اليونانية بما يتناسب مع طبيعة الخطابة العربية.
إن هذه الدراسة تهدف إلى إعادة النظر في نصوص من تراثنا الأدبي لم تسعفها القراءة الأولى في استكناهها، وعليه يمكن أن تصنّف ضمن الدراسات التي تقصد إلى قراءة النصوص النثرية القديمة من منظور النظريات الحديثة وتحديدًا "البلاغة الجديدة".
الخطابة التثبيتية (epidictique) هي الجنس الثالث من أجناس الخطابة، وأقل الأنواع حظًا في "ريطوريقا" أرسطو من حيث الوصف والتعليق مقارنة مع النوعين الآخرين، ونعني المشاجري والمشاوري اللذين نالا الحظ…
ملخص البحث تتناول هذه الرسالة الخطاب الشعري الاعتذاري في العصر العباسي من خلال نظرية "البلاغة الجديدة" لبيرلمان وتيتيكاه، وهي نظرية تُعنى بالبلاغة بوصفها إقناعًا وحجاجًا، لا إمتاعًا وتزيينًا.