تصور مقترح لاستدامة المهرجانات التراثية في المملكة العربية السعودية: مهرجان الحريد أنموذجاً
تتناول هذه الدِّراسة المهرجانات التُّراثية بالترَّكيز على (مهرجان الحريد الثَّقافي)، بجزر فرسان في المملكة العربية السُّعودية، بوصفها جزءًا مهمًّا ومثالًا رمزيًا للتُّراث الثَّقافي غير المادي، الذي يعكس ثقافة المجتمعات في الماضي والحاضر. وهي أيضًا واحدة من القيم الثَّقافية التي ينبغي أن تنتقل إلى المستقبل بأشكالها الأصلية عن طريق الحفاظ على خصائصها التَّقليدية. ونظرًا لتعاظم شعبية المهرجانات والفعاليات التُّراثية، وازدياد عدد الزُّوَّار وتنوع حاجياتهم، فقد باتت بحاجة ماسة إلى إيجاد حلول للقيام بمهرجانات تتسم بالاستدامة دون أي تأثير سلبي على البيئة ومواردها الطَّبيعية، وعلى الثَّقافة المحلية للمجتمعات والعوائد الاقتصادية المتحققة منها.
تهدف الدِّراسة إلى إعداد تصوُّر مقترح لاستدامة المهرجانات التُّراثية في ضوء الممارسات والتَّجارِب الدَّولية، وفي إطار مبادئ الاستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة. واعتمدت الدِّراسة على المنهج الوصفي؛ نظرًا لملاءمته لأغراض الدِّراسة وطبيعتها في عرض الأدبيات، والدِّراسات السَّابقة، والخبرات والتَّجارِب الدَّولية وتحليلها؛ للاستفادة منها في إعداد التَّصور.
ولتحقيق ذلك ألقت الدراسة الضوء على الإطار المفاهيمي للاستدامة، ومبادئها، بالإضافة إلى إلقاء الضَّوء على المهرجانات التراثية وخصائصها، ومداخل تعزيز الاستدامة فيها وفق التوجهات العالمية.
الكلمات المفتاحِيِّة: الاستدامة، التُرَاث الثَقَافِيّ، التنمية المستدامة، السياحة، المهرجانات، مهرجان الحريد.
يُعدُّ التراث جزءًا مهمًا من رأس المال الثقافي، ويمتلك قيمًا اقتصادية تُسهِم في تعزيز النمو السياحي المستدام، ويؤدي دورًا مهمًا في تعزيز الهوية والانتماء الثقافي للأفراد والمجتمعات، ودعم الاقتصاد…