Skip to main content
User Image

د. وليد بن سعد الزامل

Associate Professor

مدير مركز بحوث كلية العمارة والتخطيط

كلية العمارة والتخطيط
مبنى رقم 32 - الدور الثاني - مكتب رقم 2109
blog

جائزة الأمير عبدالعزيز بن عياف لأنسنة المدن

جائزة الامير عبدالعزيز بن عياف

سعدت في الأسبوع الماضي بحضور حفل جائزة الأمير عبدالعزيز بن عياف لأنسنة المدن في دورتها الأولى، والذي احتضنته جامعة الملك سعود ممثلة في كلية العمارة والتخطيط.

الجائزة تهدف إلى دعم الباحثين من طلاب وطالبات البكالوريوس والدراسات العليا، وأعضاء هيئة التدريس والعلماء في الجامعات لتقديم بحوث ومشاريع عمرانية تدعم مبدأ أنسنة المدن.

تسهم الجائزة في خلق التنافسية بين الباحثين لتأهيل البيئة العمرانية وخلق المجالات الفاعلة في المدن، بما يحقق التفاعل الاجتماعي والكفاءة الاقتصادية.

لقد أشار سمو الأمير عبدالعزيز بن عياف في كتابه «الإدارة المحلية والقطاع البلدي التحديات والفرص الضائعة» (ص:265)، إلى مفهوم أنسنة المدن بوصفها «تعزيز البعد الإنساني في المدن، تمثل التحول من المكان الصامت إلى المكان الفاعل الذي تنتج فاعليته من تشكله في نسيج عمراني، ييسر للإنسان صنع مسيرته الشخصية، ويحقق للجماعة تشكيل هويتها الاجتماعية».

كما أكد خلال عمله أمينا لمدينة الرياض على مبدأ المشاركة المجتمعية بين السكان والأمانة، والمبنية على تلمس احتياجات السكان والسعي نحو تحقيقها خلال مبادرات بلدية طموحة.

هذا المفهوم يعطينا تصورا شموليا حول أنسنة المدن باعتبارها ليست مجرد تحسين مادي أو جسدي للبيئة العمرانية؛ بل أن تكون البيئة العمرانية محورا رئيسا يحفز الإنسان لصنع هوية المكان، والعيش بسعادة، والتفاعل والإنتاج بكفاءة.

اليوم، أنسنة المدن تعد أحد الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها الرؤية الوطنية 2030 تأكيدا على تماشي المدن بكل مكوناتها مع احتياجات الإنسان بما في ذلك البيئات السكنية، والمناطق الترفيهية، والخدمات، والمسطحات الخضراء.

المدن اليوم ليست مجرد مبان شاهقة ومنشآت خرسانية لاحتواء السكان، بل هي نظام حياة يستغل الموارد المتاحة ويعمل على توظيفها بالشكل الأمثل، ليعيش سكانها برخاء.

وهكذا فالمدينة كالإنسان تتكون من الروح، والنفس، والجسد، إذ لا يمكننا تحسين الجانب الجسدي للإنسان بمعزل عن الجانب النفسي والروحي.

لكي تتحقق أهداف الأنسنة، علينا أن نبدأ بوضع برامج تترجم أهداف «أنسنة المدن» بما في ذلك البرامج الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية.

ولعلي ألخص بعض هذه المقترحات على النحو التالي:
أولا: البعد الثقافي في أنسنة المدن، ويشمل دعم كل المبادرات الثقافية في المدينة التي تزيد من ارتباط السكان بالمدينة وتعزز الانتماء، بما في ذلك الهوية البصرية للمدن، ودعم الفعاليات الوطنية، والأنشطة الثقافية.

ثانيا: البعد الإجرائي في أنسنة المدن، ونعني به تلمس احتياجات المواطن في المدينة خلال تسهيل الإجراءات الحكومية وتقديم التعليم المميز، وأنظمة الرعاية الصحية، ودعم حقوق المعاقين، وبرامج دعم كبار السن، وتشجيع المشاركة المجتمعية في صناعة القرار البلدي، وتطوير قوانين لنبذ العنصرية.

ثالثا: البعد الجسدي في أنسنة المدن، وتتضمن تأهيل البيئة العمرانية بشكل يدعم التوزان الطبيعي، وزيادة المساحات الخضراء، والحفاظ على الصحة العامة، بما في ذلك تنويع بدائل النقل وتعزيز بيئة المشاة، والحفاظ على الحياة الفطرية.

ختاما، فإن مشروع أنسنة المدن هو مشروع جبار بدأه سمو الأمير عبدالعزيز بن عياف، منذ أن كان أمينا لمدينة الرياض، وتبنته الرؤية الوطنية 2030 كتوجه استراتيجي للمدن السعودية.

ولا شك أن استمرار هذه الجائزة كفيل بتشجيع العلماء والباحثين في ترسيخ مبادئ وبرامج أكثر شمولية، لتلامس كل الجوانب في أنسنة المدن.

https://makkahnewspaper.com/article/1601412