Skip to main content
User Image

حسن بن جابر المدري الفيفي Hasan J. Alfaify

Assistant Professor

أستاذ الأدب والنقد المساعد، رئيس وحدة التطوير بكلية الآداب Assistant Professor of Classical Arabic Literature

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
1ب 48
blog

تحليل مقطع من "رسالة التوابع والزوابع" لابن شُهَيد الأندلسي (النثر القديم [٢])

تحليل نص من رسالة التوابع والزوابع إجازة تابع امرئ القـيــس لابـن شــهيد
لنادر حقاني‎، من موقع بوابة الفرات، فشكرا للكاتب المبدع والموقع الناشر
http://www.dzodz.com/vb/showthread.php?t=3011

ملاحظة: الرابط أعلاه لم يعد يعمل، ويبدو أن الموقع زال من الشبكة، وهذه ميزة نقل المواضيع إلى صفحات أُخر، فالنقل يحفظها، مع المحافظة على حقوق أصحابها عندما يُحال عليهم.

-------------------------------
التعريف برسالة التّوابع والزّوابع:

رسالة التّوابع والزّوابع رسالة نثريّة خاطب فيها ابن شُهيد صديقه أبا بكر بن حزم وعرض فيها أروع نتاجه الشّعريّ والنّثريّ، وقرنه إلى نتاج كبار أدباء المشرق مبيناً تفرّده وتفوّقه، وعرّض بخصومه وحسّاده من معاصريه الأندلسيّين والقرطبيّين.

و"التّوابع والزّوابع" قصّة رحلةٍ خياليّة إلى عالم الجنّ قام بها ابن شهيد مع تابع اسمه زهير بن نُمير ولقي شياطين المشرق وكتّابهم، وجرت بينه وبينهم مطارحات أدبيّة، ومناقشات لغوية تجلّت فيها آراء ابن شهيد النقديّة، وانتزع اعترافهم بتفوّقه وجودة أدبه، فضلاً عن الفكاهات والطّرف وروح الدّعابة التي سرت في هذه الرسالة.

3- نصّ قصة تابع امرئ القيس:

والنّص الذي بين يدي ما هو إلاّ قصة جمالها في نسج أسلوبها، ودقّة ألفاظها، وبُعد مراميها الفكريّة والحضاريّة والفنيّة، وقد جعل ابن شهيد بدايتها: "تذاكرت يوماً مع زهير بن نمير أخبار الخطباء والشعراء، وما كان يألفهم من التوابع والزّوابع، وقلت: هل حيلةٌ في لقاء مَن اتّفق منهم؟ قال: حتى أستأذن شيخنا، وطار عنّي، ثمّ انصرف كلمح البصر، وقد أُذن له، فقال: حُلّ على متن الجواد، فصرنا عليه، وسار بنا كالطّائر، يجتابُ الجوّ فالجوّ، ويقطع الدّوّ فالدّو، حتى التمحت أرضاً لا كأرضنا، وشارفت جوّاً لا كجوّنا. متفرعُ الشّجر عطرْ الزّهر، فقال لي: حللت أرض الجنّ أبا عامر، فبمن تريد أن نبدأ؟

قلت: الخطباء أولى بالتقديم لكني إلى الشعراء أشوق. قال: فمن تريد منهم؟ قلت: صاحب امرئ القيس. فأمال العنان إلى وادٍ ذي دوح تتكسر أشجاره، وتترنم أطياره، فصاح: يا عتيبة بن نوفل بسقط اللّوى فحومل، ويوم دارة جلجل، إلاّ ما عرضت علينا وجهك، وأنشدتنا من شعرك وسمعت من الإنسيّ، وعرّفتنا كيف إجازتك له!

فظهر لنا فارسٌ على فرس شقراء كأنها تلتهب، فقال: حياك الله يا زهير، وحيا صاحبك! أهذا فتاهم؟ قلت: هو هذا، وأيّ حمرة يا عتيبة! فقال لي: أنشد، فقلت: السيّد أولى بالإنشاد.

فتطامح طرفه، واهتزّ عطفه، وقبض عنان الشقراء، وضربها بالسوط، فسمت تحضر طولاً عنّا وكرّ، فاستقبلناه بالصعدة هازّاً لها، ثمّ ركزها، وجعل يُنشد:

سما لكَ شوقٌ بعدَ ما كانَ أقصرا

حتى أكملها، ثمّ قال لي: أنشدْ، فهممتُ بالحيصة، ثم اشتّدتْ قوى نفسي، وأنشدتُ:

شجتهُ مغانٍ من سُليمى وأدْؤُرُ

حتى انتهيت فيها إلى قول:

ومِنْ قُبَّةٍ لا يدركُ الطّرفُ رأسها *** تزلُّ بها ريحُ الصبّا، فتحدَّرُ

تكلّفْتُها، والليلُ قدْ جاشَ بحرهُ *** وقدْ جعلتْ أمواجُهُ تتكسَّرُ

ومِنْ تحت حضني أبيضٌ ذو سفاسقٍ *** وفي الكفّ من عسَالةِ الخط أسمَرُ

هما صاحباي من لَدُنْ كنتُ يافعاً *** مُقيلانِ من جِدّ الفتى حين يَعْثُر

فذا جَدْولٌ في الغِمدِ تُسقى به المُنى *** وذا غصُنٌ في الكفّ يجنى، فيثمرُ

فلمّا انتهيتُ تأمّلني عُتيبةُ، ثم قال: اذهب، فقد أجزْتُكَ، وغاب عنا".

- الجانب التطبيقي:

1- فكرة القصّة:

والنّصّ هو قصّة رحلةٍ خياليّة قام بها ابن شُهيد مع زهير بن نمير للقاء تابع امرئ القيس هذا اللقاء يقدّم فيه ابن شهيد نتاجه الشّعري، لينال إجازة من تابع امرئ القيس.

2- البناء الفنّي للقصّة وجماليّات الأسلوب:

ولكن كيف نسج ابن شهيد قصتّه؟ لقد جعل بدايتها لقاء مع زهير بن نمير فيه تمت إعادة ذكريات من التوابع والزوابع، هذه البداية هي بمنزلة العقدة الرئيسة في القصّة التي انطلقت من خلالها الأحداث، وعلى منوال هذه البداية نسج ابن شهيد قصتّه لرغبة في نفسه، هي شوقه وتوقه للقاء تابع امرئ القيس، هذا الشوق يوحي باللون الأحمر المعبر عن تعطّشه للقاء ذلك التّابع كي يحظى بإجازة منه.

وابن شهيد يمثّل شخصيّة البطل في هذه القصّة، كما يمثلها في أغلب قصصه، فهو البطل والرّاوي، بعكس ما هي عليه الحال في الملاحم، إذ تقوم أبطال القصّة بالقول والفعل، ويبقى الرّاوي خلف السّتار الذّاتي يراقب الأحداث وتطوّراتها.

وتأتي شخصيّة زُهير لتكون ظلاً لشخصيّة ابن شهيد إذ ترافقه أينما توجّه، وحيثما حلّ وتسهم في إغناء مقدّمة القصّة من خلال الحوار الذي دار بينهما، والذي دلّت عليه المفردة تذاكرتُ) التي توحي للوهلة الأولى بتداعي شريط من الذّكريات، وقد حُدّدت ماهيته ضمن السيّاق عن طريق التّصريح بأنّ التّداعي مرتبطّ بالتراث القديم.

وفي الحوار يبدو سلوك ابن شُهيد الحضاري في تساؤله، وهذا التساؤل يوحي بتواضعه والتّواضع يرتبط بوقار العلماء وجلالهم، وهذا السلوك هادئ لوقار صاحبه، هذا الوقار اكتسبته نفسيته من أدبي النفس والدّرس اللذين نهلهما من منابع الثقافة، ومجالس الخلافة، فقد ننشأ نشأة مترفة في زمن المنصور، وكان بعد ذلك على صلة بخليفتين هما يحيى بن حمّود والمستظهر.

ولا عجبَ أن يظهر سلوكه في ألفاظه لأنّ الإنسان ابن البيئة، وقد كان للبيئة دور بارز في تكوين شخصيته، وصقل مواهبه. وهدوء النفس يرتبط بسياق القصة من خلال التركيب اللغوي الذي تتألف فيه العبارات محافظة على الوحدة العضويّة عن طريق العبارة الدّالة على السلوك تارة، ومن خلال اللفظة المنسجمة مع التعبير والملائمة للجو تارة أخرى.

ويظهر سلوك الأندلسيّ في احترام الكبار على لسان زهير (حتى أستأذنَ شيخنا)، و(حتى) في هذا السياق توحي بعمق الشّعور بإكبار هؤلاء الشيوخ، ويوجز بحذف الجمل لدلالة الكلام السابق على المحذوف، ولو ذُكر هذا المحذوف لعُدّ ذلك ضرباً من اللغو والحشو.

وبعد الاستئذان يمضي، والسيّاق يشير إلى ذلك وطار عنّي، ثمّ انصرف كلمح البصر) إذ يتمّم هذا الحدثُ الحدثَ السابق، وتأتي جملة (وقد أُذن له) مؤكدة سبب انصراف زهير، وموجزة في التّعبير.

وشخصية الشيخ هي الثالثة، وقد جاء بها ابن شهيد، لتكون حلقة وصل بين ابن شهيد ووادي عبقر حيث يلقى تابع امرئ القيس، هذه الشخصية لم يتحدّث عن هيئتها وأوصافها، بل اكتفى بالإشارة إليها لأهميّتها في نيل تذكرة القبول بالمغادرة عن طريق الحوار الذي جعل من هذا النيل حدثاً ثالثاً في القصّة عبر تسيير شخصية الشيخ له، وتأصيله بدعوة من زهير لابن شهيد لاستقلال جوادِ يرحلان عليه.

وتبدو الدقة باستخدام اللفظة الملائمة للسياق في لغة الحوار التي تجذب النّفس لمتابعتها لما فيها من بساطة ووضوح، فالمفردة (حُلّ) التي جاء بها بدلاً من (امتطِ) فيها دلالةٌ على ذوقه الفنّي المنطبع بحضارة الأندلس، كما أنّ نطقها فيه انسيابيّةٌ ورشاقة، على حين أن (امتطِ) صعبة الإرسال لتنافر حروفها وبُعْدِها عن تآلف الألفاظ في هذا السياق، كما أنّ (حُلّ) تعطي الصورة المتخيّلة في الذهن عن ذلك الفارس الذي تعلوه الهيبة والوقار، وهو يتأهب لاعتلاء الجواد.

وابن شهيد يركّز على وحدة نسيج القصة عبر اللفظ (سار بنا) بدلاً من (حلّق) لأنّ الجواد يسير، ولا يُحلّق من جهة، ولأنّ ابن شُهيد يريد نقل المتلقي من الواقع إلى الخيال، إلى أرضٍ ليست كأرض البشر، وهنا يدخل عنصر التّشويق ليثير في النفس الدهشة والغرابة، وليجعلها تنتظر معرفة المزيد، ويأتي بمفرده (التمحتْ) بدلاً من (شاهدت) ليؤكد دقته في استخدام اللفظة المناسبة للجوّ، فهو في رحلة فضائية، يلمح معالم الأرض دون التماس جزئياتها.

لقد ادعى بيريس تأثر ابن شهيد بالفكر اليوناني، وكم كان هذا الادعاء باطلاً! فلو أنه اطّلع على التراث العربي لما أطلق هذا الحكم، فالراحة عربية الطابع والطبّع، وهي مستمدة من التاريخ العربي الإسلامي، لأنها تشبه رحلة الإسراء والمعراج في فكرة الرحلة، وأصالتها في المساجلات التي حصلت بين ابن شهيد وشعراء المشرق العربي ممّا يؤكّد انتماءها إلى التراث العربي الإسلامي، وينفي ما ذهب إليه بيريس، كما أن رسالة التوابع والزوابع بُنيت على أساس الأسطورة العربية القائلة بأنّ لكل شاعر تابعاً يلهمه الشعر، ويعينه في صناعته.

وينساب التعبير اللغوي في هذا السياق، لتنتقل النفس إلى مشهد حيّ من مشاهد الطبيعة الحية، فإذا بخضرة الأشجار تزرع في النفس السلامة والطمأنينة، وتبعث فيها زهو الحياة وشبابها، هذا الزهو مرتبطٌ بزهو حضارة الأندلس، كما أن حالة الصفاء تستشف من المشهد وتتحرّك حاسة الشمّ بانتشار رائحة الأزهار التي تُفتّح النفس وتجعلها تنجذب، لتتأمّل ذلك الجمال عبر حاسة البصر التي تسهم في تكوين صورة فنية ذات أبعاد حسية ونفسية تسهم في إغناء الرحلة، والتأثير في المتلقي عندما تثير في نفسه نوازع الشوق والتّوق لتأمل جمال الطبيعة، وإدراك أبعاد ذلك الجمال.

هذه الجنة التي خالها ابن شهيد، تولّد حدثاً جديداً تولد معه شخصية عتيبة صاحب امرئ القيس عبر الحوار الذي دار بين زهير وابن شهيد، والذي فيه إيجاز بحذف الحرف (يا) أداة النداء قبل (أبا عامر) لأنه منادى قريب متلقف للحديث، ولو ذكرت لفقد التركيب إنسيابيته.

ومجينه بأسلوب الإضافة لحظة استقباله يريد منه إكساب الكلمة تعريفاً حقيقياً يرصد أبعادها بكل دقة ومهارة، لأن هذا الأسلوب يجعل السامع يألف معه امتزاج الدلالتين للمضاف والمضاف إليه، ولجوء ابن شهيد لهذا الأسلوب في هذا السياق يعني أنه يريد أن يرسم ملامح من هذا وأخرى من ذاك، فالأرض لا قيمة لها إن لم تكن هي هي أرض الجنّ، وبهذا يتفرّع الأصل إلى فرع بحسب السياق، وبحسب ماهيّة الدلالة المفردة التي تتحوّل إلى دلالة مركبة تسهم في إغناء الصورة، وإعطائها قيمة تعبيرية ذات مدلولات كثيرة. وتحديد ماهية الأرض من خلال الحوار فيه دلالة على إسهام الحوار في قيادة الحدث إلى الشخصية، وتأتي الشخصية لتأصيل الحدث.

ويستمر جو الوقار في هذا السياق ليتمم جو السياق السابق (فبمن تريد أن نبدأ؟) دلالة على احترام المتحاورين بعضهم لبعض، وهو بهذا يعطيه حق الاختيار، وفي هذه العبارة إيحاءٌ بحرية الفكر في المجتمع الأندلسي و كانت أحد أسباب ازدهار تلك الحضارة.

ويتابع ابن شهيد حديثه الرزين (الخطباء أولى بالتقديم) على الرّغم من شوقه للشعراء، وهذا الأسلوب في الكلام مرتبطٌ بآداب الحديث، وكأنّ ابن شهيد يشير إلى تقنيات التربية في ذلك العصر، وطلبه لصاحب امرئ القيس فيه دلالةٌ على نفسيّته النزّاعة إلى القمّة، وعلى أنّ السيد لا يقابل إلاّ السيد، هذا الطلب كان عن طريق الانتقال من العام إلى الخاص، فهو يخصّص امرأ القيس لأنه يدرك في أعماق نفسه أنه أفضل المشارقة من الشعراء، وهذا يدل على ارتباط ابن شهيد بالتراث العربي القديم.

ويمضي بالتصوير، فهو وزهير على متن الجواد في أعلى الوادي، وعتيبة في قعره والوادي لم يكن وروده عبثاً في هذا السياق بل جاء مرتبطاً بالأسطورة العربيّة القائلة بوجود وادي الجن الذي يقطن فيه ملهمو الشعراء، كما أنّ جوّ السياق يوحي بجنة خضراء مكتظة بالأشجار تجعل الناظر إليها يشعر ببطء الزمن لما فيها من ألوان وأشكال، كما تطرب النفس لصداح العصافير، الذي يُشعر النفس بالطمأنينة والهدوء، ويجعلها تنتشي لما ترى، وتطرب لما تسمع.

وفي هذا المشهد الطبيعي إشارة إلى فن توقف الفارس (فأمال العنان)، والإمالة ترتبط بالمكان العالي، وفي ذلك دلالةٌ على ارتباط اللفظ بالمعنى في سياق القصة، ومفردة تنكسّر) تدلّ على الاستمرار والدّوام، كما أنّ الشدة الظاهرة على اللفظ توحي بكثرة الأشجار، وتداخلها، ومفردة (تترنّم) تتلاءم مع ذلك الجو الطبيعي الذي تصدح فيه العصافير، وتغنّي لجمال الطبيعة.

وينادي زهير صاحب امرئ القيس باسمه، ذاكراً الأماكن التي ارتبط بها، هذه الأماكن تؤكد تواصل ابن شهيد مع التراث القديم، كما أنها تلخّص مسيرة حياة امرئ القيس وأيّام الترف والرخاء في دارة جلجل، وأيام البؤس والشقاء على زوال ملك كندة، فالبكاء على سقط اللوى فحومل.

ويقرن النداء بأسلوب القصر (إلاّ) الدّالة على شوقه ولهفته لرؤية ذلك التابع، كما أنّها تدل على قدر تابع امرئ القيس، وبعد النداء تأتي الإجابة معلنة الانتقال إلى حدثٍ جديد بشخصية رابعةٍ عندها تحطّ الرّحال (فإذا فارسٌ على فرس شقراء كأنها تلتهب)، وورود مفردة (فارس) في هذا السيّاق نكرة فيه تعظيم لقدر هذا الفارس وللذهن أن يتصوّر مدى عظمة هذا الفارس بتصور الشقرة اللامتناهية في الفرس حتى يخالها تلتهب، والبعد الآخر لهذه الصورة فكريّ هو أنّ الشيطان من نار، أي أنّ عنصر الدّيمومة ملازمٌ لهذا الفارس، من خلال دوام الالتهاب واستمراره، وارتباط هذا الاستمرار بصيغة المفردة تلتهب) بدلاً من ملتهبة)، ولو جاءت الصيغة (ملتهبة) بدلاً من (تلتهب) لبهتتْ الصورة، وضعفت لأنّها فقدت عنصر الدوام في الالتهاب.

هذا الفارس بما أنّه تابعٌ، فهو يعرف زهير بن نمير، والتحيّة التي أدلى بها (حيّاك الله يا زهير) تشير إلى بداوة هذا الشخص، وبعدها يتساءل مستغرباً (أهذا فتاهم؟) هذا التساؤل يحمل في طياته الأنفة والكبرياء، كما أنّ مفردة (فتاهم) التي وردت على لسان عتيبة فيها دلالة على أنّ ابن شهيد يريد تمثيل الأدباء الأندلسيين في حضرة تابع امرئ القيس، كما أنّ فيها إيحاء بحبّ ابن شهيد لذاته، فهو يرى نفسه أفضل من الجميع، وتأتي الإجابة من زهير هو هذا) لتؤكّد ذات ابن شهيد، ولتعلي من قدره أمام عتيبة عن طريق اسم الإشارة، ويوجز في الحوار بحذف الجمل التي أراد من خلالها عتيبة الاستفسار عن سبب مجيء زهير، كما تحذف الجمل من الكلام السابق، وكأنّ حديثاً سابقاً دار بين عتيبة وزهير عن رغبة ابن شهيد في المجيء، وكأنّ عتيبة على اطلاع سابق على غاية ابن شهيد في المجيء، هذا الإيجاز يفسح المجال للخيال لتصوّر مدى فراسة عتيبة وذكائه في إدراك سبب مجيء هؤلاء.

ويتساءل زهير عن المكانة التي تمنح لابن شهيد (وأيّ حمرةٍ يا عتيبة)، وبهذا التساؤل تنتهي مهمة زهير ليلقى ابن شهيد عتيبة هذا اللقاء هو الحدث الأهم في القصة لأنّه يؤدّي إلى المغزى من خلال الحوار الذي دار بينهما إذ يطلب عتيبة من ابن شهيد إنشاد الشعر، ويبدو ابن شهيد متواضعاً كما هي الحال في بداية القصة، هذا التواضع فيه اعتراف بسيادة امرئ القيس لأنه الأقدم، وهنا يحترم ابن شهيد من هو أكبر منه قدراً، لأنّه يريد أن يظهر بمظهر الشاعر الممثّل لشعراء الأندلس عليه هيبة الكبار، وتسيّر سلوكه طبائع وعاداتٌ استقاها من الوسط الاجتماعي الأندلسي والقصّة في هذا السياق تقدّم جانباً هامّاً من جوانب التربية التي يتمثّل بها ذلك العصر، فقد هذبت طباعَه أناقةُ القصور التي استظلّ في أفيائها، وخالط أصنافاً متعدّدة من أبناء المجتمع أيام النعيم والبؤس، فهو نقطة الدّائرة في عصره يرفع الأمراء قدره، ويخطب الوزراء صداقته، ويتبارى الشعراء والكتّاب بمساجلته، كلّ هذه الأمور ترتبط بهدوء حديثه، ووقار كلامه، وبروز ذاته.

وابن شهيد عندما طلب من عتيبة الإنشاد ملقباً إياه بالسيد، لم يكن لقبه عبثاً، بل كان يريد من هذا اللقب اعتراف عُتيبة به، كما أن عُتيبة عندما يسمع هذا الكلام ينتشي، وهذا ما حصل من خلال الحركات التي أبداها حتى إن المتلقي يخاله في زهوه وكبريائه يستعدٌ لأمرٍ عظيم، وهو في وادي الجن، وابن شهيد في أعلى الوادي، ويجمع بينهم الحوار، واستجابة عُتبة تقترن بالخيلاء من خلال الإيحاء الموجود في اللفظ (فتطامح طرفه)، وهذه نظرة الكبار الذي يأنفون من انحناء الرّاس، كما أنّها ترتبط ببيئة القصّة فعتيبة في الوادي، ويريد الوصول إلى ابن شهيد.

ويُتبع تطامح الطرف باهتزاز العطف (واهتزّ عطفه) إشارة إلى هيبة الموقف، وتتحرّك الصورة بين هذا وذاك إلى ضرب الفرس التي يجعلها تتحرّك، ويركّز ابن شهيد على رشاقة اللفظ المرتبط بالحدث (فسمت) والمعبّر عن نفسيّة ابن شهيد الطامحة للقمّة، والمفردة سمت) تؤكّد تماسك السيّاق، ووحدته العضويّة، في ارتباطه مع السّياق السابق، وتتمّم هذه المفردة (فسمت) المعنى، كما تؤكّد وجود عتيبة في الوادي وابن شهيد في أعلاه.

وينطلق عتيبة إليهم، فيستقبلونه، فيتوقّف برهة، هذا الوقوف يرتبط بفنّ إنشاد الشّعر، عند الاستعداد للإلقاء حين يريح الشّاعر أعصابه، ويتأهّب للإنشاد، وهذا ما فعله عُتيبة ثم أنشد:

3-جمالية الصورة الشعرية.

سما لكَ شوقٌ بعد ما كان أقصرا

واكتفاء ابن شُهيد بذكر هذا الشطر على لسان عتيبة له دلالةٌ على نفسية ابن شُهيد التي ترى نفسها في القمّة دوماً وحالة السمو تشير إلى ذلك، كما أنّ هذه المفردة ترتبط بشخصية قائلها، فهو ابن ملك كنده، وقمّة شعراء المشرق، وتأتي كاف الخطاب لك) لتدل على حالة السمو التي تلازم نفسية ابن شهيد، والمفردة شوق) جاءت بصيغة النكرة لتدلّ على كثرة الشوق وشدته من جهة ولتبيّن عمق الصلة بينهما، وسمو الشوق بعد ركوده يؤجج المشاعر ويجعلها تضطرم داخل النفس، هذا الاضطرام يوحي باللون الأحمر المعبّر عن العلاقة الحميمية بينهما، وحالة السمو التي وردت على لسان عتيبة باختيار ابن شهيد لها في سياق القصة ما هي إلاّ تأكيدٌ لنفسية ابن شهيد النزّاعة لإثبات الذات حتى على لسان الآخرين، هذا الاعتراف من عتيبة قبل إنشاد ابن شهيد فيه دلالة على عظمته، ويأتي الاعتراف متمماً لأحداث القصة، وملازماً لنفسية صاحبها.

وينهي عتيبة الإنشاد، ويطلب من ابن شهيد أن ينشده فقال لي: أنشد)، ولا يأتي الإنشاد إلاّ بعد تبيان حالة ابن شهد عن طريق الإطناب بالاعتراض الذي أراد منه التحسين لتشويق النفس كي تتابع الأحداث، والحالة التي انتابت ابن شهيد عندما طلب منه الإنشاد فههمت بالحيصة) تشير إلى خوفه واضطرابه من جلال الموقف، ويتبع الخوف بالمواجهة ثم اشتدت قوى نفسي) هذا الإتيان بين الجملة ونقيضها، يجعل القارئ يتخيّل إنساناً اضطرب لسماع خبر ما، وبعد ذلك الخوف أراد المواجهة، وفي المواجهة تأكيدٌ على قوة الإرادة التي تتغلب على الانفعالات إزاء الأشياء، وإبراز الحالة النفسية يشوّق القارئ ليتابع الحدث تلو الحدث عبر إحكام النّسيج بقيادة الحدث لاكتشاف جوانب الشخصية، وبتأصيل الشخصية للحدث من خلال لغة الحوار البعيدة عن الإبهام، والموجزة في التعبير لتفسح المجال للخيال لتصوّر الأحداث والشخصيات التي تطوّرها.

والأبيات التي أنشدها ابن شهيد تُصوّر ما آلت إليه حالته النفسية من ألمٍ وشجن على تلك الدّيار التي عبثت بها أيادي الطامعين والناقمين من الفتنة التي حلت بالأندلس، وقد صرّح ابن شهيد في تتمة القصيدة التي قرأتها في ديوانه بتلك الفتنة إذ قال:

وداويّةٌ من فتنةٍ مدلهمّةٍ

دريس الصّوى معروفُها متنكر.

ويتجلى الصرّاع عن طريق الحوار مع الذات شجته مغانٍ)، وصيغة الماضي الملازمة للمفردة شجته) ترتبط بالذكرى والذّكرى توحي بالألم الذي يعتصر الفؤاد، هذا الألم يوحي باللون الأحمر المعبّر عن الحالة النفسية التي انتابت ابن شهيد من الجرح الذي أدمى الديار التي وصلت إلى قمة الازدهار، وإذ برياح الفتن تهبّ عليها لتنال منها، والمغاني التي أشجت ابن شهيد هي ديار الأندلس، وبذلك يكون ابن شهيد قد عبّر عن حالته النفسية بشكل غير مباشر، لينقل انفعالاته إلى الآخرين، ويمضي ليستعيد أيام الازدهار التي وصلت إليها الأندلس، وهذا الحديث عن الازدهار ما هو إلا حالة تعوضية عمّا انتاب الأندلس من اضطرابات وفتن.

ومن قبةٍ) والمفردة قبة) جاءت بصيغة النكرة لتدلّ على عظمة تلك الديار التي فضّلت على ابن شهيد، وهنا إشارة إلى أصالته بعدم نكران فضل الأندلس عليه، والقبّة تنقل القارئ إلى جوّها ليتأمّل ذلك الجمال والسمو الذي وصلت إليه بحيث لا يدرك الطرف رأسها)، والقبة توحي باللون الأخضر المعبر عن فتوة الحضارة وشبابها قبيل الفتنة، كما تأتي القبة لتوضيح معالم نفسية ابن شهيد الملازمة للقمة والسمو، وكأنّ ابن شهيد يريد القول: إنني ألازم تلك القمة التي لا تدرك النفس الإنسانية رأسها مهماً حملت من مشاعر الشوق لرؤيتها.

والذّوق المترف الذي تمثل به ابن شهيد يتجلّى بمجيئه بالمفردة (تزلّ) التي تتفق وهي تلك القبة التي ازدهرت وسمت، كما أنها تشير إلى رونق البناء وجماله الهندسي، إذ إنّ الريح كالماء الذي ينساب منحدراً إلى الأسفل، وهنا تكمن براعة التصوير ودقته المتناهية، في رسم حالة الازدهار التي وصلت إليها الأندلس.

ولكن ما حصل أشجى ابن شُهيد، وجعله يفصّل في حالته (تكلفتها) التي تعطي الصورة المتخيلة في الذهن عن ذلك الشخص الذي يواجه الصعوبات التي تعترض مسيرته في الحياة، هذه الصعوبات المتراكمة ما هي إلاّ همومٌ سودٌ توحي بحالة البؤس التي اعترت نفسيّة ابن شهيد لما آلت إليه حالة الأندلس التي صوّرها عن طريق الإطناب الذي يرسم مشهداً تتداخل صوره وقد أراد منه نقل الحالة الشعورية التي يحياها إلى الجميع، من خلال الاندماج مع الطبيعة والليل قد جاش بحره) صورة سوداء مخيفة توحي بحالة القلق التي خيّمت عليه، وقد أراد إزالتها ولكن هيهات، لأن الاضطراب يمثل حالة واقعيّة على حين ظن الشاعر ذلك اضطراباً في الطبيعة، وهنا يعبّر ابن شهيد عن حالته بالصورة أمواجه تتكسّر)، وما اضطراب الأمواج إلاّ اضطرابٌ في نفسية ابن شهيد من جهة، واضطرابٌ في الوسط الاجتماعي الأندلسي من جهة أخرى.

هذا الاضطراب يجعل ابن شهيد في حيرة من أمره كيف يواجه ذلك الخطر؟ أجل! لا مواجهة للأخطار إلاّ بالسيف والرمح، وهما قوتان لا غنى عنهما في بناء الدولة والدفاع عنها.

وهنا يحرص ابن شهيد على الزمن والجو اللذين يرتبطان ببيئته ومشاعره، ويمضي ليفخر بنفسه بشكل غير مباشر مؤكداً وجود ذاته عن طريق ياء المتكلم (حضني) الصادرة عن حوار الذات، ويصل بين الشطرين بالواو لوجود اتحاد بينهما، وليرسم لوحة لإنسان يحمل السيف بيد والرمح بيدٍ أخرى هذه اللوحة خالدة في الأذهان لأنها ترتبط بحالة القوة والكبرياء، وهو يبتعد عن التقريرية المباشرة ليرسم صورة شعرية عن مسيرة حياته، وليؤكّد ذاته بعد اهتزاز الأندلس، واضطراب نفسيته لهذا الاهتزاز، إذ شعر بحاجته إلى التعويض عن طريق مساجلة شعراء المشرق، ليعيد التوازن والاستقرار إلى نفسه عندما ينال الإجازة من تابع امرئ القيس.

والنقطتان اللتان أشار إليهما ابن شهيد السيف والرمح) يريد من خلالهما إثبات مقدرته فيهما فهما خلاّن وفيّان له، يقيلان عثرته إذا انتابته مصيبة، كما أنهما مرتبطان بالوقار والجلال في هذا السياق، وقد تطرّق إلى هذا المعنى أبو تمام(53) والمتنبي(54) ، وقد جاءا بالمعنى في سياق الفخر الانفعالي ذي الإيقاع الحماسي المباشر، على حين جاء ابن شهيد به في سياق الحديث عن آلامه بشكل غير مباشر قارناً الشكل بالتّصوير، محاولاً دغدغة المشاعر من خلال التعبير بالصورة التي أراد رسمها عن القوة التي تكون في الشباب، ونبضه السّاعي خلف طموحاته في هذه الحياة، وفي الشدائد تكون أهمية السيف والرمح في إنهاض الفتى من عثرته.

ويُنهي إنشاده باستخلاص الغاية منهما بمشهدٍ حي من مشاهد الطبيعة، فإذا غِمْدُ السيف جدولُ ماءٍ يبّرد غلّة العطشان ويروي ظمأه، وجمال الصورة في هذا المشهد يكمن في تصوير الغمد جدولا يقدم للإنسان متطلباته وأمانيه في هذه الحياة وإيجاز القصر - في هذا الشطر - (فذا جدولٌ في الغمد تسقى به المنى) - يرتكز على مفردة المنى التي ترتبط بأماني الإنساني اللامتناهية في هذه الحياة، وللذّهن أن يتصور هذه الأماني سواء أكانت مادية أم معنوية. والصورة الأخرى في هذا المشهد تنبض بالمشاعر الإنسانية عن أهمية الرمح الذي خاله ابن شهيد، غصناً ينمو ويكبر ليثمر، وهذا النمو يوحي باللون الأحمر المعبر عن الحيوية والتجدد في هذه الحياة، كما أنّ نضارة الثمر توحي باللون الأخضر المعبّر عن نضارة الحياة أيام عزّ الدولة ونضارة الثمر تحرّك حاسة الذّوق لتستمتع بنكهة تلك الثمار ونضارتها وحلاوتها، كما أن الرائحة التي تفوح من الثمار تحرّك حاسة الشم التي تجعل الناظر إلى الثمار بحاجة لقطفها من أجل تناولها، وتأتي المفردة يجني) التي تحرّك حاسة اللمس عند قطف الثمار حيث تشعر بنضارتها وملمسها الناعم، والمعنى الآخر لهذه الصورة فكريّ، وهو أنّ الرمح عندما يصوّب نحو الخصم يجني عليه، ليثمر النصر.

وجمالية الصورة الشعرية السابقة تتجلى في مكوناتها من الملمس الناعم والحركة والذوق والشم واللون تلك المكونات التي تثير الجمال في النفس، وهنا لا بدّ لي من القول إنه لا قيمة للعمل الفني إذا لم يترك انطباعاً في النفس.

وعند هذين المشهدين يُنهي ابن شهيد إنشاده لينتقل إلى إبراز رأي عُتيبة في ذلك الإنشاد (فلما انتهيتُ تأمّلني عتيبة) هذا يعني إصغاء عتيبة لذلك الإنشاد، والمفردة (تأمّلني) توحي بتراخي الزّمن لأنّ فيها توقف النظر على ابن شهيد، وتفحّص تلك الشخصية، هذا الإنعام فيه إعجابٌ من عُتيبة، لذلك يأتي الحكم تتويجاً لذلك التأمل والإعجاب (اذهب فقد أجزتك)، وهنا يفكّ السّحر، وتنتهي القصة بتوضيح الهدف الذي من أجله نسج ابن شهيد قصته، وهو إثباته لذاته عن طريق نيل الإجازة من تابع امرئ القيس، هذه الإجازة تبرهن على إعجاب ابن شهيد بنفسه وتأتي لتأكيد صلة أدب المشرق بالمغرب، وتطلّع ابن شهيد إلى رئاسة الأدبين، ولا شكّ في ثقافته الواسعة التي سخّرها لخدمة نسيج القصة، كما تأتي هذه القصة عربية الشكل والمضمون لاستناد شكلها إلى الأسطورة العربية القديمة بوجود توابع للشعراء في وادي عبقر، واستقائها فكرة رحلة الإسراء والمعراج في نسج أحداثها، كما أنّها أتت عربيّة المضمون لما حوته من قص وشعر مرتبط بحضارة الأندلس من جهة، وبالتراث المشرقي من جهة أخرى.

4- جمالية التوصيل.

وما هذه القصة إلاّ رسالة موجهة إلى الجمهور، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن، كيف استطاع ابن شهيد إيصالها إلى المتلقي؟

لقد استطاع ابن شهيد إيصال فكرته للمتلقي من خلال تآلف التركيب، ووضوح اللفظ في رواية أحداث القصة التي أبرزت غير قليل من جوانبها، واضعاً نصب عينيه قضية التوصيل، والتأثير في المتلقي عن طريق السهولة والوضوح لأن الغموض في الرواية والإغراب في ألفاظها يقلّلان من قضية التأثير، ويفقدان النص الأدبي جمالية التوصيل لأنه يصبح حُكراً على طبقة محدّدة من المجتمع.

وما أودّ التنبيه عليه هو تلك الحالة الانفعالية المسماة بالتوصيل، والتي استطاع ابن شهيد خلقها في إطار جمالي عن طريق لغة الحوار التي تجذب القارئ، وتجعله ينفعل مع الشخصيات والأحداث، ومن خلال خصوبة خياله، فجمالية الأسلوب كانت سبباً في إيصال الفكرة للمتلقي.

كما أنّ البعد الحضاري المتمثل بارتباط أدب المغرب بالمشرق كان سبباً في ذلك التوصيل وغاية ابن شهيد من ذلك التوصيل التنبيه على أن الفتنة، ستكون سبباً في دمار حضارة الأندلس كما أنّ غايته إثبات مقدرته الأسلوبية النثرية والشعرية أمام المشارقة عن طريق مقابلة توابع الشعراء والكتّاب، وكسب اعترافهم بتفوقه.

وابن شهيد لم يشبع الحاجة المعرفية للمتلقي بل أشبع جوعه الفنّيّ باستخدامه للحوار بصفته عنصراً فنياً هاماً في القصة، وهو لم يركز على الزمان الذي يمتد على مستويين الأول، حديث مع زهير عن توابع الشعراء والكتّاب، ورحلته التي لم يُحدّد زمنها، والثاني: لقاؤه بتابع امرئ القيس ونيل الإجازة منه، وهنا لا بدّ لي من القول: إنّ هذه القصة هي قصة شخصية أولاً وأحداث وسلوك ثانياً محورها ابن شهيد وهو نقطة الارتكاز فيها.

 

-----------------------------------------------------
المصادر والمراجع:

1-د. إسماعيل عزّالدين التفسير النفسي للأدب)- دار المعارف بمصر 1963.

2-ابن بسام الشنتريني أبو الحسن علي الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة)- جامعة الملك فؤاد- مطبوع رقم 26- القسم الأول- المجلد الأول- مطبعة لجنة التأليف والنشر القاهرة 1939-ط1

3-ابن شهيد ديوانه) جمعه وحققه: يعقوب زكي، وراجعه د. محمود علي مكي- دار الكاتب العربي للطباعة والنشر دون تاريخ.

4-ابن شهيد رسالة التوابع والزوابع) تحقيق: بطرس البستاني- مكتبة صادر بيروت بلا تاريخ.

5-أبو تمام حبيب بن أوس الطائي ديوانه) حققه محي الدين خياط -مطبعة حجازي- القاهرة 1942.

6-أبو الطيب المتنبي ديوانه) شرح الإمام الواحدي طبع في برلين 1891

7-الباشا جمانة رجب الأندلسية وأثرها في أدب الأندلس في عصر الموحدين) بحث رسالة ماجستير قدّم بجامعة حلب 1997

8-بيريس هنري الشعر الأندلسي في عصر الطوائف) تر. د. الطاهر أحمد مكي- دار المعارف بمصر 1988- ط1

9-د. الجندي درويش علم المعاني) مطبعة الرّسالة بمصر- دون تاريخ

10-جويّو جان ماري مسائل فلسفة الفن المعاصرة) تر. سامي الدروبي- مطبعة الاعتماد بمصر 1948

11-خليل أحمد الرؤيا الجمالية في شعر الجاهلية وصدر الإسلام) بحث رسالة دكتوراه قدم بجامعة حلب 1989

12-د. الداية فايز جماليات الأسلوب) مديرية المطبوعات الجامعية بحلب 1992.

13-الدملخي إبراهيم الألوان نظرياً وعملياً) مطبعة الكندي بحلب 1983- ط1

14-د. رشدي رشاد فن القصة القصيرة)- دار العودة بيروت 1975- ط2

15-الزركلي خير الدين الأعلام) -دار العلم للملايين بيروت 1979- ط4

16-د. صدّيق حسين مقدمة في نظرية الأدب العربي الإسلامي) مديرية المطبوعات الجامعية بحلب 1994.

17-العيس مصطفى فن الرسائل في الأدب الأندلسي) بحث رسالة ماجستير قدّم بجامعة حلب 1986

18-غريب جورج الشعر الملحمي تاريخه وأعلامه) سلسلة الموسوع في الأدب العربي رقم /6/ دار الثقافة بيروت - دون تاريخ.

19-د. فضل صلاح بلاغة الخطاب وعلم النص) سلسلة عالم المعرفة العدد /164/ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب -الكويت 1992

20-د. المرعي فؤاد مبادئ النقد ونظرية الأدب) مديريّة المطبوعات الجامعية بحلب 1992

21-الياسوف أحمد جماليات المفردة القرآنية في كتب التفسير والإعجاز) بحث رسالة ماجستير قُدّم بجامعة حلب 1991

22-الياسوف أحمد الصورة الفنية في الحديث النبوي الشريف) بحث رسالة دكتوراه قُدّم بجامعة حلب 1995.

23-د. اليافي نعيم تطوّر الصورة الفنية في الشعر العربي الحديث) -منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق ط1 دون تاريخ.

24-د. اليافي نعيم مقدمة لدراسة الصورة الفنية) وزارة الثقافة والإرشاد القومي بدمشق 1982

25-د. اليافي نعيم في مقالٍ عن مفهوم النقد عند غالب هلسا الموقف الأدبي) العدد /267/ مجلة شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق- تموز 1993.

( مـــلا حـــظــــة من الموقع الناشر): تم اختصار البحث وذلك لطوله

-----------------------------------------
يمكنك قراءة ""رسالة التوابع والزوابع" كاملة وتحميلها من موقعي هذا في هذا الرابط
https://fac.ksu.edu.sa/halfaify/blog/276752 

-------------------------------------------------------
وفي هذا الرابط حديث مفصل عن الرسالة وفنّيّاتها
https://vb.ckfu.org/6280735-post13.html