Skip to main content
User Image

أ. د. أحمد بن عبدالرحمن الناصر الشميمري

Professor

عضو هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال

كلية إدارة الأعمال
كلية إدارة الأعمال - قسم التسويق - مكتب 32
blog

بداية ريادة الأعمال في السعودية

بداية ريادة الأعمال في السعودية
لقاء مع البروفيسور أحمد الشميمري
 

 جريدة اليوم - الأحد 09 محرم 1436 هـ الموافق 2 نوفمبر 2014 العدد 15115

         
*. كيف بدأت فكرة ريادة الأعمال بالسعودية، وهل هناك تشجيع لرواد الأعمال، ودعم للريادي. (دعم حكومي)
تاريخ ريادة الأعمال في السعودية لم يسجل بعد. وقد اعتدنا في عالمنا العربي أن نتجاهل المبادرات الفردية والمؤسسية. وهذا يقودنا تربوياً إلى فقدان القدوة أو النموذج الاجتماعي. ونتحسس من أن ننسب الأعمال إلى من بدأها. وأذكر أننا قبل 4 سنوات استضفنا في جمعية ريادة الأعمال كينث موريس وكان الانجاز الذي يفخر به ويقدم نفسه به في رحلاته العلمية حول العالم أنه أنشأ أول مركز لريادة الأعمال في العالم عام 1964م
ولكن شهادة للتاريخ  فإن أول مركز ينشأ في المملكة لريادة الأعمال هو المركز الذي أسسته في جامعة الملك سعود عام 2008م. وطرح المركز أو أول برنامج حاضنات أعمال متكامل منظم على مستوى المملكة. وتخرج منه 13 مشروعاً. تلا ذلك بعد عام تقريباً قيام حاضنة بادر للتقنية في مدينة الملك عبدالعزيز، وكذلك جمعية ريادة الأعمال، وتم تحويل مراكز المنشآت الصغيرة في المؤسسة العامة لتدريب التقني والمهني إلى المعهد الوطني لريادة الأعمال.  وبعد ذلك أنتشرت المراكز والحاضنات الجامعية العامة والخاصة في المملكة التي تبلغ الآن في عام 2014م أكثر من 30 جهة.
 
اما بالنسبة للدعم الحكومي فهو لا يزال غير منظم بشكل سليم. والمتوقع أن يكون أكبر من ذلك بكثير. والمعول أن تقود الجامعات مشاريع ريادة الأعمال لأن جزءً كبيراً منها يبدأ بالبحث العلمي والابتكار وبناء النموذج التجاري وهو ما يعني تحمل مبالغ قد لا ينشأ عنها مشاريع تجارية نهائية. وبدون هذه الخطوة لن نتقدم في ريادة الاعمال. فهرم الوصول إلى مجتمع المعرفة يبدأ بالابتكار ثم يليه ريادة الأعمال ثم الاقتصاد المعرفي املاً في الوصول إلى مجتمع المعرفة فالقفز على المراحل لا يمكن ان يحدث نقلة معرفية مستديمة. فأمريكا على سبيل المثال انفقت على البحث والتطوير عام 2013 450 مليار دولار  والصين 300 مليار دولار. وأول الجهات الداعمة التي يجب ان تنفق بسخاء هي الجامعات. ثم تأتي صناديق الشركات الكبرى التي عليها مسئولية كبيرة في دعم ريادة الأعمال.
*. ما هي علاقتكم بريادة الأعمال ومتى بدأت
علاقتي بريادة الأعمال بدأت عندما كنت دراساً في الدكتوراه في بداية التسعينات الميلادية حيث يعتبر مشرفي على الدكتوراه مايك رايت ولا يزال كذلك من أكثر الباحثين مرجعية في العالم واحتل المركز الثاني في العالم عام 2011م بحسب تصنيف اي اس اي. وقد نشرت معه بحثا عام 1998م . ثم شاركت مع الدكتورة وفاء المبيريك في المنشآت الصغيرة وقد كنا قد احترنا انذاك في تعريب وترجمة ريادة الأعمال ولقلة الاتصال العالمي في العالم العربي انذاك فقد وجدنا من يترجمها بالمبادرة وآخرين بالعصامية وفي المغرب العربي سموها بالاعتمار. وكنا نتداول مصطلح المبادأة في مؤلفاتنا. حتى عقدت الجمعية مؤتمرها الأول الذي دعوي له مراكز ريادة الأعمال في العالم العربي عام 2009 وكانت اهم توصياته هو ترجمة الكلمة بريادة الأعمال.
وأذكر ان أحد الذين وجهني للاهتمام بريادة الأعمال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم عندما وجه يحفظه الله بتكوين لجنة لدراسة تكوين حاضنة أعمال في القصيم تستضيفها الغرفة وذلك عام2003م.
هل تعتبر حاضنات للأعمال من سبل دعم الرياديين ، مالمقصود بحاضنات الأعمال، ونشأتها أولا دولياً ومحلياً، ومهامها.
حاضنات الاعمال بمثابة الأداة لتطبيقات ريادة الأعمال. والبيئة الآمنة التي يمكن من خلالها نمو مشاريع ريادة الأعمال وذواتهم. "وحدة خدمية تهدف إلى تحويل الأفكار والابتكارات إلى مشروعات اقتصادية منتجة، وذلك من خلال تقديم عدد من الخدمات لرواد الأعمال تشمل التأهيل والدعم المادي والمعنوي والاستضافة والإرشاد".
وقد نشأت عملياً بمفهومها العصري في أمريكا وقد تشكل مفهوم الحاضنة منذ سنة 1959 على الأقل عندما افتتح مركز بتافيا الصناعي Batavia Industrial Center في بتافيا بنيويورك Batavia, New York. وقد كانت البداية أن واجهت العائلة التي تملك الشركة ديوناً عالية جعلتها تلجأ إلى فكرة تأجير الآلات الصناعية وتدريب المصنعين في موقع الشركة، وتم تطوير الفكرة لتشمل تأجير مبنى الشركة وتأجير مكاتبها ومرافقها للافراد الراغبين في إنشاء مشاريع صناعية مع توفير الاستشارة الإدارية والفنية.
* يفتقر العالم العربي للمراجع في مجال ريادة الأعمال فهل للجهات العلمية في المملكة مساهمة في هذ ا المجال
بالفعل هناك شح كبير وندرة في مراجع ريادة الأعمال العربية وتحاول بعض الجهات سد هذه الفجوة بالمساهمات المتواضعة وأكثر الجهود الأن هي جهود فردية وتشرفت بأن أكون اول من ألف كتاباً منهجياً لريادة الأعمال باللغة العربية، تلاه عدة كتب منها كتاب ريادة الأعمال باللغة الانجليزية وكتاب حاضنات الأعمال وغيرها من الكتيبات الإرشادية الصغيرة لرائد الأعمال مع نخبة من الزملاء المتخصصين في ريادة الأعمال.
وأخيراً سعدت أن جامعة الملك سعود منحتني الفرصة كي أشارك المفكر البارز بيرو فورمايكا رئيس الاكاديمة الدولية لريادة الأعمال بكتاب يستشرف المستقبل بريادة الأعمال سميناه الريادية الجديدة وهو مجموعة أفكار تتسق مع اطروحات شومبيتر الشهير "التدمير الخلاق" Destruction Creative   حيث يتمكن رواد الأعمال من كسر القيود والحوافز والجمود والركود السائد في الأنظمة الاقتصادية بما يطرحونه من ابتكارات وأساليب نظم جديدة فيتبعهم الآخرون فتحدث النقلة الاقتصادية الايجابية. ويتفق مع اطروحة بومول وزملاؤه من جامعة ييل ومنظمة كوفمان الشهيرة في كتابهم "الرأسمالية الطيبة والرأسمالية الخبيثة"  ونطرح في هذا الكتاب افكاراً تشكل نظرية اقتصادية جديدة تحل محل الاشتراكية أو الرأسمالية تسمى بنظرية "الريادية الجديدة" تشكل ابعادها الحاجة الراهنة للأمم. فالتحديات الاقتصادية المعاصرة للدول مع ضيق الفجوة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أصبحت تدور حول  عوامل أهمها خلق فرص العمل كما يقول (جم كليفتون) في كتابه حرب الوظائف القادمة. والنمو الذكي المستديم القائم على اطروحات روبرت سولو الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد عام 2010 واخيرا التنافسية القائمة على الاقتصادي المعرفي الذي تبدأ مكوناته بالابداع والابتكار.
بقدر الكدِّ تكتسبُ المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال
* هل الريادي يولد أم يصنع؟
بسبب حداثة المفهوم لدى بعض الممارسين لريادة الأعمال فإننا نخلط بينها وبين المشروعات الصغيرة كما ذكرنا سابقا وتعتبر بعض الجهات خطاءً كل من يتجه إلى العمل الحر ريادي أو رائد أعمال وهذا خلط للمفهوم العلمي فرواد الأعمال عادة لا يمثلون أكثر من 3% من المجتمعات. ألم يقل المتنبي
لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم .. الجـــودُ يُفقِــر والإقــدامُ قَتَّــالُ
هذا الجدل القائم هو شبيه بالجدل التاريخي عن القيادة فهل القائد يولد أم يصنع. وكذلك رائد الأعمال. وربما أن الجدل في رواد الأعمال أقل لكون العلوم تطورت الآن والمساهمات العلمية في تحديد صفات رائد الأعمال وسماته مستفيضة باللغة الانجليزية. واعتقد أن هناك تركيبة ذاتية ونفسية وتأهيلية تكون رائد الأعمال. وهناك اختبارات اصبحت قادرة على تلمس واستكشاف الصفات الهامة لدى الفرد التي تعينه كي يكون رائداً ناجحاً. وهناك اختبار طورته الرخصة الدولية لريادة الأعمال للسمات الريادية يقيس مدى ريادية المتقدم وبعد ذلك يتم التركيز على المهارة التي يمكن تطويرها أو اسناد المهام المناسبة له في المشروع. ونصحه بالتوجه لمجال آخر غير العمل الحر.   
 
*. ما دور المستثمرين الأفراد، العوائق أمام الريادي، ومستقبل ريادة الأعمال بالسعودية.
مفهوم الاستثمار في مشاريع ريادة الأعمال لا يزال يتشكل وهو في مراحله الأولى للتطبيق فلا يزال يغيب عنا مثلا مفهوم رأس المال المخاطر Venture Capital  . او المستثمر الداعم Angel Investor   ومن هنا تعتبر البيئة المشجعة لنمو ريادة الاعمال وما تسمى ايكو سيستم غير مكتملة. فالمشاريع الريادية مشاريع غير تقليدية ابداعية وفيها مخاطرة لا يتوقع ان تعتمد على بنوك الاقراض التجارية او جهات حكومية بحتة. هي تحتاج لمن يؤمن بالفكرة ويرى فيها الفرصة السانحة للنمو والنجاح وهذا يصعب في البيئات الجماعية. فإذا علمت ان معظم المشاريع العملاقة مثل مايكروسوفت، دل، فيس بوك.آمازن دوت كوم، وآبل ومن القصص الشهيرة ذلك الشاب الذي أتى من الهند اسمه صابر باتيا
 
*مشروعك المستقبلي القادم ؟
 ريادة الأعمال هي مشروع الحياة لدي. وساظل أتطلع لخدمة هذا العلم تأصيلاً وتطبيقا فأما تأصيلاً فنحن امامنا على المدى القصير مؤتمر سنوي دولي لريادة الأعمال تطرح فيه الاوراق العلمية والأفكار الجديدة والتأصيل العلمي للعلم باللغة العربية، وقد ألفت كتار ريادة الاعمال وحاضنات الاعمال وكن رياديا، والتاجر الصغير، وفي الجانب التطبيقي نسعى لنشر الرخصة الدولية لريادة الأعمال التي تجاوزت المحلية لتضع لها فروعاً في الدول العربية المجاورة مثل الكويت وعمان ومصر والسوادن.
أما مشروعي الآخر الذي لا يتسع الحديث عنه في هذا اللقاء فهو المساهمة في إنشاء مركز تفكير استراتيجي يكون بمثابة الثينك تانك للوطن يساهم في ترشيد القرار الاقتصادي ويساعد على تصويب التوجهات. فدولة في حجم المملكة العربية السعودية عضو مجموعة العشرين لا يجب أن تخل من مركز تفكير مرموق. وأتمنى أن يكون ذلك قريباً بحول الله.