نحو معايير مهنية لاعتماد مؤسسات إعداد المعلمين: نموذج نكاتي (NCATE)
, أ.د. صالح بن عبدالعزيز النصار . 2007
ظهرت في الآونة الأخير نداءات متعددة من بعض التربويين لإصلاح التعليم العام، والرقي بمستواه، ومعالجة عيوبه، وتطوير مبانيه وإمكاناته البشرية والمادية. ومع أن الإصلاح المطلوب يشمل كل مظاهر وآليات التعليم العام مثل المناهج الدراسية، وطرق التدريس، والوسائل التعليمية، والبيئة المدرسية؛ إلا أنه يجب أن يتوجه بدرجة أكبر إلى المعلم بوصفه الحلقة الأقوى في عملية التربية والتعليم، وهو المحرك أو المتوج لأية جهود تصب في إصلاح أو تطوير التعليم. ومن هنا، بدأت الأصوات تتعالى لإعادة النظر في مؤسسات إعداد المعلمين ومحاولة إصلاحها، والرقي بمناهجها، وتقوية آليات التدريس والتدريب فيها لتحقق أهدافها في إعداد المعلمين الأكفاء القادرين على مواجهة التغيرات السريعة والمتلاحقة في ميدان التربية والتعليم.
ومع كل الجهود التي بذلت -ولا تزال تبذل- في محاولة إصلاح مؤسسات إعداد المعلمين، إلا أن أداء تلك المؤسسات لا يزال أقل من المطلوب، ومخرجات تلك المؤسسات لا تزال أقل بكثير من مستوى الحد الأدنى الذي يؤهل المعلمين في جميع التخصصات ليتحملوا مسؤولياتهم التعليمية والتربوية بكل كفاءة واقتدار.
وإزاء التوسع الكمي الكبير في مؤسسات إعداد المعلمين والمعلمات، فقد أصبح من الضروري التفكير بجدية في تكوين مؤسسة أو هيئة وطنية للاعتماد التربوي في المملكة العربية السعودية تسهم في ضبط مستوى الجودة في التعليم العام من خلال وضع المعايير المهنية المناسبة للتأكد من تحقق المستوى النوعي لأية مؤسسة تتولى عملية إعداد المعلمين سواء أكانت كلية للتربية أم كلية لإعداد المعلمين أو المعلمات، أم مركزاً تأهيلياً أو تدريبياً.
وتعرّف دائرة معارف التقويم التربوي الاعتماد التربوي بأنه: "العملية التي يتم بواسطتها الاعتراف ببرنامج أو مؤسسة تعليمية بناء على معايير متفق عليها" (ص 5). ويتضمن الاعتراف أن البرنامج أو المؤسسة التعليمية يتحقق فيها المستوى النوعي من التعليم لمقابلة الأهداف المتوقعة من ذلك البرنامج أو تلك المؤسسة.
"وقد نشأ نظام الاعتماد التربوي وتطور في الولايات المتحدة على أساس تطوعي وغير حكومي، وأصبح له تأثير واسع النطاق بحيث أصبحت القرارات التي تصدرها جمعيات الاعتماد الأكاديمي تؤثر في قرارات التمويل والمساعدات المالية من قبل الجهات الحكومية الاتحادية أو المحلية والجمعيات الخيرية للمؤسسات التعليمية، كما تؤثر في السمعة العلمية للمؤسسة التعليمية، والاعتراف بالشهادات الصادرة عنها، وفي تعيين الخريجين، وتوجيه الطلاب للالتحاق بالكليات والجامعات والترخيص بمزاولة المهن التي تحتاج إلى تدريب عملي بعد التخرج وتحويل الطلاب من مؤسسة تعليمية إلى أخرى" (جستن، ص 36)[1].
ومن منطلق الإيمان بدور مؤسسات إعداد المعلمين، وأهمية ضبط مستوى الجودة فيها، فإن هذه الورقة تلقي الضوء على العملية التي ينتهجها المجلس الوطني لاعتماد مؤسسات إعداد المعلمين (نكاتي) National Council for Accreditation of Teacher Education (NCATE)، في وضع معايير اعتماد برامج الإعداد المهني للمعلمين وتنفيذها وتعديلها.
مؤملاً أن يؤدي النقاش حول مضمون هذه الورقة إلى تبني التوصية بإنشاء هيئة وطنية للاعتماد التربوي على غرار هيئة (نكاتي)، ودراسة نماذج عالمية أخرى لوسائل وإستراتيجيات الاعتماد التربوي والاستفادة منها في تطوير أداء مؤسسات إعداد المعلمين ورفع مستوى الجودة فيها.
[1] "جستن": الدراسة التقويمية الشاملة ونظام الاعتماد التربوي للمدارس الأهلية للبنين في المملكة العربية السعودية، (1420هـ).
بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة مختصرة عن الكتاب المترجم
دليل تأثير البحوث العلمية
The Research Impact Handbook
…
هدفت هذه الدراسة إلى تحديد درجة تمكن معلمي الصفوف الأولية من مطالب التنمية المهنية المتعلقة بتدريس القراءة والكتابة، وتحديد درجة استفادة معلمي الصفوف الأولية من وسائل التنمية…