Skip to main content
User Image

عبدالله بن فهد القاضي

Assistant Professor

أستاذ مساعد - قسم الدراسات الإسلامية - الفقه وأصوله

التعليم
كلية التربية، الدور الثاني، قسم الدراسات الإسلامية، المكتب (168)
course material

محاضرة اليوم

P
 
لمحات من خلافة أبي بكر الصديق t
 

  1. في اليوم التالي لمبايعة المسلمين أبا بكر t خليفة عليهم رأى الصحابة أبا بكر متجها نحو السوق، وهو يحمل بيده أثوابا، فقال له عمر بن الخطاب: ما هذا يا أبا بكر؟! كيف تزاول التجارة وقد أصبحت خليفة؟!

فقال أبو بكر: فمن أين أُطعم عيالي؟
فاتفق الصحابة على أن يُصرف لأبي بكر معاش يومي ليتفرغ لشؤون المسلمين.
 

  1. ولّى أبو بكر t عمر بن الخطاب t على القضاء، قال عمر: كان يمر علي شهر كامل في خلافة أبي بكر لم يختصم إليّ اثنان.

 

  1. عن زيد بن أرقم قال: كان لأبي بكر الصديق t عنه خادم، فأتاه ذات ليلة بعشاء، فتناول منه أبو بكر لقمة، فقال له الخادم: هل تعلم من أين حصلت هذا العشاء؟ لقد كنت تسألني دائما من أين جئت بالعشاء فلماذا لم تسألني الليلة؟

فقال له أبو بكر: كنتُ جائعا فأكلت فَوْرا ولم أسألك! فمن أين جئت بهذا العشاء؟
فقال الخادم: كنت تكهّنت [تنبأت بوقوع أمر معين] لقوم في الجاهلية فأصبت، فمررت بهم الليلة فأعطوني مكافأة لكهانتي تلك.
فقال له أبو بكر: لقد كدت أن تهلكني! ثم أدخل أبو بكر يده في حلقه فجعل يتقيأ ما أكل.
فقيل له: يرحمك الله! كلُّ هذا من أجل لقمة؟!
فقال: لو لم تخرج تلك اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها؛ سمعت رسول الله r يقول: «كل جسد نبت من سُحْت فالنار أولى به»، فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة.
 

  1. عن يحيى بن أبي كثير أن أبا بكر الصديق t كان يقول في خطبته:

أين الوِضاءُ [أي: الجميلون] الحسنة وجوههم، المعجبون بشبابهم؟
أين الملوك الذين بنوا المدائن وحصّنوها بالحيطان؟
أين الذين كانوا يُعطَون الغلبة في مواطن الحرب؟
قد تضعضع بهم الدهر [أي: أذلّهم] فأصبحوا في ظلمات القبور ، الوحا الوحا [أي: البِدار البِدار]، النجاء النجاء».
 

  1. كان أبو بكر t قبل الخلافة يحلب للنساء والضعفاء من أهل الحي، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا أبو بكر أغنامنا!

فسمعها أبو بكر فقال: لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن خُلُق كنت عليه، فكان يحلب لهن.
 

  1. عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: يا أيها الناس! إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها ﴿يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم﴾، إني سمعت رسول الله r يقول: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب».

 

  1. عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق عندما أرسل الجيوش لفتح الشام، خرج يمشي مع الجيش لتوديعه، فقال له أمير الجيش: يا أمير المؤمنين! كيف تمشي معنا ونحن راكبون، إما أن تركب مثلي أو أمشي مثلك.

فقال أبو بكر: ما أنت بنازل، وما أنا براكب؛ إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله.
ثم قال له: إني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن [تقتلن] شاة ولا بعيرا إلا للأكل، ولا تحرقن نحلا، ولا تغرقنه، ولا تغلل [تأخذ من المال العام بغير حق] ولا تجبن.
 

  1. عن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر على امرأة فرآها لا تتكلم، فسأل عنها: ما لها لا تتكلم؟ قالوا: نوت أن تحج وهي ساكتة. فقال لها: تكلمي؛ فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية. فتكلمت.

فقالت: من أنت؟
قال: أنا رجل من المهاجرين.
قالت: أي المهاجرين؟
قال: من قريش.
قالت: من أي قريش أنت؟
قال: إنكِ لسؤول [كثيرة السؤال]! أنا أبو بكر.
 

  1. قال أبو بكر t يوما: إنه من يكن أميراً فإنه من أطول الناس حساباً، وأغلظهم عذاباً، ومن لم يكن أميراً فإنه من أيسر الناس حساباً وأهونهم عذاباً.

 

  1. قالت عائشة -رضي الله عنها-: لما حضرت أبا بكر الوفاة قال: انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة بعدي.

فنظرنا فإذا عبدٌ نوبي كان يحمل صبيانه، وإذا ناضح [بعير] كان يسقي بستانًا له، فبعثنا بهما إلى عمر.
فبكى عمر، وقال: رحمة الله على أبي بكر! لقد أتعب من بعده!