course material
محاضرة اليوم
P
لمحات من خلافة أبي بكر الصديق t
-
في اليوم التالي لمبايعة المسلمين أبا بكر t خليفة عليهم رأى الصحابة أبا بكر متجها نحو السوق، وهو يحمل بيده أثوابا، فقال له عمر بن الخطاب: ما هذا يا أبا بكر؟! كيف تزاول التجارة وقد أصبحت خليفة؟!
فقال أبو بكر: فمن أين أُطعم عيالي؟
فاتفق الصحابة على أن يُصرف لأبي بكر معاش يومي ليتفرغ لشؤون المسلمين.
-
ولّى أبو بكر t عمر بن الخطاب t على القضاء، قال عمر: كان يمر علي شهر كامل في خلافة أبي بكر لم يختصم إليّ اثنان.
-
عن زيد بن أرقم قال: كان لأبي بكر الصديق t عنه خادم، فأتاه ذات ليلة بعشاء، فتناول منه أبو بكر لقمة، فقال له الخادم: هل تعلم من أين حصلت هذا العشاء؟ لقد كنت تسألني دائما من أين جئت بالعشاء فلماذا لم تسألني الليلة؟
فقال له أبو بكر: كنتُ جائعا فأكلت فَوْرا ولم أسألك! فمن أين جئت بهذا العشاء؟
فقال الخادم: كنت تكهّنت [تنبأت بوقوع أمر معين] لقوم في الجاهلية فأصبت، فمررت بهم الليلة فأعطوني مكافأة لكهانتي تلك.
فقال له أبو بكر: لقد كدت أن تهلكني! ثم أدخل أبو بكر يده في حلقه فجعل يتقيأ ما أكل.
فقيل له: يرحمك الله! كلُّ هذا من أجل لقمة؟!
فقال: لو لم تخرج تلك اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها؛ سمعت رسول الله r يقول: «كل جسد نبت من سُحْت فالنار أولى به»، فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة.
-
عن يحيى بن أبي كثير أن أبا بكر الصديق t كان يقول في خطبته:
أين الوِضاءُ [أي: الجميلون] الحسنة وجوههم، المعجبون بشبابهم؟
أين الملوك الذين بنوا المدائن وحصّنوها بالحيطان؟
أين الذين كانوا يُعطَون الغلبة في مواطن الحرب؟
قد تضعضع بهم الدهر [أي: أذلّهم] فأصبحوا في ظلمات القبور ، الوحا الوحا [أي: البِدار البِدار]، النجاء النجاء».
-
كان أبو بكر t قبل الخلافة يحلب للنساء والضعفاء من أهل الحي، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا أبو بكر أغنامنا!
فسمعها أبو بكر فقال: لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن خُلُق كنت عليه، فكان يحلب لهن.
-
عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: يا أيها الناس! إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها ﴿يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم﴾، إني سمعت رسول الله r يقول: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب».
-
عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق عندما أرسل الجيوش لفتح الشام، خرج يمشي مع الجيش لتوديعه، فقال له أمير الجيش: يا أمير المؤمنين! كيف تمشي معنا ونحن راكبون، إما أن تركب مثلي أو أمشي مثلك.
فقال أبو بكر: ما أنت بنازل، وما أنا براكب؛ إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله.
ثم قال له: إني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن [تقتلن] شاة ولا بعيرا إلا للأكل، ولا تحرقن نحلا، ولا تغرقنه، ولا تغلل [تأخذ من المال العام بغير حق] ولا تجبن.
-
عن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر على امرأة فرآها لا تتكلم، فسأل عنها: ما لها لا تتكلم؟ قالوا: نوت أن تحج وهي ساكتة. فقال لها: تكلمي؛ فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية. فتكلمت.
فقالت: من أنت؟
قال: أنا رجل من المهاجرين.
قالت: أي المهاجرين؟
قال: من قريش.
قالت: من أي قريش أنت؟
قال: إنكِ لسؤول [كثيرة السؤال]! أنا أبو بكر.
-
قال أبو بكر t يوما: إنه من يكن أميراً فإنه من أطول الناس حساباً، وأغلظهم عذاباً، ومن لم يكن أميراً فإنه من أيسر الناس حساباً وأهونهم عذاباً.
-
قالت عائشة -رضي الله عنها-: لما حضرت أبا بكر الوفاة قال: انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة بعدي.