تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

نايف بن محمد الوعيل

Lecturer

محاضر,قسم الإعلام

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
2أ 111
المنشورات
مقال فى مجلة
2012

هَل يُصلِحُ الدَّهرُ ما أفسَدَ العَطّارُ ؟

مقال

 يرى بعض الفلاسفة انه لا يمكن بناء مدن فاضلة بأطفال أفسدتهم تربية الكبار، استنتاج منطقي او انه استنتاج أصبح منطقيا مع مرور الوقت فالإنسان وخصوصا العربي رُبي على تلقي الموروث الفكري لأجداده على أنه حقائق مسلمة لا تقبل الجدال، فهؤلاء الأطفال الذين يعول عليهم بناء هذه المدن هم في الغالب نتاج مجموعة من الخبرات التي تكوِّن شخصياتهم. فبإمكاننا ان نصنع منهم جيلا يملؤه التفاؤل وعلى النقيض يمكننا تحويلهم متى اردنا إلى مجموعة من العقد تجعلهم مركبات من الكآبة، ما يقوم به الكبار إذا صحت مقولة الفيلسوف هو إعطاء اطفالنا جرعات من الهمّ محاولين بدون قصد وأد التفاؤل من حولهم، هنا في المملكة على سبيل المثال، كيف لنا ان نتصور مستقبل طفل لقَّناه في المرحلة المتوسطة وهذه مرحلة مفصلية من حياته ان السرطان مرض لا يمكن الشفاء منه، ألا يكفي ما يدور حوله من مشاكل وقتل وحروب؟ أولم تحبطه مشاهده اقرانه في «براعم» يهربون من الموت حرقا بالقفز من الأدوار العلوية؟؟ لِمَ نجعله يتصور الموت في كل خطوة؟ لِمَ نجسد له المرض كشبح يتربص به؟

ففي الوقت الذي نفجع أطفالنا بأنواع التشاؤم صباحاً ونمسيهم بالكثير من الممنوعات، قررت مدارس بريطانيا في نهاية العام الماضي أن تعرض صوراً معدلة للمغنية الأمريكية بريتني سبيرز تبدو فيها بوزن زائد على طالبات لا تتجاوز أعمارهن 8 أعوام لجعلهن يشعرن بالراحة حول أشكال أجسادهن في إطار حملة ضد طرق التنحيف غير الصحية، هذه الخطوة من المتوقع ان تنتج للبريطانيين جيلا جديدا راضياً عن نفسه، متصالحاً مع ذاته، لا يحمل في داخله مركبات نقص أو عقداً مجتمعية.

فمتى ما اردنا مدناً فاضلة علينا التوجه أولا إلى الطفل، نجعله محور تفكيرنا محاولين تنقية هذه المرحلة من الشوائب التي زرعها البعض بقصد أو بعفوية، علينا ان نعي جيدا ان ما وصلت إليه مدارسنا ليس مستوردا بل هو نتاج طبيعي ومنطقي لما نزرعه، لم لا نترك لهذه العقول الصغيرة ان ترسم لنا مستقبلا لا يحمل الكثير من «عيب» و» ممنوع» و»وش يقولون عنا»، الأيام القليلة الماضية كانت حافلة بالعديد من الفعاليات التي تسير في طريق دعم الطفل ومصلحته فالأولمبياد الوطني للإبداع، وتكريم سابك ل30 رساماً ورسامة ، بالإضافة إلى حفل استضافه مركز الملك فهد الثقافي لتكريم المتفوقات تعليمياً كلها شواهد على الأخذ بيد الطفل لرسم خطوط عريضة لمستقبله.

قيل قديما: تَدُسُّ إلى العَطّارِ تَبغي شَبابَها -- وَ هَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟ .. إذا حاولنا فهم البيت الماضي بمعطيات حاضرنا، نرى جليَّاً ان العطار لم يكن ماهرا بما فيه الكفاية لمعالجة مشاكل عصره بل تفرغ لأمور يراها أهم وأعظم من تنشئة صغاره، لذا ومع تغير المعادلة صح لنا أن نطرح سؤالا مفاده: هَل يُصلِحُ الدَّهرُ ما أفسَدَ العَطّارُ؟

نوع عمل المنشور
مقال
رقم الانشاء
15990
مجلة/صحيفة
جريدة الرياض
مزيد من المنشورات
publications

يضع الشاعر البريطاني بايرون خيطا رفيعا بين التفاؤل والتشاؤم حين يوضح في إحدى مقولاته بأن الإنسان المتفائل يري ضوءا غير موجود بينما المتشائم والذي يصفه بالأحمق ويجرده حتى من الإنسانية يري ضوءا ولا…

2016
publications

لقارئ بعين المتعقل والمتابع الصادق للتاريخ سيجد بين دفات الكتب حقائق لا تقبل النقاش على ما يشهده العالم اليوم من إرهاب ودموية وجماعات احترفت القتل والتدمير والعدوانية لكل ما هو جميل وسلمي، لم يأت…

2016
publications

يخطئ من يعتقد أن الأحلام مرتبطة بنومنا فقط بل هي نتاج للواقع والعمل الدؤوب، هي تلك الأشياء الكبيرة التي نستيقظ صباحا لمواصلة السعي لتحقيقها مهما اختلفت مسمياتها ونسهر ليلا لكي نراهن على أنها ستكون…

2016