تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

محمد بن علي بن محمد العبداللطيف

Assistant Professor

أستاذ مساعد

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
مبنى 16 الدور الأول، مكتب 125
المنشورات
فصل كتاب
2017

آثار ثورات 1848م الأوروبية على مجتمع ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية: الهجرة الألمانية أنموذجاً

 
كانت أوروبا في القرن التاسع عشر مرتعاً خصباً للتيارات الفكرية والتنظيمات السياسية الثورية التي عارضت بشكل مباشر وغير مباشر سلطة الحكم المطلقة في الممالك الأوربية. ومن أشهر التيارات الفكرية والمذاهب السياسية التي انتشرت في تلك الفترة: الاشتراكية، والقومية، والديموقراطية. وقد كان للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر دور كبير في نشوء مثل هذه التيارات. في الوقت ذاته، شكّل الفلاحون الجزء الأكبر من مجتمعات الدول الأوربية في منتصف القرن التاسع عشر، إذ يذكر بعض المؤرخين أنهم كانوا يشكلون حوالي تسعين في المائة من مجمل السكان. كان أهم وأبرز مطالب هؤلاء الفلاحين اقتسام هذه الأراضي الشاسعة مع ملاك الأراضي، وأن تنتهي الضغوط المالية التي وضعها عليهم المستفيدون من جعلهم تحت طائلة الديون. أما من الناحية السياسية، فقد انقسم المجتمع الأوروبي من حيث آراؤه السياسية في فترة ما بعد الحروب النابوليونية إلى ثلاثة أقسام: ليبراليين، ومحافظين، وراديكاليين.
تعد ثورات 1848م من أعظم الثورات التي حدثت في أوروبا في القرن التاسع عشر من حيث آثارها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتتصل هذه الثورة فكرياً بالثورة الفرنسية وبنتائج مؤتمر فيينا عام 1815م. وكانت القومية والحكم الديموقراطي سمتين بارزتين في قيام هذه الثورات في عموم البلدان الأوروبية. لم تقتصر آثار ثورات 1848م على أوروبا وحدها، بل امتد إلى الجزء الآخر من الكرة الأرضية وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية.
يسلط هذا البحث الضوء على آثار ثورات 1848م الأوروبية على الحياة السياسية في الولايات المتحدة في فترة ما قبل الحرب الأهلية، وبالتحديد في الفترة ما بين 1848-1861م. ويركز البحث على دور المهاجرين الألمان تحديداً—لأنهم كانوا يشكلون الأغلبية الساحقة بين المهاجرين—الذين أطلق عليهم مسمى الثمان والأربعينيون (the Forty-Eighters) في دعم حركة دعاة إبطال الاسترقاق The Abolitionists ودعمهم للحزب الجمهوري الناشئ آنذاك، ودورهم الملموس في وصول أول رئيس جمهوري إلى البيت الأبيض. كذلك يسلط الضوء على التقاء جهود النشطاء الأمريكيين والمهاجرين الأوربيين والألمان خصوصاً في سبيل إنهاء الاسترقاق. وفي الوقت ذاته، يدرس البحث العلاقة بين المهاجرين الألمان والحركات الدينية الأمريكية المطالبة بتحرير المستعبدين.
 

اسم الناشر
الجمعية التاريخية السعودية
الصفحات
26
مزيد من المنشورات