دراسة تحليلية للأواني الزجاجية في موقع الربذة الإسلامي

ورقة مؤتمر

2017

تتناول هذه الدراسة المادة الزجاجية (الأواني) المكتَشَفَة في موقع الربذة الأثري، والذي يُعَدّ من أهم المواقع الإسلامية في الجزيرة العربية؛ حيث ارتبطت الربذة تاريخيًّا بكونها أحد الأحمية المخصَّصَة لإبل الصدقة في فترة صدر الإسلام، إضافةً إلى كونها إحدى أهم محطات الحج على درب زبيدة.
 وقد مهدت الدراسات الأولية عن موقع الربذة للبَدْء في أعمال البحث والتنقيب والكشف عن آثار هذه المدينة وحضارتها، وقد جاءت نتائج العمل الأثري الذي استمر قرابةَ ثلاثة عقود، واعدة جِدًّا؛ إذ كشفت عن معلومات مهمة ذات صلة وثيقة بمكوِّنات الموقع، كما كشفت نتائج هذا العمل الأثريّ عن موادَّ أثرية متنوِّعة في مجالات الفنون الإسلامية ذات قِيمَة فكرية وفنية عالية، من أبرزها الأواني الزجاجية التي تناولتها هذه الدراسةُ بالوصف والتحليل الفنيّ والحضاريّ.
وتتنوع المصنوعات الزجاجية المكتَشَفَة ما بين قوارير بأشكال وأحجام مختلفة، وكِسَر، وخَرَز، وأقداح، ومحاجم زجاجية تُستخدم ضمن الأدوات الطبية، وأدوات الطعام ونحوها. ولا شك أن تنوُّع أشكال هذه الصناعات الزجاجية وتعدُّد استخداماتها يعزِّز أهميةَ موقع الربذة بوصفه مركزًا حضاريًّا وتجاريًّا يقع على أحد أهمّ طُرُق التجارة والحجّ في الجزيرة العربية.
هدفت الدراسة للتوصل إلى عدة مقاصد منها: التعرُّف إلى أنواع المصنوعات الزجاجية المكتَشَفَة في موقع الربذة بناءً على أسلوب التحليل والتصنيف الذي تُجريه الدراسةُ، وتحليل أساليبها الفنية، إلى جانب التعرُّف على دلالاتها الحضارية والمعاني الفنية الكامنة من حيث التصاميم والألوان.
تكوَّنت عينة الدراسة من (تسع وعشرين) قطعةً زجاجيةً ضمن المجموعة الفنية التي يضمها متحفُ كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، وهي موزَّعة كالآتي: ستة وعشرون قارورة، قَدَحَانِ، محجمة.
اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة المنهجَ التحليليَّ؛ حيث طُبق في تحليل العناصر الفنية وتحليل الزخارف وتصنيفها، إلى جانب التعرف إلى طبيعة استخداماتها.
وقد أظهرت النتائجُ أن المصنوعات الزجاجية بالربذة اشتملت على الأواني الخاصة بحفظ السوائل، سواء المرتبطة منها بالأطعمة، أم العطرية، أم الطبية، وكذلك أواني حِفْظ الطعام وتقديمه، إلى جانب الأدوات الطبية وأدوات الزينة. كما أظهرت مقدار حجم العلاقات المتبادَلَة مع البلدان والحضارات المجاورة؛ وذلك من خلال قوافل الحج والتجارة بوصفها الوسائط الرئيسة الفاعلة في تمازُج الحضارات؛ بحيث انعكس هذا الأمر بوضوح على تنوُّع أشكال المصنوعات الزجاجية واتجاهاتها الفنية.
وخَرَجَت الدراسة بمجموعة من التوصيات منها: ضرورة القيام بدراسات متخصصة عن الزجاج الإسلاميّ في المواقع الإسلامية والقديمة في شِبْه الجزيرة العربية؛ للتعرُّف إلى التواصُل الحضاريّ والفنيّ بين المجتمعات. 

• نوع عمل المنشور: بحث علمي محكم ومنشور