علم الاجتماع الرياضي/ من كتاب الرياضة والمجتمع للدكتور/ أمين الخولي.

تعد الرياضة أحد الأنشطة الإنسانيـة المـهـمـة; فلا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات الإنسانية من شكل من أشكال الرياضة; بغض النظر عـن درجـة تقدم أو تخلف هذا المجتمع; ولقد عرفها الإنسان عـبـر عـصـوره وحـضـاراتـه المخـتـلـفـة; وإن تـفـاوتـت توجهات كل حضارة بشأنـهـا; فـبـعـض الحـضـارات اهتمت بالرياضة لاعتبارات عسكرية سـواء كـانـت دفاعية أو توسعية; والبعض الاخر مارس الرياضة لشغل أوقات الفراغ; بينما وظفت الرياضة في حضارات أخرى كطريقة تربوية; حيث فطن المفكرون التربويون القدماء إلى إطار القيم الذي تحفل به الرياضة; وقدرتها الكبيرة على التنشئة والتطبيع وبناء الشخصية الاجتماعية المتوازنة; ناهيك عن الاثار الصحية التي ارتبـطـت منذ القدم بممارسة الرياضة وتدريباتها البـدنـيـة; وهو المفهوم الذي أكدته نتائج البحوث العلمية حول الاثار الوظيفية والصحية على المستوى البيولوجي للإنسان. وفي العصر الحديث; ونتيجة الجهود المتواصلة لعلماء وباحثي التربية البدنية والرياضة في سعيهم لتأكيد البناء المعلوماتي لنظامهم الأكاديمي; أمكن لأول مرة النظر إلى الرياضة نظرة يحدوها الشمول; فكان من الصـعـب تـنـاول هـذا الـنـشـاط الإنـسـانـي المتنامي بعد أن بدأت الأبعاد الاجتماعية والثقافية للرياضة تتضح; وأصبح من الصعب تجاهل المغزى الاجتماعي لهذا النشاط الإنساني البارز والذي أصبح يصنف أكاديمياً من خلال مبحث اجتماعيات التربية البدنية والرياضة; الذي بدأ يبزغ منه مبحث فرعي ولـيـد وحـديـث الـعـهـد تحت اسم «علم اجتماع الرياضة».