إدارة التراث الثقافي في اليمن: التجربة والواقع والتطلعات
التراث الثقافي هو ذاكرة الأمة بكل ما فيه من أحداث تناقلتها الأجيال عبر الزمن في مختلف مناحي الحياة الفكرية والمادية والمعنوية؛ بحيث تعكس نفسها في حاضر الأمة تفكيراً، وسلوكاً. ولهذا عُنيَتْ به المجتمعات بمؤسساتها وأفرادها، وازداد الاهتمام العالميّ به في القرن العشرين على مستوى سنّ القوانين المتعلقة بإدارته، وحمايته، والاستفادة منه في تحقيق استدامه مالية على المدى البعيد؛ لِكوَّنه ثروة وطنية للأجيال، وعليهم حمايته، والحفاظ عليه.
يضم هذا الكتاب بين دَفّتيْه، كما يشير عنوانه، تاريخ إدارة التراث الثقافي في اليمن على مدى عقود عدة، حاولتُ تغطية كثير من الجوانب والظواهر والمواضيع المتعلقة بتطور المفاهيم الإدارية للتراث الثقافي، وإلقاء الضوء على الجهود الرسمية والشعبية التي بُذِلَت لإدارة التراث الثقافي في اليمن وفق قراءة نقدية لتحليل هذه الجهود، والجهات المعنية بموضوع التراث وإمكانياتها، فضلا عن معرفة الإشكاليات والتحديات التي تواجه التراث الثقافي في اليمن، وقد بذلت جهدا غير قليل في جمع مادته، وغايتي في أن أخرج بعمل مرجعي؛ ليطّلع القارئ من خلاله على الجوانب الإدارية للتراث الثقافي في اليمن، ويجد في هذا الكتاب مبتغاه، فيتملّى قراءته، ويستفيد من مضمونه.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية إدارة التراث الثقافي الأثري كأداة لتعزيز التنمية السياحية المستدامة، والدور الذي تؤدِّيه مواقع التُّرَاث الثقافي الأثري في التطوير المستدام للسياحة.
تُشَكِّل المَخْطُوطات جُزءًا هامًا مِن الموروث الثقافي الذي أَبْدَعَتْهُ الحَضَارة العربيّة وَالإِسْلَامِيّة فِي شَتَّى حُقُول المَعْرِفَة الإنسَانِيَّة، ووثيقَة تارِيخِيَّة تَعْكِس الصورة…
تتناول هذه الدِّراسة المهرجانات التُّراثية بالترَّكيز على (مهرجان الحريد الثَّقافي)، بجزر فرسان في المملكة العربية السُّعودية، بوصفها جزءًا مهمًّا ومثالًا رمزيًا للتُّراث الثَّقافي غير المادي،…