تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

الـدكـتـور عـمـر بـن عـبـدالـعـزيـز آل الـشـيـخ

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

كلية الطب
كلية الطب
مدونة

لقب الطبيب بين الوجاهة وخدمة المجتمع

مجلة الجلدية العدد السابع عشر- الدكتور عمر بن عبدالعزيز آل الشيخ
ما زلت أذكر سنوات دراستي في كلية الطب، وكيف كان الالتحاق بها أملا غاليا عملت – بفضل الله – على تحقيقه، وقد كنت كغيري أرى أن الهدف الأسمى الحصول على المؤهل الدراسي الذي من خلاله أحمل لقب طبيب، وهذا شئ مشروع، لا غضاضة فيه، ولكن من حولي الذين يحملون رؤى أكثر عمقاً، وخبرة وعلماً، كانت لهم نظرة مختلفة عن رؤية طالب ما زال يخطو أولى خطواته العلمية، فهم يرون ضرورة أن يكون للملتحق بالجامعة، خاصة في تخصصات الصحة والطب، رسالة وهدفاً أسمى لمرحلة ما بعد التخرج، وليس كالنظرة التي رأيتها إبان فترة التحاقي بالجامعة. 
إن التخصصات الصحية أكثر التصاقاً بالمجتمع، من هنا تكون مكانتها، ومن هنا أيضا يجب أن يتحلى من يحمل هذا المؤهل بتواضع كبير، لأن ذلك جواز المرور إلى قلوب الناس، وهذا هدف أسمى يجب السعي إليه بكل قوة، وهذا التواضع سيجعل الطبيب أو الصيدلي في حالة نهم للعلم والاستزادة من فروع المعرفة المختلفة التي تدعم مسيرته الإنسانية أولا، ومسيرته العلمية ثانيا.
هذه رسالتي إلى طلاب وطالبات الكليات الصحية بكل فروعها (طب بشري – طب أسنان – وصيدلة، وغيرها) بضرورة الحرص على التميز والإبداع في التخصص الدقيق حيث لا مجال للشمولية في هذا العلم.
إن دعوتي ليست مجرد توجيه مباشر لفئة أظن أنها تحمل أمانة غالية، وهي صحة الإنسان وسلامته، وإنما مجرد رأي لأحد أبناء المهنة السامية التي يعتز بها ويعرف قيمتها الحقيقية التي لا تكمن في لقب يضاف للإنسان، أو مجرد حرف (الدال) الذي يوضع قبل الاسم، فكم من أناس يحملون ألقابا علمية نادرة، ولكن رصيدهم في الشارع والمجتمع المحيط بهم، أو حتى في ردهات البحث العلمي لا شئ.
الشئ الأكثر أهمية الاهتمام بالبحث العلمي فهو أحد أهم خطوات التقدم منذ السنوات الأولى للتعليم، وعدم أخذ هذه التخصصات من باب التباهي فقط والحصول على كلمة طبيب من قبل المجتمع.
بالفعل من حق الإنسان أن يفخر بما حقق، لكن فليكن فخره بما حقق ويصب علما في أوردة من يتعامل معهم، وكذلك تواضعا يضيف للمرء رصيدا في قلوب المجتمع المحيط به تجاهه.
فيجب التأكيد على أن الطبيب هو في خدمة المجتمع بكل أفراده فهم سبب تميزه ونجاحه بعد توفيق الله.
 
http://skinandallergy.org/wp-content/uploads/EDITION17.pdf