تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2010

التخطيط الحضري لمصلحة مَنْ؟!

د. رشود الخريف

من المعروف أن التخطيط الحضري يعتمد على ركائز أساسية، منها الخصائص الطبيعية للمكان، مثل جيولوجية المنطقة وجغرافيتها وسماتها البشرية. ومن المسلمات أن التنمية العمرانية ضرورية، فحاجات الإنسان مقدمة على البيئة، لذلك فمن غير المستبعد أن تُحدث التنمية ضرراً على البيئة، لكن لا يعني ذلك أن يقوم المسؤولون عن التخطيط الحضري بتدمير البيئة الحضرية وتغيير ملامحها بالكامل، وإنما ينبغي الاستفادة منها لإضفاء مزيد من الجمال الطبيعي على الحي السكني أو المدينة، بما لا يتسبب في عرقلة إدارة المدينة أو التأثير في بنيتها الأساسية ومرافقها العامة. وهذا هو المفترض، لكن الممارسات الشائعة تقوم على سحق الجبال الصغيرة لاستغلالها لأغراض السكن، وردم الأودية والمناطق المنخفضة، كي تباع للناس، ليس ذلك فقط، بل المبالغة في تقليص المساحات المخصصة للشوارع والمرافق والحدائق، ما يخنق المدينة وساكنيها!

وبناء على هذه الممارسة، يعتقد بعضهم أن تخطيط المدن يراعي رغبات سماسرة العقار أكثر من مصالح الساكنين وسلامتهم أو النواحي الجمالية للمدينة. وينتج عن ذلك ضرر كبير على المصلحة العامة وعلى الساكنين، ومن تلك الأضرار السلبية ما يلي:

أولاً: يُؤثر هذا الأسلوب التخطيطي في المظهر العام للمدينة، ما يقضي على المظاهر الطبوغرافية، كالأودية التي يمكن أن تضفي جمالاً ساحراً على المدينة، فتتخللها المياه كالأنهار الجارية في مواسم الأمطار، أو تكون متنزهات ومتنفسا لسكان المدينة معظم أيام السنة.

ثانياً: إن سحق الجبال أثناء التطوير العقاري يجعل كثيراً من المدن منبسطة، رتيبة ومملة، ومزدحمة، لا تتخللها مرتفعات تكسر رتابة اللاندسكيب وتضفي عليها جمالاً طبيعياً.

ثالثاً: يقوم العقاريون ببيع قطع أراض تقع في الأصل فوق منخفضات سحيقة بقيمة الأراضي نفسها التي تقع على أرض مستوية في أساسها، وذلك لعدم علم المشتري بالطبوغرافية الأصلية للمنطقة (أي قبل التطوير أو الاستصلاح)، ما يكلفه – فيما بعد - مبالغ باهظة لوضع القواعد المسلحة المناسبة للمبنى عند الإنشاء.

رابعاً: تقليص الساحات العامة والمناطق الخضراء التي يمكن الاستفادة منها كمناطق للترفيه أو ممارسة رياضة المشي التي تقتصر في الوقت الحاضر على «أرصفة الحوامل» ونحوها.

خامساً: تؤدي هذه الممارسة في التخطيط إلى بعض الكوارث الطبيعية عند سقوط أمطار فوق المعدل العام، أو إلى بعض الأضرار الصحية عند تسرب مياه الصرف الصحي.

ختاماً، آمل أن تشترك في المسؤولية كل جهة لها علاقة بالتخطيط الحضري، مثل الدفاع المدني، البلديات، هيئة السياحة والآثار، هيئة المساحة الجيولوجية, وغيرها، وأن تُطبق أنظمة التخطيط الحضري بصرامة، وأن تخضع هذه الأنظمة للتطوير والتحديث المستمر، وذلك لإيجاد بيئة حضرية جميلة ومناسبة لسكنى الإنسان؛ تمنح السعادة لساكنيها، وتحافظ على أرواحهم من خطر الكوارث والاكتئاب.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية