تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2010

«ساهر» والترفيه المروري!

د. رشود الخريف

احتلت الوفيات بسبب الحوادث المرتبة الأولى من بين الأسباب الرئيسة لوفاة الذكور في المملكة، لتكون-ربما - الدولة الوحيدة التي تحتل الحوادث السبب الأول للوفاة، كما أشرت في مقالة سابقة. وقد تنبهت الهيئة العليا لتطوير الرياض إلى خطورة الوضع، خاصة مع التزايد السريع في أعداد الحوادث المرورية في مدينة الرياض، وما نتج منها من وفيات مؤلمة للشباب في عمر الزهور أو إعاقات مدمرة لحياة الإنسان، الأمر الذي تطلب صياغة "استراتيجية للسلامة المرورية". ومن ثمار تلك الاستراتيجية تطبيق نظام "ساهر". وأسهم تطبيق تلك الاستراتيجية في خفض أعداد الحوادث والوفيات في مدينة الرياض بدرجة كبيرة، لذلك تستحق الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ومرور منطقة الرياض الشكر والتقدير على جهودهما الموفقة وسعيهما الحثيث لتطوير جهاز المرور.

نعم، تشير تقارير مرور منطقة الرياض إلى أن أعداد الوفيات انخفضت بعد تطبيق نظام "ساهر" من 37 إلى 20 وفاة، كما انخفضت إصابات الحوادث المرورية من 249 إصابة إلى 110 إصابات، وانخفضت ـ كذلك ـ أعداد الحوادث المرورية من 14094 حادثاً إلى 10385 حادثاً.

وعلى الرغم من هذه الجهود الرائعة، فإن الحاجة ماسة إلى بذل مزيد من الجهود في مدينة الرياض وسائر المدن السعودية. إن مكافحة الحوادث والحد منها لهما أبعاد تربوية تتجاوز تلك الجهود التي تبذلها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ومرور منطقة الرياض، فالحاجة ماسة إلى دور أكثر إيجابية من المدرسة لغرس القيم الحميدة والأخلاق النبيلة التي تحث على احترام الآخرين، وتدعو إلى تقدير أرواحهم وسلامة ممتلكاتهم. فيبدو جلياً أن بعض الشباب يمر بأزمة أخلاقية مقلقة، ويتسم كثير منهم باللامبالاة، لدرجة أن منهم من لا يُعيرون أي اهتمام للآخرين، ولا يكترثون بما يحدث لهم، ما يكشف عن إخفاق في التربية تتحملها الأسرة والمدرسة على حد سواء. من المؤسف أن كثيراً من الآباء لا يراقبون سلوك أبنائهم أثناء قيادة السيارة ولا يقدمون لهم التوجيه اللازم أو التوبيخ المناسب، إن تطلب الأمر. وفي المقابل، ترى المدرسة ـ فيما يبدو ـ أن الأمر لا يعنيها، فالأمر لديها يخص المرور فقط.

ختاماً، للحفاظ على أرواح الشباب والحد من التكاليف الاقتصادية الباهظة للحوادث، التي تصل إلى أكثر من 21 مليار ريال سنوياً، فإن الحاجة ماسة إلى تعميم مبادرة "ساهر" على عموم مدن المملكة، والسعي إلى تطويرها وتحسينها باستمرار، مع ضرورة تحرك وزارة التربية والتعليم للاضطلاع بدورها في هذا المجال، ثم لا بد من السعي إلى إيجاد أنشطة وبرامج للشباب الذين يفتقرون إلى اهتمام الجهات المسؤولة عنهم. فلا يتوافر للشباب ما يقضون فيه أوقات فراغهم إلا التجمع في المقاهي أو ممارسة "الترفيه المروري" ذهاباً وإياباً في شوارع المدن، ما يزيد الازدحام المروري، ويتسبب في الحوادث، ويؤدي إلى جرائم العنف.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية