تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

منارة الملك عبد الله للمعرفة.. تشق سماء الرياض

 

د. رشود الخريف

لقد أخذت جامعة الملك سعود قصب السبق في تحويل فكرة الأوقاف إلى واقع ملموس، وتجربة رائدة على مستوى الجامعات السعودية، نسأل أن ينفع الله بها، ويجزي كل من أسهم في دعمها خير الجزاء وأن تكتب في موازين أعمالهم. والوقف ليس جديداً في تراثنا، ففكرة الوقف وممارستها تضرب في أعماق التاريخ الإسلامي، ولكن توجيهها لمشروعات تنموية تخدم العلم والبحث العلمي ليس شائعاً في الوقت الحاضر.

تقوم الجامعة في الوقت الحاضر بإنشاء أبراج متعددة في محيط الجامعة. ويقع في واسطة العقد من هذه الأبراج المتنوعة الاستخدامات، ''منارة الملك عبد الله للمعرفة''، التي ستشق سماء الرياض بارتفاع يصل إلى 49 دوراً، وتشتمل على خدمات متعددة، من أبرزها مركز الملك عبد الله للمؤتمرات. وعموماً، تتكون مشاريع أوقاف الجامعة من أبراج تُنشأ لأغراض مكتبية ستؤجر للشركات والمؤسسات العامة والخاصة مثل برج ناصر الرشيد وبرج عبد الرحمن الهليل، وكذلك أبراج طبية ستكون مقراً لعيادات خارجية وخدمات طبية، مثل برج الأمير سلطان للأبحاث الصحية وطب الطوارئ وبرج الراجحي، وهناك أبراج تجارية ستخصص لأغراض التجارة مثل برج العمودي وبرج محمد بن لادن، إضافة إلى فنادق وقاعات للمؤتمرات والاجتماعات والاحتفالات مثل برج الأجنحة الفندقية وبرج صالح كامل. ولا شك أن هذه الأبراج والخدمات التي توفرها لا تخدم الجامعة فقط، بل ستقدم لمدينة الرياض خدمات راقية تضيف الكثير إلى ما هو موجود فيها. ومما يعطي هذا المشروع العملاق تميزاً وأهمية خاصة أنه يأتي نتيجة تضافر جهود بعض رجال الأعمال لدعم هذا المشروع التنموي المهم.

لا أحد ينكر أن جهود الجامعة في مجال الوقف أمر يستحق الإعجاب، لأنه يسعى لتحقيق أهداف نبيلة، فهو سيسهم - بإذن الله - في استقرار الموارد المالية للجامعة من خلال إسهامه في دعم الأنشطة البحثية، واستقطاب الباحثين المميزين وتحفيزهم للعطاء، إضافة إلى دعم المستشفيات الجامعية وتعزيز أعمال الخير والتكافل الاجتماعي. لذلك أتمنى أن تتوسع الجامعة في جهودها لتعزيز موارد الجامعة واستقرارها من خلال استثمارات متنوعة في أماكن مختلفة، ليس بالضرورة في محيط مقر الجامعة لكيلا تسبب ازدحاماً بجوارها.

لقد أتيحت لي فرصة الاطلاع على إنجازات مشروع أوقاف الجامعة، واتضح لي حسن التنظيم، ودقة المتابعة التي يدار بها المشروع، لتنعكس - بجلاء - في إصدار تقارير شهرية توضح سير العمل في كل برج على حدة.

وللحقيقة أقول: كيف لا يستحق هذا المشروع التنموي المهم الابتهاج والثناء، وهو باكورة أعمال الوقف في الجامعات السعودية، وكيف لا يستحق الدعم وهو يهدف إلى تعزيز الموارد المالية للجامعة واستقرارها، وكيف لا يستحق الفخر وهو يجسد تضافر رجالات القطاع الخاص لدعم مشروعات تنموية تهدف لبناء الإنسان في السعودية.

وأخيراً أتمنى أن تنتشر فكرة الأوقاف وتطبق في جميع جامعاتنا، كي تسهم في تعزيز مواردها المالية وتسهم في استقرارها في المستقبل، وتجعلها في مأمن من الهزات أو التغيرات التي تحدث بصفة مفاجئة في ميزانياتها، كما أتمنى تشجيع الخريجين الموسرين على تقديم منح للجامعات على هيئة أراض أو عمارات أو أسهم في شركات، كما هو سائد في الجامعات الرائدة في العالم، وأن توجه هذه المنح أو الأوقاف لدعم البحث العلمي وبناء الإنسان. وفوق ذلك، فقد حان الوقت لمنح الجامعات، خاصة الكبيرة منها، الاستقلالية لتتمكن من الانطلاق والإبداع بدلاً من تكبيلها وتقييدها بأنظمة عفى عليها الزمن.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية