تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

هشاشة العظام في بلاد الشمس الساطعة!

 

د. رشود الخريف

هل تصدق أن المملكة تأتي ضمن قائمة الدول التي ترتفع فيها الإصابة بهشاشة العظام Osteoporosis إلى مستويات مقلقة؟ نعم، تشير الدراسات إلى أن نسبة الإصابة بهذا المرض تصل إلى نحو 32 في المائة بين الرجال، وترتفع إلى نحو 45 في المائة بين النساء فوق سن الـ 50 عاما. وتُشير دراسة أخرى إلى أن أكثر من نصف النساء السعوديات لديهن نقص في فيتامين (د). وتعزا الإصابة بهشاشة العظام لدى السعوديين رجالا ونساء - كما يُشير الأطباء - إلى بعض العادات الغذائية، خاصة انخفاض استهلاك الحليب ومشتقاته، وكذلك الأسباب الوراثية، إضافة إلى قلة التعرض للشمس، ومن ثم عدم حصول الجسم على الأشعة فوق البنفسجية.

هذه الإحصاءات مقلقة جدا، وتكلف الدولة مليارات الريال لرعاية المصابين وعلاج الكسور والأمراض الناتجة منها. وربما يبرز التساؤل التالي في ذهن القارئ: كيف يحدث هذا النقص في فيتامين ''د'' في بلد من أكثر دول العالم سطوعا للشمس؟ فلو كانت هذه المشكلة في السويد أو النرويج أو فنلندا لكان الأمر غير مستغرب؛ لأن هذه الدول تعاني قلة الإشعاع الشمسي نتيجة موقعها الفلكي بالقرب من دائرة القطب الشمالي، ولكن المملكة تقع بالقرب من خط الاستواء وتتمتع بأجواء خالية من السحب معظم أيام السنة.

إذن لماذا ترتفع الإصابة بهذا المرض في المملكة؟ ربما يعود ذلك إلى أن معظم الأسر أصبحت حبيسة المنازل، لا تخرج الأسرة إلا في وقت في المساء (أي بعد الغروب) لحرارة النهار، علاوة على أن لباس السعودي للرجل وللمرأة يُغطي كامل الجسم أو معظم أجزائه، مما لا يتيح مجالا للتعرض للشمس. ولا شك أن قلة الإحصاءات عن هذا المرض تستدعي مزيدا من الدراسات الجادة لمعرفة نسبة الإصابة بدقة في مختلف الفئات العمرية، وكذلك تحديد المناطق التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بهذا المرض الخطير.

أعتقد أن الأمر وصل إلى مستوى يستدعي الاهتمام العاجل، بل لا بد أن يكون من أولويات وزارة الصحة، وأن يحظى بجهود عاجلة لإطلاق برنامج لتوعية الأسر في المملكة بضرورة الاهتمام بالعادات الغذائية ومراعاة التعرض للشمس من وقت إلى آخر. وهذا الدور منوط بعديد من المؤسسات، وعلى رأسها وزارة الصحة وجهات أخرى، مثل وزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة، وكذلك كراسي البحث المتخصصة في هشاشة العظام في جامعاتنا. فهناك كرسي مخصص لهذا المرض في جامعة الملك سعود، وآخر في جامعة الملك عبد العزيز، لكنها لم تسهم - بعد - بالدرجة المأمولة.

وأختتم بالقول إن هذه الجهات وخاصة كراسي البحث تتحمل مسؤولية كبيرة لدراسة هذا المرض بناءً على مسح وطني شامل يعتمد على عينات في مختلف مناطق المملكة لتحديد معدلات الإصابة وخصائص المصابين من حيث النوع والعمر والخصائص الاقتصادية والاجتماعية والمكانية، إضافة إلى العادات الغذائية من أجل وضع برنامج ناجع لمكافحة هذا المرض والحد من تزايد الإصابة به، وفي الوقت نفسه تتحمل وزارة الصحة مسؤولية وضع استراتيجية مناسبة للتعريف بأسبابه والحد من زيادة الإصابة به.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية