تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

مطارات أم بازار؟!

د. رشود الخريف

لا أدعي كثرة الأسفار ولا الخبرة في تقييم المطارات من حيث إمكاناتها الفنية والخدمات التي تقدمها للمسافرين. ولكن كثيرا من الأمور لا تتطلب خبيرا فنيا لملاحظة معاناة المسافرين التي ترتسم على وجوههم. وأجزم بأنني أستطيع التمييز بين المطارات الدولية المميزة والمريحة من جهة، والأسواق الشعبية أو ما يُسمى بـ''البازار'' (bassaar) التي تشبه مطاراتنا إلى حد كبير من جهة أخرى.

ومع الأسف الشديد أصبح من سمات مطاراتنا الازدحام الشديد في صالات السفر الكئيبة وعدم راحة المسافرين على الرغم من أن أعداد المسافرين بمطاراتنا لا تفوق أعدادهم في مطارات قريبة وبعيدة تقدم للمسافر الراحة والخدمات المميزة، بل لا أبالغ إن قلت إن دخول بعض المطارات (غير مطاراتنا) يشعرك بأنك تدخل فنادق خمس نجوم! إن مطاراتنا أبعد ما تكون عما يُسمى بالمطارات الصديقة للمسافر (friendly airport). ففي مطاراتنا الحديثة، لا تجد مكانا مناسبا تستريح فيه من عناء السفر، ولا تجد مكانا لائقا تحتسي فيه فنجانا من القهوة، أو تقرأ فيه جريدة أو كتابا. وهذا وضع لا يرقى للمكانة المرموقة التي تتمتع بها بلادنا ولا يتناسب مع إمكاناتها الاقتصادية الكبيرة. أعتقد أن وضع مطاراتنا غائب عن المسؤولين كلية؛ لأنهم يسافرون من خلال الصالة التنفيذية ولا يشعرون بمعاناة المسافرين ولا يطلعون على مظاهر التخلف في تقديم الخدمات والتعامل مع المسافرين.

أشعر دائما بالألم والخجل عندما أرى الخدمات المتدنية والأجواء السيئة التي يعيشها المسافرون، وخاصة العمالة التي تتأهب لوداع بلادنا بعد أن خدمت في مكاتبنا ومتاجرنا وبيوتنا. من المؤكد أن آخر موقف يتعرض له الإنسان في مكان معين هو الموقف الذي يلتصق بالذهن ويبقى لسنوات طويلة! وما أزال أعتقد أن هؤلاء يمكن أن يخدموا سمعة بلادنا، وأهم من ذلك ديننا الحنيف لو أُحسن التعامل معهم؛ لذلك فإننا بهذا الوضع المتدني لمطاراتنا وما تقدمه من خدمات، نقدم إساءة - غير مقصودة - لوطننا ولديننا؛ لأن ''الدين المعاملة''.

لقد منح مطار هونج كونج جائزة أفضل مطار في العالم لعام 2011م، في حين صُنف مطار مانيلا الأسوأ. ولكن السؤال، هل دخلت مطاراتنا في التقييم؟! من حسن الحظ أن مطاراتنا لم تخضع للتقييم، وإلا ربما حصل مطار الملك عبد العزيز في جدة على مراتب متقدمة جدا في تدني خدمات المسافرين وسوء التعامل معهم في صالات مكتظة وكئيبة، ولن تكن مطاراتنا الدولية الأخرى بأفضل حال!

إن تطوير المطارات والتخطيط لإنشائها على درجة عالية من التطور التقني والراحة للمسافرين ليس صعبا أو مستحيلا، فزيارة المطارات الرائعة كفيل بتعلم الكثير عن المواقع المناسبة لإنشاء المطارات، والتصميم الأمثل الذي يخدم المسافرين وشركات الطيران. لم يعد الأمر يحتمل التأخير، فلا بد من التقييم المستمر لمطاراتنا والاعتماد على وجهات نظر المسافرين، إذا أردنا أن ننهض بمستوى الخدمات نرفع من فاعلية مطاراتنا، خاصة مع بدء عمل شركات الطيران الأجنبية في أجوائنا.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية