تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

نستورد أجهزتهم ونرفض قيمهم!

 

د. رشود الخريف

لا يهتم بعض الناس بأوقات الآخرين ولا يحسبون لها حساباً. فالمهم لديهم هو راحتهم الذاتية ومصالحهم الشخصية حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين وأوقاتهم. تحدث مواقف كثيرة أمام كل منا بشكل شبه يومي، ما يعزز وجود التخلف في القيم لدى البعض مهما ارتفع مستوى تعليمهم وتضخم حجم أرصدتهم البنكية! هذا التخلف والأنانية تتجسد في مواقف تبدو بسيطة، ولكن لها مدلولات كبيرة. كثيراً ما نشاهد أناساً ينتظرون بعض المستهترين ويبحثون عنهم في أرجاء المحال التجارية أو المقاهي ''الكوفي شوب''، بل يتوسلون إليهم لتحريك سياراتهم التي تقف سداً منيعاً يحول دون تحريك سياراتهم. وينتهي الموقف الهزلي برفع يد المستهتر الكريمة قائلاً: ''ما عليش''. والأدهى من ذلك أنهم يعتقدون أن هذا الاعتذار البارد قمة الذوق في التعامل!

بالأمس القريب حدث هذا الموقف أمام ناظري في مواقف أحد المحال التجارية الكبيرة، ويتلخص الموقف في اثنين من الناس اضطرا إلى الانتظار ساعة كاملة (نعم ساعة كاملة) دون أدنى مبالغة. ليأتي السائق الشاب الذي ناهز عمره الـ 30 ''يتمخطر'' ليتفضل بفك أسر سيارتيهما. فحمدت الله أنني لست واحداً منهما، وإلا!

هذا الموقف يحمل في طياته الكثير من مؤشرات التخلف، ويعكس الاستهتار وعدم احترام الآخرين، ويؤكد خللاً وتناقضاً في تركيب الشخصية الذي يكرس مفهوم ''أنا ومن بعدي الطوفان''. فالبعض يظن أن وقته هو الأثمن ومصلحته هي الأهم! إن هذا الموقف الأناني ليس تصرفاً شاذاً أو نادراً كما قد يعتقد البعض، بل إنه أصبح سلوكاً سائداً لدرجة إن هذا السلوك يضطر بعض السائقين إلى إيقاف سيارتهم في وسط الشارع بدلاً من الوقوف في المواقف المخصصة للسيارات، خوفاً من وقوف الآخرين خلفها. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن هذا السلوك أصبح عبئاً على مؤسسات الدولة. لقد اضطرت إدارات المرور لتخصيص بعض رجال الأمن لتنظيم الحركة المرورية أمام بعض المطاعم الكبيرة على الشوارع الرئيسة في المدن الكبرى. إن هذا السلوك يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف ويتناقض مع القيم الإنسانية الأساسية. ومما يثير العجب أننا نستورد كثيرا من الأجهزة والمعدات من الدول الغربية التي تلتزم بالأنظمة وتحترم أوقات الآخرين وتحفظ حقوقهم، ونرفض استيراد بعض قيمهم الجيدة كاحترام الأنظمة وأوقات الآخرين. ويتمثل هذا الموقف في قول الشاعر:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ما الحلول؟ وكيف يمكن الحد من هذا السلوك المتخلف ونبذ هذه العادة المتأصلة لدى البعض؟! كما هو معروف، فإن تعديل السلوك من الأمور الصعبة، لأنه يحتاج إلى وقت طويل وجهود كبيرة من خلال التربية الأسرية والتعليم العام. ولكن أثبتت بعض التجارب أنه لا يمكن الحد من هذه السلوكيات المنحرفة إلا من خلال تطبيق الأنظمة بصرامة وتفعيل دور المرور بجدية، وكذلك تحميل المحال الكبيرة مسؤولية إدارة المواقف الخاصة بهم من جهة أخرى. وتظهر فاعلية ذلك بجلاء في انضباط سلوكيات شبابنا عندما يذهبون للدول الأخرى التي تطبق الأنظمة المرورية بجدية وصرامة!

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية