تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

البيانات ما بين الاستفادة وهدر المال العام!

د. رشود الخريف

شهدت المملكة تطوراً كبيراً في جمع البيانات وتزايداً مستمراً في عدد مواقع الجهات الرسمية والخاصة على شبكة الإنترنت، مما سهل الوصول ـــ إلى حد ما ـــ للمعلومة من قبل الباحثين والمستثمرين وصناع القرار سواء في القطاع الخاص أو العام. وفي المقابل انخفض التسويف المعتاد وتقلصت المماطلة التي كانت سائدة لدى كثير من المسؤولين في القطاع العام، وذلك نتيجة تنامي الوعي بضرورة الاستفادة من البيانات، خاصة أن الدولة تنفق مبالغ طائلة لجمع هذه البيانات وترميزها وإدخالها في الحاسب الآلي. ولكن لا تزال الحاجة كبيرة لزيادة الوعي بضرورة تعظيم الاستفادة من البيانات.

هناك اعتقاد سائد لدى قلة من المسؤولين بأن المجتمع السعودي مجتمع استثنائي، فمن غير المقبول أن تحدث به بعض المشكلات أو تُسجل فيه بعض الانحرافات السلوكية التي تحدث في أي مجتمع بشري. والصواب أن نؤمن بأن المجتمع السعودي حقق إنجازات كبيرة في مجال التنمية البشرية، ولكنه ـــ كغيره من المجتمعات الإنسانية ـــ لا بد أن يواجه كثيراً من المشكلات والمعوقات، نتيجة التغير الاجتماعي الذي يمر به والتحولات التي يشهدها.

إن غياب المعلومة يجعل الكثير من قضايا المجتمع مجالاً خصباً للتخمينات والتكهنات، مثل معدلات العنف الأسري، ومتوسط الدخل، وخط الفقر، ونسبة العقم لدى النساء والرجال، ونسبة النساء المستخدمات لوسائل تنظيم الأسرة، ونسبة الإعاقة بأنواعها المختلفة، ومعدل انتشار بعض الأمراض الخطرة والمزمنة وغيرها.

وعلى الرغم من توافر البيانات والتحسن في إجراءات الوصول إليها، إلا أن الباحث لا يزال ينفق الكثير من الوقت والجهد في سبيل الحصول على المعلومة المفيدة والتفصيلية، إذ إن الجداول التلخيصية التي تنشرها بعض الجهات الحكومية لا تفي بأغراض البحث العلمي ولا تحقق متطلبات الإبداع والأصالة، وهو ما أسهم في ضعف البحوث في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية بشكل عام.

بناء عليه، أدعو المؤسسات الحكومية والخاصة استشعار دورها في تنمية المجتمع والإسهام في حل القضايا والمشكلات التي تواجهه من خلال إتاحة البيانات للباحثين خصوصاً والمستفيدين منها عموماً. وينبغي نبذ الحجج الواهية التي يطلقها بعض المسؤولين مثل الخشية من أن يتوصل الباحثون أو أحدهم إلى نتائج تختلف عن تلك التي توصلوا إليها! هذا المنطق لا يخدم المصلحة أبداً، إذ إن المصلحة في وجود وجهات نظر أخرى. كيف لا؟! والحكماء ينصحون دائماً بضرورة سماع وجهة نظر أخرى second opinion.

من الضروري أن تقوم الجهات المسؤولة عن جمع البيانات بتنظيم ورش عمل لسماع وجهات نظر مستخدمي البيانات سواء من الوزارات والمؤسسات الحكومية، أو منشآت القطاع الخاص، أو من مراكز البحوث والدراسات بالجامعات السعودية، ومن ثم محاولة تحقيق رغباتهم وجمع المعلومات التي يحتاجونها، خاصة أن هذه الاحتياجات متغيرة ومتجددة. ومن الواضح أن هناك هدراً للمال العام في جمع البيانات التي يحرم منها المستفيدون سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. لذا فقد حان الوقت أن ينظر مجلس الشورى الموقر إلى الحاجة الملحة لوضع نظام شامل لنشر البيانات وتوزيعها واستخدامها من أجل تعظيم الاستفادة منها بما يتناسب مع المبالغ الكبيرة التي تنفق على جمعها.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية