Skip to main content
User Image

عادل عبدالقادر المكينزى

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
قسم الاعلام كلية العلومة الانسانية والاجتماعية
blog

الشيطان يعظ!

الاقتصادية : 27 - 02 - 2009

منذ أن دخلت بعض المؤسسات الأممية على خط فرض قيم ثقافية بعينها ومحاولة تعويمها بكل السبل داخل بنية الشعوب والمجتمعات باختلاف تكويناتها الثقافية والعقدية ومنهجة الرذيلة, صارت حقيقة لا تقبل المراء فشواهدها لا يمكن إنكارها وما يجري من مؤتمرات وندوات في هذا السياق أخذ في التكاثر والازدياد أكثر من أن يُحصى.
من أخطر ما يجري في مجال منهجة الرذيلة وتسويقها محاولة تمييعها وتكييف مصطلحاتها حتى يمكن تمريرها واستساغتها والتغلب على مستوى الممانعة الرافضة وخاصة من لدن الأمم الحية التي تحتفظ بوهج خصوصيتها الثقافية وفي طليعتها الأمة الإسلامية.
يحاول البعض أن يجعل من اللعب بالمصطلحات جواز مرور لتسويق بضاعته الرذيلية، من ذلك ما يحدث في أمريكا من العمل على نشر مصطلحsex worker , أي عاملة جنس حتى يحل محل مصطلح عاهرة الجالب للسخط الذي ما إن تسمعه كل نفس سوية وضمير حي حتى تشعر بالتقزز والنفور. يُراد من تعويم هذا المصطلح صناعة وعي وصورة ذهنية تتقبل هذا الأمر فيبدو الأمر وكأن ممارسة المرأة العهر والبغاء نوع من العمل الجاد الذي ينبغي تلقفه بالقبول وربما الاحترام, إذ إن مفردة العمل في حد ذاتها تبعث دوماً على الاحتفاء والتقدير.
يذكرنا هذا الأمر بالمصطلح الذي دبجت فيه المجلدات وثارت حوله معارك ضارية، مصطلح "الجندر" أو النوع الاجتماعي الذي يراد من خلاله طمس الفطرة السوية ومحو الفوارق البيولوجية والفسيولوجية بين الرجل والمرأة، فيتحول كل منهما إلى الآخر بحسب رغبته لا بحسب خلقته التي فطرها الله عليها.
إن هذه الرذيلة الممنهجة تأخذ العالم إلى طريق الهاوية حيث تنمحي كل أبعاد خلقية وقيمية، ويتم تقويض كل الكوابح المبدئية أمام سيل الرذيلة حتى يجرف في اندافعتها كل الحصون ويهيمن على كل الساحات ويتحول الإنسان إلى نسخة شائهة من البهائم أو أحط منها فيلغ في المتع الرخيصة ولا يتوقف عند حرمة أو وازع من فطرة. آخر صيحات اتجاهات منهجة الرذيلة تمثلت في المؤتمر الذي شهدته عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبرج حيث اجتمع أكثر 153 شخصاً بين رجل وامرأة يمثلون أكثر من عشر دول لتنشيط فعاليات مؤتمر استمر لثلاثة أيام جمع العاملين في "صناعة الجنس".
إن هذه الأخبار حرية بأن تجعلنا نلتفت بعناية إلى ما يدور حولنا, وواهم من يظن أن تلك الصرعات والصيحات إنما هي خارجة تخومنا ولن ينالنا من غبارها شيء، فثمة من يعمل على ترويج تلك السخافات وفرضها على الأمم والشعوب، وتزينها بكل بهرج زائف من المصطلحات حتى تبدو مهضومة ومشاعة ويكثر أنصارها وأشياعها الذين يُراد توفير الحماية لهم تحت لافتة حقوق الإنسان، التي يريد البعض أن يمرر تحت عباءتها كل ما هو شائن وضار ويصطدم والفطرة الإنسانية السوية.