تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

أ.د.سلطان بن سعد السيف

Professor

أستاذ الحديث وعلومه بقسم الدراسات الإسلامية

التعليم
231 أ 2 كلية التربية
مدونة

هل الحزن بفراق رمضان بدعة؟ أم هو مشروع؟ وما موقف المسلم من ذلك ؟

الحزن على فراق رمضان إذا لم يصحبه محذور أو تكلف ينافي سنة الفرح بالعيد فهو شعور طبيعي جبلي
ولذا لا ندعو إلى الحزن ولا نثرّب على من حزن
ولا يمكن أن نجرد النّاسَ من أحاسيسهم وعواطفهم ومشاعرهم وبخاصة إذا كان الحزنُ نشأ لحظة الفراق بغروب شمس آخر يوم من أيامه  ، فهذا شعور طبيعي كحزن أحدنا بفراق ضيفه العزيز إلى قلبه . ولذا التوسط في الشيء مطلوب وأن يترك للناس مشاعرهم ووجدانهم ما لم يكن فيها تجاوز أو إفراط .
فليست حال المفرط كحال المشمر ولا يستويان والله سبحانه يقول :(بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)
لا سيما وأنه قد أُثر عن بعض السلف حزنه بل وبكاؤه بفراق رمضان فيقال لأحدهم :إنه يوم فرح وسرور؟ فيقول :صدقتم ولكني عبدٌ أمرني مولاي أن أعمل له عملاً فلا أدري أيقبله مني أو لا؟)
وبكى عامر بن قيس فقيل له : ما يبكيك؟ فقال:(والله ما أبكي حرصاً على الدنيا أو متاع ، أبكي على ذهاب ظمأ الهواجر ، وعلى قيام ليالي الشتاء).
وقد نقل الإمام ابن الجوزي في كتابه "التبصرة" نماذج من حزن السلف ووجلهم بفراق رمضان ولابن الوزير اليماني كتاب :(مثير الأحزان في وداع رمضان)
ويمكن القول بمشروعية الحزن والأسى والندم للظالم لنفسه والمقصّر على تفريطه وتضييعه للفرائض والفُرَص وخاصة في مثل هذا الموسم العظيم والله تعالى أعلم .
وفقني الله وإياكم لهداه ورضاه آمين .
د.سلطان السيف    25 / 9 / 1438هـ