تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

عبدالله سليمان فراج الفراج

Professor

باحث في التلوث البيئي

كلية علوم الأغذية والزراعة
كلية علوم الأغذية والزراعة، قسم علوم التربة
صفحة

للمجتمع نصيب: مهد الذهب

مهد الذهب

مدينة مهد الذهب هي حاضرة محافظة مهد الذهب، وتقع في منطقة المدينة المنورة. عُرِفت بما حباها الله به، فهي تستظل بجبل من ذهب. عُرِفَ الذهب فيها منذ آلاف السنين، وفي عصر الملك عبدالعزيز رحمه الله أُعيد استخراج الذهب منه مرة أخرى، ثم توقف حتى عهد الملك فهد رحمه الله، وهو مستمر حى الآن. تملك شركة معادن حق الامتياز لتعدين الذهب في المنطقة.

بداية القصة

بدأت فكرة البحث، بعد العودة إلى أرض الوطن وخاصة أن بحث الدكتوراة كان على منطقة ملوثة بسبب عمليات التعدين في ولاية كلورادو بأمريكا. لذا قدمت مع زميلي أ.د. محمد بن إبراهيم الوابل طلب تمويل دراسة استكشافية لمدى تلوث الترب المحيطة بالمنجم بالعناصر الثقيلة من قبل مركز البحوث بكلية علوم الأغذية والزراعة عام 1424هـ.

استمرت قصة المشروع أكثر من عامين، وشارك في المشروع العديد من الزملاء في قسم علوم التربة، ووجد الفريق البحثي لدى زيارته مدنية مهد الذهب كل الترحيب من طرف المهندس غازي العتيبي رئيس البلدية سابقاً وكذلك من الأستاذ صالح اللحيدان المحافظ سابقاً.

لم تكن نتائج الدراسة مفاجأة للفريق البحثي ولكنها كانت مؤلمة جداً لهم، ومن هنا بدأت قصة آخرى حيث بدأ التواصل مع شركة معادن المالكة، ثم مع محافظ المهد لإطلاعهم على نتائج الدراسة.

التفاعل مع نتائج الدارسة

تفاعل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد آل سعود بدرجة كبيرةً جداً مع الدراسة ووجه بتكوين فريق من عدد من الجهات ذات العلاقة لدراسة التقرير. كما عَمِدَت معادن إلى تكليف جامعة مموريال بكندا لإجراء دراسة مشابهة، والتي جاءت نتائجها مطابقة لنتائج الدارسة التي قمنا بها. فكانت التوصيات التي نسأل الله أن ينفع بها....

هل انتهت القصة
للأسف، تتالت الأحداث وسلكت مسارات لم تُتصور، فالبرغم من صدقية الدراسة وتصديقها بالدراسات التي توالت بعدها حتى تجاوزت عشر دراسات فجاءت الأبحاث لتؤكد التلوث وخطورته:

  1. فكان منها ما بحث التلوث في النباتات الرعوية.
  2. وأخرى ركزت على تلوث التربة في المدينة حيث سكنى المواطنين.
  3. وأخرى صور العناصر الثقيلة.
  4. وأخطرها دراسة أكدت ارتفاع تلوث دماء سكان مهد الذهب بعناصر الرصاص والزئبق والكادميوم مقارنة بسكان الرياض.
  5. وأكدت الإحصائات ارتفاع نسبة الفشل الكلوي مقارنة بالمتوسط السعودي بما يزيد على الضعف.

​جأر سكان مهد الذهب إلى ربهم بالشكوى مما أصابهم من الأمراض والأذى الذي لحق صغارهم قبل كبارهم، واعتمدوا على ربهم ثم تقدموا بالشكوى لديوان المظالم ورفعوا ملف القضية لمجلس الشورى، وسلكوا كل طريق متاح لإيصال صوتهم بالتي هي أحسن عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ثم نشطوا عبر الإعلام الجديد. ومع هذا كله تبقى قضية تلوث مهد الذهب شاهدة أن البحث العلمي لوحده عاجز عن المساهمة في حل مشكلات البلد ما لم يكن له يد في اتخاذ القرار.