تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

محمد بن عائل الذيبي

Associate Professor

قسم الآثار - كلية السياحة والآثار

كلية السياحة والآثار
مكتب : S75
مدونة

صبيا والسياحة - المقومات والآفاق الاستثمارية -


صبيا مدينة التاريخ والحضارة، والفل والكادي. ذات الموقع الجغرافي المتميز بتنوع مناخي وتضاريسي وبيئي جعلها غنية بالمواقع السياحية والمنتزهات الطبيعية الخلابة البكر على مختلف البيئات الجغرافية، فهي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية، في السهل الممتد بين جبال السروات شرقا والشواطئ الشرقية للبحر الأحمر غربا.

فالتضاريس الطبيعية، تتمثل في:-

    المنطقة الجبلية الموازية لساحل البحر الأحمر ( جبال السروات ) المكسوة بالاخضرار الطبيعي، والتي تنحدر منها أودية نحو الغرب تصب في البحر الأحمر.
    سهول تهامية فسيحة تشتهر بالأراضي الزراعية والمساحات الخضراء.
    سهل ساحلي على البحر الأحمر يضم شواطئ رملية رائعة، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية والنباتات البحرية المتنوعة التي يشتهر بها البحر الأحمر.

 

المقومات السياحية

إن التنوع الجغرافي والبيئي لصبيا منحها مقومات سياحية ومميزات كثيرة للزائرين وهواة الرحلات لاختيار المناطق والمظاهر الطبيعة التي يرغبون في زيارتها، وأيضا اختيار الوقت، حيث تتوفر فيها أنواع السياحة : كالسياحة الشتوية والصيفية والعلاجية ( العيون الحارة) والتاريخية.

المرتفعات الجبلية السياحية

لعل من أبرز المناطق الجبلية السياحية والتي تشملها خدمات بلدية صبيا:

جبال فيفا: تقع شرق مدينة صبيا، وترتفع عن سطح البحر بحوالي سبعة آلاف قدم. وهي عبارة عن سلسلة جبال متصلة ببعضها مأهولة بالسكان، وبها الكثير من القرى. وتمتاز باعتدال مناخها وهطول الأمطار على مدار العام. كما تشتهر بخضرتها الدائمة وأشجارها المعمرة ونبتاتها العطرية بالإضافة إلى مدرجاتها الزراعية الدائرية الشكل ومنازلها الاسطوانية الشكل والمشيدة أيضا من الأحجار الصلبة من جبالها الشامخة.

جبال الريث: وتسمى أيضا جبال القهر. وهي جبال تتناثر بها مجموعة من القرى المأهولة بالسكان.  تتميز بخضرتها الدائمة وتنوع أشجارها الكثيفة ونبتاتها العطرية وجمال الطبيعة. بالإضافة إلى آثار الرسوم والنقوش التي تعود إلى آلاف السنين الموجود على قمم جبالها.

تشتهر بالأودية الجارية، مثل:-

-  وادي لجب: الذي يشتهر بعمق مجراه وضيقه وارتفاع ضفتيه بشكل شاهق على شكل أخدود، وذلك لوقوعه بين جبلين شاهقين كأنهما جبل واحد قد شق إلى نصفين وسط صخور بركانية صلبه.  كما يتميز بمناظره الخلابة وحدائقه المعلقة وشلالاته العذبة المتدفقة، و الأشجار الكبيرة المعمرة والنبتات العطرية على جانبيه.

 

- الجبل الأسود: يمتاز بجمال طبيعته الخلابة المكسوة بالنباتات ا الكثيفة المتنوعة كأشجار الزيتون البري،  والورود الجميلة العطرية وكذلك أجوائه الباردة والممطرة على مدار السنة.

ومن أهم مناطق الجذب السياحي الجبال القريبة من محافظة صبيا رغم كونها خارج نطاقها الإداري.

 

جبال بني مالك:

تتميز بالطبيعة الجبلية الخلابة والغطاء النباتي الاخضر والحياة الريفية. كما تشتهر بالمدرجات الزراعية والمباني التراثية والحصون والقلاع الأثرية ذات الابراج العالية المربعة والمستديرة الشكل المبنية بالحجارة ذات الشكل الهندسي.

ومن اهم الجبال في بني مالك: جبال الدائر، آل خال، طلان، عثوان، العنقة، رفاء وجبال الثباب. والتي تكسوها غابات خضراء مثل أشجار العرعر والزيتون والاشجار العطرية المختلفة بالإضافة إلى أجواءها الدائمة البرودة والمطر.

العين الحارة( تسمى أيضا وغرة بني مالك): تقع في وسط جبال بني مالك في منطقة منبسطة. يأتي اليها الزائرون للتداوي بمياهها المعدنية (الكبريتية) من الأمراض الجلدية والروماتيزمية.  قامت هيئة التطوير بأعداد مسابح مظللة ومنفصلة داخل هذه العيون خاصة بالرجال واخرى للنساء.

 

جبال بلغازي: موقها الجغرافي شمال شرق صبيا إلى جوار جبال فيفا وبني مالك. إن جبالها الشاهقة مصادر مياه الاودية العملاقة كوادي قصي الذي هو أحد روافد وادي صبيا ووادي القاط.  تكسو جبالها غابات الأشجار الكبيرة المعمرة والشجيرات العطرية وأشجار السدر. كما تشتهر جبالها بالمدرجات الزراعية الدائرية المبنية بالحجارة والمنازل الجبيلية الحجرية وأيضا مناخها الجميل على مدار السنة.

جبال الحشر: تمتاز بطبيعتها البكر ومناظرها الخلابة وقراها الأثرية. تكسو جبالها غابات الأشجار الكثيفة  مثل غابات نيد المسلم وغابات الشجعة، والأشجار العطرية بإضافة إلى جوها البارد. وبها جبال آل تليد التي تشتهر بالشلالات الطبيعية والبحيرات الصغيرة العذبة.

ومن المعلوم بداهة أن المناطق السياحية قد تمتد وتتداخل مع بعضها دون ارتباط بالمرجعية الادارية، فالعوامل السياحية ترتبط ببعضها، ويكمل بعضها بعضا في الخدمات المساندة ما دامت تقع في نطاق جغرافي واحد.

 

السياحة الساحلية

تمتاز محافظة صبيا بشواطئ ساحلية ساحرة تمتد عبر شريط ساحلي يقدر بـ 50 كيلومترا تقريبا، تقع عليه مناطق سياحية في منتهى الروعة والجمال، ولعل من أهمها:

رأس الطرف: يسمى أيضا ( لسان الطرفة، ساحل جزيرة طرفة)، يقع غرب مدية صبيا بالقرب من قرية القوز. وهو عبارة عن لسان من الرمال ممتد داخل البحر بمسافة 45 كيلومترا تقريبا. يعتبر من الأماكن السياحية المناسبة لسياحة الغوص وهواية الإبحار وصيد الأسماك، ومتعة مشاهدة الشعاب المرجانية والنباتات البحرية المتنوعة التي يشتهر وينفرد بها البحر الأحمر.

 يحتضن ساحل الطرفة التاريخ تحت رماله، حيث مدينة عثر التاريخية، وهي مدينة أثرية لا يظهر منها سوى أجزاء بعض جدران مبانيها وأما الأجزاء الأخرى فهي مغطاه بالرمال في انتظار الحفر والتنقيب لإظهار معالمها الأثرية والتاريخية. اتخذها سليمان بن طرف الحكمي في فترة حكمه على المخلاف السليماني عام 373هـ عاصمة له، الأمر الذي زاد من أهميتها السياسية والجغرافية والاقتصادية حيث قامت بدور هام في التجارة والاقتصاد فقد كان لسوقها شهرة بين الاسواق المعروفة في الجزيرة العربية.

 

المواقع الأثرية والتاريخية

قصور الادارسة: تقع شمال شرق مدينة صبيا القديمة. اختطها محمد بن علي الادريسي في فترة حكمه لصبيا عام 1338 هـ، واطلق عليها اسم صبيا الجديدة. واليوم هي عبارة عن اطلال لمباني من الحجر مطلية بالجس تظهر في بناءها فن العمارة الإسلامية. هذا بالإضافة إلى بقايا الأسوار التي تحيط بالقصور لحمايتها على نهج المدن الاسلامية.

 

متحف التراث والآثار بصبيا: تشرف عليه ادارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا ويعود إنشاؤه 1408هـ. يضم بين جنباته نماذج لآثار المرتفعات الجبلية والمناطق التهامية والساحلية، مثل آثار القلاع والحصون المتواجدة في جبال بني مالك وهروب ومنجد والريث،  وكذلك ميناء عثر البحري والذي يعتبر الميناء الرئيس للدولة السليمانية والتي يرجع تاريخها الى سليمان بن طرف الحكمي. يقوم المتحف في الوقت الحاضر بدور تعليمي تقافي حيث يستقبل الزوار وطلاب المدارس.

صبيا حباها الله تتوفر بها مقومات سياحية متنوعة تؤهلها لان تكون من أهم المناطق السياحية في المملكة. حيث توجد بها أفضل مواقع الجذب السياحي والقابل للتطوير. فالسياحة من الاستثمارات التي تنتظر المستثمرين لتطويرها وتنميتها، وصبيا مؤهلة للاستثمار بشتى أنواعه: السياحي والزراعي والصناعي.

وصناعة الاستثمار السياحي لها تأثير كبير على الدخل القومي، فهي تعتبر استثمار مثالي ذو مردود عالي مقارنة بالاستثمارات الصناعية والخدمية الأخرى. كما تؤدي السياحة إلى زيادة فرص الاستثمار المحلي وايضا لها دور هام في عملية التنمية الشاملة والإقليمية.

 

وتتمثل فرص الاستثمار السياحي في:

1-      منشآت الإقامة السياحية: شقق مفروشة، فنادق صغيرة ومنتجعات ذات فئات مختلفة في اماكن الجذب السياحي.

2-      شركات ومكاتب النقل والرحلات السياحية: الاهتمام بتنظيم رحلات سياحية وعمل برامج سياحية موسمية وفصلية.

3-      شركات ومكاتب تأجير السيارات.

4-      إنشاء مدن ترفيهية في مختلف أماكن الجذب السياحي ( المرتفعات الجبلية: إنشاء عربات تلفريك، المناطق الساحلية).

5-      الاهتمام بمشروعات الخدمات السياحية، مثل المنشآت السياحة البحري ( شاليهات بحرية، اسواق، أماكن ترفيه رياضية).

6-      الاهتمام بطرق المواصلات الجبلية والساحلية.

7-      الاعداد والتنظيم لمهرجانات ومناسبات رياضية: سباق ركوب الدرجات النارية في المناطق الساحلية والدرجات الجبلية في المرتفعات الجبلية.

8-      الاعداد والتنظيم لمهرجانات ومناسبات القوارب البحرية الصغيرة ورياضة التزلج على المياه البحرية.

9-      الاعداد والتنظيم لهواة الابحار بالقوارب الشراعية والصيد وعمليات الغوص.

10-   حوافز ومزايا استثمارية للمشروعات السياحية.

11-   مهرجانات تسوق – مناسبات رياضية كبرى – فعاليات سنوية مختلفة – سياحة مؤتمرات.

12-   الخدمات البنكية لدعم المشروعات السياحية والمستثمرين، وخدمات السياح البنكية.

13-   مكاتب استعلامات والارشاد السياحي وخدمات السائح (دليل سياحي، هاتف للارشاد السياحي مجاني، تجهيز مطبوعات الدعاية السياحية).

14-   الاهتمام بالمنتوجات السياحية والتسويق السياحي، ودعم الحرف والمصنوعات التقليدية، والهديا والتذكارات السياحية.

15-   المطاعم والفندقة السياحية ( المطاعم الشعبية والأكلات الوطنية والحديثة).

16-   تطوير اساليب وسائل الاعلام السياحي.

17-   دعم مناطق التنمية السياحية الجديدة.

وأخيرا وليس آخرا تمتاز صبيا بتضاريس جغرافية وبيئية متنوعة جعلتها مهيأة لجميع أنواع السياحة، مثل:

-          السياحة الثقافية.

-          السياحة الطبيعية.

-          السياحة الترفيهية.

-          السياحة الرياضية.

-          السياحة العلاجية.

-          السياحة الساحلية والرحلات البحرية.

-          السياحة الريفية.

-          سياحة المغامرات.

-          السياحة البيئية.

-          سياحة التأمل.

-          سياحة الهوايات المختلفة.

وأخيرا فإن محافظة صبيا مع أخواتها بقية محافظات منطقة جازان تمثل بيئة سياحية بكرا تحتاج إلى المستثمر الذي يمتاز بنظرة بعيدة المدى باستغلال الفرص الاستثمارية الرائعة التي تزخر بها محافظة صبيا.

 

 

د. محمد بن عائل الذيبي

جامعة الملك سعود

كلية السياحة والآثار