فقدان السمع

 
 
ما هو فقدان السمع؟
إنّ ضعف السمع يدل على فقدان أيّ درجة من درجات السمع. هنالك أنواع من فقدان السمع وتصنّف حسب مكان وجود المشكلة في الأذن ودرجة الفقدان.
 
ما هي أنواع فقدان السمع؟
1. الصمم التوصيلي.
 يحصل الصمم التوصيلي عند وجود مايعرقل الأمواج الصوتية التي تنتقل من خلال أجزاء الأذن الخارجية والوسطى.
أسباب الصمم التوصيلي تشمل الآتي:
*انسداد تام للأذن الخارجية بواسطة الشمع
*التهاب الأذن الوسطى أو تجمع السوائل في الأذن الوسطى
*الإضرار بالعظام الصغيرة الموجودة في الأذن الوسطى
قد يكون الصمم التوصيلي دائم إعتماداً على السبب.
2. الصمم العصبي الحسي.
يحصل الصمم العصبي الحسي من مشكلة ما في الأذن الداخلية أو في العصب السمعي.
أسباب الصمم العصبي الحسي تشمل الآتي:
*نمو غير طبيعي في الأذن الداخلية وحالات أخرى جينيّة
*الإصابة بسبب الإلتهاب مثل إلتهاب السحايا أو الحصبة الألمانية
*الأورام
*الإصابة الفيزيائية (الماديّة) للأذن الداخلية
يكون الصمم العصبي الحسي دائماً وقد تسبّب المشاكل في الأذن الداخلية اختلال في التوازن. الأطفال الّذين يعانون من مشاكل في السمع والتوازن قد يكون لديهم تأخّر في نمو وتطوّر قدراتهم الحركيّة.
3. الصمم المختلط.
قد يكون لدى الطفل صمم توصيلي وصمم عصبي حسي في آنٍ واحد. يسمّى هذا النوع من فقدان السمع الصمم المختلط.
 
ماهي درجات فقدان السمع؟
فقدان السمع يصنّف أيضاً حسب درجة فقد السمع إلى خفيف، متوسّط، شديد، وعميق. تُحدّد درجة فقدان السمع حسب علوّ الصوت الّذي يمكن أن يسمعه الطفل بدون استخدام وسيلة مساعدة للسمع (المعينة السمعية)، وتقاس درجة علو الصوت بالديسبيل.
 
 
* خفيف: يمكن للأطفال الّذين يعانون من فقدان السمع الخفيف من سماع الأصوات التي تتراوح بين 20 إلى 40 ديسبيل أو أكثر. قد يكون لديهم صعوبة في سماع الأصوات الخافتة و البعيدة. السبب الأكثر شيوعاً لفقدان السمع الخفيف هو تجمّع السوائل في الأذن الوسطى (الصمم التوصيلي).
* متوسّط: يمكن للأطفال الّذين يعانون من فقدان السمع المتوسّط من سماع الأصوات التي تتراوح بين 45 إلى 60 ديسبيل أو أكثر. هؤلاء الأطفال يلزمهم الكلام أن يكون عالياً لكيّ يكون مسموعاً. يصعب كذلك تفهّم الكلمات في وجود مجموعة ما تتكلّم.
* شديد: يمكن للأطفال الّذين يعانون من فقدان السمع الشديد من سماع الأصوات التي تتراوح بين 65 إلى 85 ديسبيل أو أكثر. يستطيعون فقط سماع الأصوات العالية جداً والّتي تكون قريبة من أذن المستمع.
* عميق: يمكن للأطفال الّذين يعانون من فقدان السمع العميق من سماع الأصوات من 90 ديسبيل أو أكثر ولكنْ قد يكونوا واعين فقط لإهتزاز الصوت أكثر من الصوت بحدّ ذاته. مصطلح "الصمم" عادةً ما تطلق على الأطفال الّذين يعانون من فقدان السمع العميق أو على الأطفال الّذين لا يسمعون إطلاقاً.
بالنسبة للأطفال الّذين يتخطّون درجتين من درجات فقدان السمع قد يُطلق عليهم كالتالي: ضعيف إلى متوسّط فاقد للسمع أو شديد إلى عميق فاقد السمع.
 
كيف ومتى يجب على الطفل أن يُفحص؟
الفحص المبكر مفيد في مساعدة الأطفال الذين يعانون من ضعف في السمع من أجل التأقلم مع ما هو طبيعي. كل طفل يعاني من ضعف في السمع يحتاج الى فحص دقيق وشامل للسمع ولوظيفة الأذن الوسطى. الطفل ليس صغيرا أبداً لعمل الفحص.
اخصائي السمع هو الذي يقوم بفحص السمع. إنه مدرّب لتمييز وتقييم السمع. إذا احتاج الطفل الى وسيلة لمساعدة السمع (معينة سمعية) فإن الإخصائي هو الذي يستطيع تركيبها.
بعد تشخيص فقدان السمع , فإن مهنيّوالرعاية الصحية سيحاولون التوصّل إلى سبب هذا الفقدان وسيعملون كذلك على النظر في وجود أي مشاكل أو إعاقات ذات علاقة. قد تكون هناك فحوصات أخرى تشمل فحص الدم , تخطيط القلب, والأشعة المقطعيّة للأذن الوسطى والداخلية. من الضروري معرفة السبب خصوصاً إذا كان السبب  جينياً. بعد إذن ستعرف إذا كان لطفلك القادم فرصة التعرض لنفس المشكلة.
النتائج من هذه الفحوصات ستساعد على معرفة أفضل طرق العلاج والخطة الإرشادية لطفلك. يمكن عمل الفحوصات في مركز خاص لتقييم الأطفال المصابين أو عن طريق فريق من الإخصائيين الذيت يختارهم طبيب الأطفال. هؤلاء الإخصائيين قد يشملهم أطباء الأنف والأذن والحنجرة , أطباء العيون , طبيب الأطفال , اخصائي الوراثيات، اخصائي اللغة والكلام , طبيب نفسي واخصائي التعلم.
 
الأطفال الّذين يعانون من ضعف في السمع بحاجة إلى فحص دوري للسمع والأذن والعين. اخصائي السمع في العادة يرى أطفال صغار أكثر من الأطفال الكبار نظراً لأنّ القناة السمعية تنمو وتتغيّر في شكلها. قد يحتاج طفلك إلى قالب جديد للأذن لبقاء المعينة السمعية في مكانها. لأنّ وسيلة التعلّم والتخاطب للطفل هي بالنظر، لذا وجب فحص النظر للتأكّد من خلوّ المشاكل.
بادر إلى مخاطبة الطبيب فوراً في حال وجود أيّ تغيير مفاجئ في استجابة الطفل إلى الصوت و خصوصاً في فصل الشتاء. قد يكون التغيير ناتج من مشكلة في الأذن الوسطى. معظم الأطباء يضعون أنبوب للتهوية في الأطفال الّذين يعانون من صمم عصبي حسي وتجمع السوائل في الأذن الوسطى. أيّ تحسّن في السمع قد يؤدي إلي إختلاف كبير فيما قد يسمعه الطفل. الطفل الّذي لديه أنابيب تهوية يستطيع استخدام المعينة السمعية.
 
ماهو العلاج؟
إنّ السنوات الأولى للطفل هي الأهم في مرحلة التعلم وتطوّر اللغة. علاج ضعف السمع مبكراً يؤدّي إلى تحسّن جذري في كيفيّة معيشة الطفل مستقبلاً. يساعد اخصائي السمع من الإستفادة القصوى ممّا تبقّى من سمع الطفل وهو الّذي يضع الخطّة العلاجية. هذه الخطّة لا تشمل فقط على جعل الصوت أعلى بمساعدة المعينة السمعية بل على التدريب اللغوي والسمعي وكذلك تدريب الأسرة ومساندتهم.
1. المعينة السمعية:
 لا تعمل المعينة السمعية على إعادة السمع فهي مكبّرات تساعد على سماعٍ أفضل للطفل. المعينة تعمل على رفع علوّ الصوت وليس وضوحه وقد تفقد وتضيّع بعض الأصوات. من النقاط الهامّة في العلاج هو أن تعلّم الطفل كيفيّة السماع بشكل أفضل، فمثلاً أن يهمل الأصوات والضوضاء من حوله وأنْ يركّز على الصوت بذاته. تأكّد من التحدّث إلى اخصائي السمع بخصوص الأصوات الّتي يُمكن أن يسمعها باستخدام أو عدم استخدام المعينة السمعية، أثر الصوت على سماع الطفل، وكيفيّة إبقاء المعينة السمعية في أفضل وضع لاستخدامها. الأطفال في جميع المراحل والرضّع كذلك يمكنهم استخدام المعينة السمعية.
2. زراعة القوقعة:
 القوقعة هي ذلك الجزء من الأذن الّتي تحوّل الإهتزازات الصوتية أو مايُعرف بالصوت إلى إشارات إلكترونية. يعمل المخ بعد ذلك إلى ترجمة هذه الإشارات إلى معاني مفهومة. بعض الأطفال الّذين يعانون من فقدان السمع قد ينتفعون من أداة إلكترونية تُدعى زراعة القوقعة. هذه القوقعة مكوّنة من: مكرفون، مكروكمبيوتر، ومسرى كهربائي قوقعي. المكرفون الّذي يركّب خلف الأذن يُرسل الصوت إلى     المكروكمبيوتر بواسطة سلك.  يقوم المكروكمبيوتر بعد ذلك بتحويل الصوت إلى إشارات إلكترونية تُرسل إلى المسرى الكهربائي القوقعي. المسرى الكهربائي يُزرع في القوقعة من خلال عملية في الجمجمة خلف الأذن. إنّ زراعة القوقعة لا تعطي للطفل سمعاً طبيعياً ولكن يمكن للطفل أن يترجم هذه الإشارات وإلى ماذا تدل. يمكن زراعة القوقعة للأطفال من سن 12 شهراً فما فوق. إنّ تكلفة الزراعة تتفاوت بين  75000  إلى 90000 ريالاً. العمليّة والتدرّب اللّغوي فيما بعد تكلّف 55000 إلى 75000 ريالاً أخرى. هناك فقط 1%  نسبة فشل العملية و 2% إلى 3% نسبة حصول مضاعفات بعد العملية.
قد تختلف نتائج الزراعة من طفل لآخر. غالبية الأطفال الّذين يحصلون على فرصة زراعة القوقعة يكون لديهم تحسّن ملحوظ في السمع وفي اللّغة. مدى تحسّن الطفل سيعتمد على العلاجات الّتي تعطى بعد العملية وليس على نوع الأداة المستخدمة للزراعة. كانت زراعة القوقعة في السابق تقتصر على الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع العميق أمّا الآن فهي تُستخدم لمن هم دون ذلك. سيساعد الأطباء          واخصائي السمع معرفة ما إذا كانت الزراعة مناسبة لطفلك. بعد زراعة القوقعة سيحتاج الطفل إلى تدريب لُغوي مكثّف وسيحتاج أيضاً إلى العلاجات المذكورة في الأسفل.
3. العلاجات:
برامج تدريب اللغة للأطفال ضعيفيّ السمع متوفّرة لجميع المراحل العمريّة حتى الرضّع. هناك برامج أيضاً تقوم بتقوية اللغة للطفل وذلك عن طريق البرامج ذات العلاقة بين الأسرة والطفل. يستخدم الأطفال ضعيفوا السمع أنماط وطرق مختلفة للتخاطب. سيلزم عليك إيجاد أفضل طرق التخاطب مع طفلك :
*الأسلوب الفمويّ السمعي، هذا الأسلوب يُدرّب الأطفال الإستفادة القصوى من الكلام والسمع. يُستخدم مع الأطفال الّذين تبقّى لديهم جزءاً كبيراً من السمع.
*التخاطب الكامل، هذا الأسلوب يستخدم الكلام، السمع، النظر، القراءة،الكتابة، ولغة الإشارة للتخاطب.
إنّ أفضل وسيلة للتخاطب مع طفلك يعتمد على عدّة عوامل:

• درجة فقدان السمع
• متى بدأ فقدان السمع
• ماهو نوع ونمط فقدان السمع
• متى تمّ تشخيص فقدان السمع
• هل تعلّم طفلك الكلام واللغة قبل فقدان السمع
• التفاعل الأسري مع الطفل
• مدى الحاجة إلى التعلّم.

فكّر وناقش الأسئلة القادمة لأجل مساعدة طفلك لاستخدام أفضل طرق التخاطب:

• كم من السمع تبقّى لطفلك؟
• كيف يتخاطب أفراد الأسرة مع طفلك؟
• هل أنت في أتمّ الإستعداد لحضور صفوف تعلّم لغة الإشارة؟
• ماهي المصادر المتوفّرة لك ولطفلك؟

 
 
 
4. التعلّم:
قبل انضمام طفلك إلى المدرسة يلزم عليك المناقشة مع المسؤول بشأن وضع طفلك. غالباً ما يحتاج الأطفال ضعيفوا السمع إلى بعض التغييرات في الصفّ المدرسي. مجموعة من الإخصائيين سيقيّمون طفلك وسيضعون خطة تعلّم خاصة. لدى الأسرة الحق في الإنخراط في هذه الخطة ولك الحق أيضاً في مطالبة الطبيب مراجعة هذه الخطة. في بعض المدارس هناك برامج خاصة متوفرة للأطفال ضعيفيّ السمع. ابحث عن جميع هذه الوسائل التي قد تكون متاحةً لطفلك.
 
كيف يمكنني أن أعلّم طفلي كيفية التخاطب؟
1. تكلم مباشرة مع الطفل. دائماً واجه طفلك وانحني له لكي تكون تقريباً على مستواه ثم بادر بالتحدث. استخدم الجمل القصيرة والسهلة لا تستخدم لغة وكلام الأطفال. تكلم بوضوح وليس بسرعة.
2. استخدم الكثير تعابير الوجه والجسم .
3. تكلّم عن الأمور المهمة لدى طفلك. استخدم الأدوات والألعاب التي تهم طفلك وتساعده على التحدث .
4: كرر العبارات والجمل باستمرار. كجزءٍ من روتين طفلك مثل لبس الملابس كرّر الكلمات وركز على قميص , حذاء وهكذا. أضيف كلمات إلى جمل طفلك المكوّنة من كلمة أو كلمتين, فمثلاً إذا قال طفلك ( قطار أزرق ) ردّ عليه ( قطار أزرق سريع ) وهكذا.
5. شجّع طفلك للإنضمام إلى محادثتك. اشكر طفلك على مجهوده المبذول للتحدّث. استجب إلى المعنى الذّي يحاول طفلك الوصول إليه.
6. تجنّب التخاطب في أماكن الضوضاء والتي تشمل أصوات التلفاز والراديو وغيرها.