النظم في التصميم المعماري Modulation in Architecture Design
باهمام, علي بن سالم وآخرون . 2013
لكل صناعة من الصناعات المرتبطة بأي شكل من أشكال الفنون على اختلافها؛ طرائق ومسالك يسلكها أهل الصناعة للوصول إلى تأليف أجزاء صناعتهم أو منتجهم، وجمعه ونظمه في قوالب أو أطر تحقق وظائف المنتج وغايته، مع مراعاة جماله في توازن محكم وبديع. وعملية التصميم المعماري بصفتها صناعة مرتبطة بالهندسة والفن لا تخرج عن هذا السياق. ويعدُّ النّظم المعماري الميزان الذي يحكم عملية التصميم بتناسب معين، ويحدد للمصمم طريقة الانتقال من شكل إلى شكل آخر، أو من تكوين إلى تكوين آخر خلال مراحل تطور الفكرة المعمارية. أضف إلى ذلك أن مفهوم وحدة النّظم القياسية Module المستعملة للقياس في التصميم المعماري الفراغي منه أو التكويني معروفة منذ القِدَم، وقد طبقت بشكل واضح وصارم في العمارة الفرعونية واليونانية والرومانية، كما طورت بعد ذلك - وبشكل واضح - من الأشكال الهندسية في الأعمال الإسلامية المعمارية والزخرفية. وقد طورت بعض المجتمعات وحدة النّظم القياسية الخاصة بها في العمارة؛ فاليابانيون – على سبيل المثال - استخدموا وحدة نظم قياسية منبثقة من أبعاد مساحة حصيرة "التاتاماي" tatami ومضاعفاتها لتشكيل أبعاد الغرف وبقية العناصر الفراغية والإنشائية عند تصميم مساكنهم التقليدية. ويمكن من خلال النّظم المعماري بلورة أفكار التصميم الأولية، وإجراء التنظيم أو الترتيب المنطقي لأجزاء التصميم المعماري ومكوناته وعناصره المنفصلة، وتأليفها في مجموعة أو وحدة تربط الوظيفة مع الجمال مع بقية الأنظمة الهندسية، تماماً كما يتم في نظم الشعر بناءً على تفاعيل بحوره، وبميزان عروضه، أو كما يتم تأليف القطعة الموسيقية بناءً على السلم الموسيقي وأوزانه المختلفة.
يهدف الكتاب إلى تعريف المصممين بالنّظم المعماري بوصفه أداة فاعلة في تيسير التصميم المعماري، والرفع من جودته، وتنبيههم إلى أهمية العناية باختيار النظام الأنسب لأفكارهم التصميمية الأولية، وإطلاعهم بعد ذلك على الأسلوب الأمثل لتطوير شبكات النّظم المعماري من أسسه الهندسية أو الرياضية، والاستفادة منه في ضبط التصميم المعماري من جوانبه الوظيفية والجمالية وربطها ببقية النظم الهندسية المؤثرة في التصميم.
ويهدف الكتاب إلى تثقيف القارئ في مجال تطوير مهارات التصميم المعماري، كما أنه يعدُّ مرجعاً في مجال طرق التصميم المعماري. ويتكون الكتاب من مقدمة وخمسة فصول، يستعرض الفصل الأول فكر النّظم المعماري وتاريخه، حيث يعرف بالنظم المعماري، ويقدم نظرة تاريخية عنه وعن الوحدة القياسية وأسلوب تطبيقها واستخدامها في الأعمال المعمارية على مر العصور، فهو يقدم إيضاحاً تاريخياً للتعرف إلى تطبيقات النّظم المعماري والوحدات القياسية في النتاج المعماري للحضارات السابقة التي أبهرت الجميع بعد اكتشافها. أما الفصل الثاني فيناقش الأصول الإنسانية والنفعية للنّظم المعماري، منطلقاً من استعراض أسس النّظم المعماري، وتأثيراته الإيجابية على جودة التصميم المعماري من الناحية الهندسية والوظيفية والجمالية والاقتصادية. ويناقش الفصل الثالث الأشكال الهندسية بصفتها من آليات النّظم المعماري، من خلال تحليل علاقات الأشكال الهندسية، والتعريف بالقوى المؤثرة في تشكيلها، خصوصاً أن الأشكال الهندسية وعناصرها تعدُّ محفزات بصرية للإدراك، ومثيرة للعديد من المفاهيم والصور المخزنة، وتعمل بدورها بوصفها آليات للنّظم في الأعمال الفنية البصرية جميعها. أما الفصل الرابع فيحدد المعايير والضوابط التصميمية التي تساعد المصمم على تكوين وتطوير شبكات النّظم المعماري المقترح، والمحقق لمتطلبات الفكرة التصميمية، والمراعي لوظائفها، والمبرز لجمالياتها، والمستوعب للنظم الهندسية الأخرى. وسيتم في الفصل الخامس والأخير استعراض أمثلة لتطبيقات النّظم المعماري في نماذج معمارية مميزة وتحليلها لإيضاح مدى تحقيقها لأهداف التصميم المعماري واستيعاب الأنظمة الرئيسية فيه.
ملخص البحث: ضمن إطار برامج دعم تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠، يُعنى برنامج جودة الحياة بتحسين جودة حياة الأفراد في المجتمع السعودي. إذ أصبح مفهوم جودة الحياة هدفاً تسعى…
انتشر الإسكان التشاركي حول العالم، بسبب مرونة المنصات الإلكترونية للحجوزات وما تتيحه من تنوع في الخيارات. وقد أدى انتشاره إلى ظهور أنماط متعددة، تتسم ببعض الصفات المشتركة، وتختلف في بعض التفاصيل…
تمثل الاستدامة الاجتماعية الثقافية إحدى الركائز المهمة للتنمية المستدامة، بصفتها من أساسيات مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ لتحقيق التنمية المستدامة، التي ترتقي بمستوى معيشة المواطن،…