فكـــــر جــيــداً تَـــــعِـــــــــشْ جــيــداً *
ما معنى ذلك؟ معناه، بعبارةٍ بسيطة، ان أفكارك يمكن لها ان تتحكم بسعادتك! هكذا ببساطة.
منذ فترة طويلة نسبياً تمكن العلماء من حصر مجموعة من أخطاء التفكير الشائعة لدى من يعانون نفسياً، وأنها ربما تُسهم في حدوث هذه المعاناة واستمرارها لديهم. والامر ليس مقتصراً على المصابين بإضطرابات نفسية، وإنما قد توجد هذه الأخطاء حتى عند الأسوياء ولو بمقادير أقل. وجود هذه الأخطاء يرتبط بقدرة أقل على التكيف مع الحياة والرضا عن الذات والتمتع بحياة إجتماعية ودراسية فاعلة ومُرضية. نستعرض في هذا المقال خمساً من هذه الأخطاء، كي نتعرف عليها فنحاول تلافيها أو على الأقل تقليل أثرها علينا. مع ضرورة التنبه إلى ان وجود بعضها لدينا لا يعني أننا "مرضى نفسيين" بالضرورة، فهي – كما ورد آنفاً – موجودة عند الكل تقريباً.
- التفكير الكارثي: توقع حدوث نتائج سلبية حتى ولو لم يكن هناك مبرر معقول لهذا التوقع.
- الكل أو لاشيء (التفكير الثنائي): عدم الإنتباه لحقيقة أنه لا يصح الحكم على الامور من منظار ثنائي (أسود أو أبيض). هذه الطريقة من التفكير تجعلنا لكثير من إنجازاتنا الشخصية إذا لم تكن "خارقة"، وتعزز عندنا النزعة الخاطئة نحو الكمالية.
- قراءة الأفكار: توقعك بأنك تعرف ما الذي يفكر به الشخص الآخر، وتتجاوب معه وفقاً لما تعتقد بأنه يدور في ذهنه.
- الشخصنة: المبالغة في تقدير حجم المسؤولية الشخصية عما يحدث.
- التجريد الانتقائي: أن نركز في أفكارنا على أجزاء معينة من المواقف ونتجاهل أجزاء أخرى، ونصدر أحكامنا العقلية بناءً على أجزاء مُختارة من الموقف وليس الموقف ككل.
تأمل في هذه اخطاء التفكير أعلاه، وحاول تجنبها قدر الإمكان. كي تنعم بتكيف أفضل وحياة أسعد.
*نشرت هذه المادة في صحيفة رسالة الجامعة، بجامعة الملك سعود.
د/ أحمد كساب الشايع