تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

عادل عبدالقادر المكينزى

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
قسم الاعلام كلية العلومة الانسانية والاجتماعية
مدونة

حقوق الطفل وصناعة المستقبل

الاقتصادية : 30 - 01 - 2009

الحملة الإعلامية للتعريف بحقوق الطفل في المملكة، وإدخال حقوق الطفل إلى المناهج التعليمية تعد لبنة أساسية لبناء مستقبل واعد، وهي تؤشر في الوقت ذاته إلى إدراك المسؤولين طبيعة التحديات التي تتأتي من هذا الفضاء الحيوي في المجتمع.
نظرة سريعة على بعض الإحصاءات كفيلة بأن تثبت حكمنا على مثل هذه الخطوات بأنها مهمة بل مصيرية بشأن المآل الذي سيكون عليه مستقبلنا ومستقبل أجيالنا المقبلة, أول ما يطالعنا في ثبت الإحصاءات ما تحتله تلك الشريحة في التركيبة السكانية للمملكة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن الأطفال في السعودية الذين يشغلون الحيز العمري بين 14 سنة وما دونها تصل نسبتهم إلى نحو 49 في المائة من إجمالي عدد السكان. هذه النسبة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أهمية هذه الشريحة التي تعني بالنسبة لنا جوهر الوجود، فهي خميرة المستقبل ورافعتنا للعبور إلى الآفاق المستقبلية البعيدة.
لقد أدت المظاهر السلبية المحيطة بالطفل وعدم ذيوع ورسوخ معالم الثقافة الحقوقية ومهارات التنشئة في هذا المضمار إلى شيوع كثير من الأمراض المجتمعية شديدة الخطورة, التي سلبت الأطفال براءتهم وحولتهم في بعض الأحيان إلى مادة استعمالية تتعرض لكل صنوف العنف، وأنواع الانتهاك والإيذاء فقد انتشرت ظاهرة الهروب من المنازل، وهو أمر يمكن الالتفات إلى خطورته من خلاله معاينة إحصاءات وزارة الداخلية, التي أشارت في أحد إحصاءاتها إلى أن حالات الهروب والتغيب عن المنزل بلغت 3285 حالة. وهذه الإحصائية دالة في مجال الكشف عن غياب ثقافة حقوق الطفل عن منازلنا، وهي تشير إلى أن الأسرة لم تعد تلعب دورها الذي طالما رعته وشكلت من خلاله السياج الواقي لعموم المجتمعات العربية والإسلامية. تشير بينات إحصائية أخرى على صفحات جرائدنا إلى نسب ينبغي التوقف عندها, خاصة تلك المتعلقة بالتسول وعمالة الأطفال والعنف الجسدي الذي يمارس ضد الأطفال- في دراسة لوزارة الداخلية جاء أن 21 في المائة من الأطفال يتعرضون للضرب اليومي.
في ضوء المعطيات السابقة يمكن قياس مدى الأهمية التي تحتله الحملة الإعلامية الخاصة بالتعريف بحقوق الطفل السعودي.ومما يبعث على التفاؤل بشأن مردود هذه الحملة أنها تتأسس في تنشيط فعالياتها على جهود وزارة الثقافة واللجنة الوطنية للطفولة، والعمل الثقافي وما يرتبط به من أدوار توعوية محدد مهم لإنجاح التحركات والنهوض بالخطط والسياسات ووضعها موضع التنفيذ. كما يحسب للقائمين على الحملة وعيهم بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الوسائط الإعلامية في نشر الفكرة وترسيخ مستويات القناعة بها, لذا أعلنت الحملة دخولها في شراكات مع صحف وقنوات فضائية حتى يتم تحقيق الجانب التواصلي والتفاعلي في عرض مواد الحملة وإتاحتها أمام أكبر عدد ممكن من الجمهور.