تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

عادل عبدالقادر المكينزى

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
قسم الاعلام كلية العلومة الانسانية والاجتماعية
مدونة

الجامعة إذ تقود مركبة النهضة

الاقتصادية : 13 - 02 - 2009

كثير من شبابنا يتملكه اليأس والإحباط وينظر بمنظار أسود لكل ما حوله. يكفي أن تفتح نقاشاً مع أحد الشباب حتى تتلمس هذا المخزون من النظرة السوداوية، التي ستتبدى في عشرات الأسئلة التي تدور كلها حول افتقاد النماذج والقدوة، والشواهد الموضوعية حول نماذج بعينها تفتح طاقة الضوء ونافذة الأمل نحو المستقبل. وسعت القيادة الحكيمة إلى اكتشاف الطاقات واستثمارها في تفعيل السباق التنموي الذي تعيشه بلادنا، وفي هذا السياق تبدو الإطلالة القصيرة على أحد النماذج والقدوات في مجتمعنا مهمة ودالة ليس من باب الثناء والمديح على الشخوص بقدر ما ترتبط بعرض هذه القدوات وبسط تجاربها ونجاحاتها حتى يدرك شبابنا أننا مجتمع يتوفر على كثير من النماذج والقدوات، وأن ميادين النجاح وأبواب العطاء والإنجاز مشرعة أمام أصحاب الإرادة والعزيمة، وكل ذلك مهم وأساسي حتى ننتشل شبابنا من وهدة اليأس والإحباط وحالة السخط العارم التي تتملك كثيرين منهم.
كلنا سمع وشاهد وقرأ قبل أيام قلائل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عددا من المشاريع الإنشائية والاستراتيجية لجامعة الملك سعود، ومن أهمها المدينة الجامعية للطالبات واستكمال المدينة الطبية وإسكان أعضاء هيئة التدريس ومجموعة مباني الكليات للطلاب، إضافة إلى المرحلة الأولى لأوقاف الجامعة ووادي الرياض للتقنية بتكلفة إجمالية تبلغ أكثر من 14 مليار ريال.
وتؤكد القيادة الحكيمة حسن اختيارها للكفاءات المناسبة لإدارة مؤسسات المجتمع فالدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود شخصية تجمع بين الحس الإنساني الرائع والمقدرة الإدارية الفذة، وتلك توازنية قلما تتوافر إلا للقلة النادرة. ذلك أن البعض يمتلك من صلابة الشخصية وصرامتها وضمور الحس الإنساني ما يجعله غير قادر على خلق مناخ يتيح للقدرات من حوله أن تتفتق وتخرج إلى فضاء الفعل والانطلاق، كما أن البعض يعوزه الضبط والحزم فتخرج الأمور عن القدرة على الضبط. تبدو هذه الإطلالة مهمة لتوضيح معالم ومفاتيح تلك الشخصية التي تمكنت من إنفاذ التوجيهات والسياسات السامية ووضع جامعة الملك سعود في مصاف الجامعات الرائدة والعملاقة التي تتبنى الهموم والآمال المجتمعية، وتمارس دورها ومسؤولياتها في النهوض بواجباتها التنموية. في ظل إدارة الدكتور العثمان انتقلت الجامعة من موقع المشاهد والمتفرج على المشهد المجتمعي إلى مرحلة الانخراط والفعل والإنجاز والتلامس الكثيف مع الشأن المجتمعي.
تظل كلمات الدكتور العثمان عن دور الجامعة المجتمعي مهمة وكاشفة، فقد تحدث عن أهمية المناشط والفعاليات والأدوار التي تنهض بها الجامعة وضرورة إحداث قطيعة مع حالة العزلة التي تلبست علاقة الجامعة بالمجتمع؛ يقول: "فعزلة الجامعة عن مجتمع تعيش بينه يعد خللا كبيراً في الرؤية والرسالة. ولذلك جعلت الجامعة المجتمع هدفاً استراتيجياً لها فتمسكت برسالتها نحو مد جسور الصلة بينها وبينه لتثقيفه وملامسة همومه ومشكلاته".
لم يكن لهذا النجاح أن يتحقق لولا التوظيف الذكي للطاقات الكامنة في الجسم الجامعي الذي شارك بفاعلية في تطوير أداء الجامعة والارتقاء بها إلى مصاف الجامعات العالمية التي تكاد لا تعرف الملل أو الكلل، ولا يتسرب إليها فتور أو تهاون في ليل أو نهار.