تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2010

الاستعراض الخليجي في أوروبا.. والنظرة السلبية

د. رشود الخريف

تطالعنا وسائل الإعلام بين الحين والآخر، وتعج مواقع الإنترنت بصور مثيرة للسيارات الفارهة الثمينة التي تحمل لوحات خليجية في المدن الأوروبية، خاصة خلال الصيف (ونحن في قلب الصيف)، ويظهر قائدوها بزهو لافت للنظر، ومثير للاستغراب (أو ربما الشفقة!). تثير هذه السيارات الفارهة انتباه المارة، لأنها قلما توجد إلا مع قلة من الخليجيين، بعضها يأتي على شكل إصدارات خاصة بهم وحسب طلباتهم. لذلك يقومون بنقلها في أي مكان تحط رحالهم به، ربما لإثبات مكانتهم الاجتماعية أو المادية.

وهنا يتساءل المرء: ألا تتوافر سيارات فارهة ومناسبة في المدن والبلدان التي يزورونها؟ أم إنهم يرغبون في التوفير، خاصة أن استئجار السيارات الفارهة مكلف جدا؟! وأهم من ذلك، ما الرسالة التي يريد هؤلاء إيصالها إلى المجتمعات الأوروبية؟ إن الإجابة عن هذه التساؤلات تتطلب تحليلا نفسيا لسبر أغوار نفسياتهم، ومن ثم التعرف على مركبات النقص التي يعانونها، إن وُجدت! أقول ذلك لأن هذه السيارات الفارهة ليست من إنتاج مصانع السيارات في دول الخليج، ولم يُسهم المصممون العرب في صياغة شكلها الجميل! ومن هنا، لا يوجد ــــ في ظني ــــ ما يدعو إلى الافتخار بها أو نقلها آلاف الكيلو مترات للاستعراض بها في شوارع المدن الأوروبية.

إن الاستعراض بالسيارات الفارهة الخليجية في المدن الأوروبية يعزز ''النظرة السلبية'' stereo type المتغلغلة في أذهان كثير من الأوروبيين، بل إن هذه السلوكيات تعرقل الجهود الكبيرة التي يقوم بها كثير من العرب ـــــ دولا ومنظمات ـــــ لتصحيح النظرة السلبية وتحسين صورة العرب السيئة في أذهان الغرب ووسائل الإعلام الغربية. كما أن هذه السلوكيات السلبية وأمثالها تضعف الجهود المشرفة التي تنظم في المدن الأوروبية، كمعرض ''ألف اختراع واختراع'' الذي ينظم في بريطانيا بين فترة وأخرى، ويسلط الضوء على الجذور الإسلامية لعدد كبير من الاختراعات التي نراها في حياتنا اليومية.

إذا أردنا أن نصحح النظرة السلبية في أذهان الغرب، فإن الأمر يتطلب محاربة السلوكيات السلبية التي يقوم بها قلة من الشباب العرب في المدن الأوروبية، كالتجمعات في المقاهي بشكل مثير للانتباه، واللامبالاة في التعامل مع الآخرين، أو الاستعراض والزهو بالسيارات الفارهة المستوردة. وفي المقابل، لا بد من تعميق فكرة أن ''كل عربي سفير للعرب وثقافتهم''. لا نريدهم أن يكونوا ملائكة ــــ كما يقال ــــ وإنما نتوسل إليهم أن يتصرفوا بعقلانية، لإبراز القيم العربية والإسلامية بشكل لائق.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية