تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

من يقطف زهور ربيع العرب؟

د. رشود الخريف

هبت كثير من الشعوب العربية في غرب الوطن العربي وشرقه مع مطلع هذا العام الميلادي، تطالب بالحرية والعدالة والديموقراطية. كسرت القيود الحديدية التي تلتف حول أعناقها وتقتل طموحاتها لعقود طويلة. ونجح بعضها - كما هو الحال في تونس ومصر - بجهود ذاتية اعتمدت على سواعد الشباب بعيداً عن الشعارات الدينية والأيديولوجيات أو الاتجاهات الحزبية. هذه الجهود الذاتية كانت مؤثرة، ونتائجها سريعة نوعاً ما، ما أدى إلى إزاحة الأنظمة السابقة أو رموزها الرئيسة. ولكن فرحة هذه الشعوب لم تكتمل بعد، لأنها أصبحت كيانات بدون حكومات فاعلة! هذا الفراغ يتيح مجالاً رحباً لتدخل القوى الخفية (الداخلية والخارجية) لإعادة ترتيب أوراقها ولملمت قواها لتحقيق أهدافها، وربما تفريغ الثورات العربية من مضمونها!

وهنا يبرز التساؤل المهم، هل هناك قوى خفية تسعى لمصادرة الثورات العربية وقطف ثمار الربيع العربي؟ بالتأكيد، إن الدول العظمى خصوصاً والدول المجاورة عموماً تجند الأموال والتقنيات وتستخدم كافة الأساليب لتحقيق مصالحها وتوسيع نفوذها السياسي وزيادة سيطرتها الاقتصادية.

ولكن هل هذا يعني أن الشعوب العربية لن تمنح الفرصة والحرية لاختيار الحكومات والأنظمة التي تحقق طموحاتها وتسهم في تغيير واقعها المتردي؟ من المؤلم أن هناك قوى - خفية ومعلنة - تعمل لاقتناص الفرص وتسعى للتغلغل في نسيج تلك المجتمعات من أجل تحقيق أهدافها من خلال إبراز خيارات معينة وتلميعها لتكون جذابة ومنافسة. يحدث ذلك من خلال تقديم الدعم (السري) لبعض الأفراد أو الجماعات وتمكينها مادياً وسياسياً وأحياناً عسكرياً لتتسلق المسرح السياسي.

وإلا ما معنى أن يشارك السفير الأمريكي في مفاوضات مع الرئيس اليمني لتسليم السلطة؟ وما معنى أن تتكيّف سياسات أمريكا مع التغيرات في المنطقة، كما أشار أوباما؟ وما سر تحرك فرنسا السريع لحماية المدنيين في ليبيا؟ هل هو فعلاً لحماية المدنيين؟ أم أنها ''كلمة حق أريد بها باطل'' لتعويض ما فاتها في العراق الذي استحوذت على كعكته شركات أمريكية وبريطانية؟ ولو كان تحرك فرنسا ومن معها – فعلاً - حماية لحقوق الإنسان، لتحركت منذ عقود لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الظلم والقهر والتشريد وهدم المنازل والترحيل على مدى سنوات وعقود. هل فرنسا ومن معها تجهل (أم تتجاهل) انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين؟! ثم ما معنى تدمير البنية التحتية في ليبيا؟ وتدمير السفن والطائرات؟ أليس قرار الأمم المتحدة يهدف إلى حظر الطيران فقط لحماية المدنيين؟! ولماذا لم تتحرك بالسرعة نفسها لحماية المدنيين في أماكن أخرى مثل سوريا واليمن؟

في كل الأحوال، مهما حاولت بعض القوى الخفية قطف زهور الربيع العربي أو بعضها، ومهما أدى التدخل إلى إصابة شباب الثورة بإحباط مؤقت أو إحداث انحراف في بوصلة الخيارات الوطنية، فإن الأمر المؤكد هو أن المناخ السياسي والوضع الاجتماعي في الدول العربية خلال فترة ما قبل 2011م أصبح تاريخاً لن يعود إلا في كتب التاريخ، وأن المرحلة الجديدة التي بدأت مع بداية هذا العام تحمل في طياتها ارتفاع في طموحات الشعوب وتغيرات في رغباتها وتطورات في أساليبها، ولن تكون لقمة سائغة للاستغلال الداخلي أو الخارجي. لذلك ينبغي أن تستوعب الأنظمة والقوى داخل الوطن العربي وخارجه هذه التغيرات وأن تواكبها في التعامل مع الشعوب، منعاً للفتنة والعنف.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية