تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

الطاقة النووية.. هوس الماضي أم خيار المستقبل؟!

د. رشود الخريف

أعلنت ألمانيا خطة للتخلي عن جميع المفاعلات النووية بحلول عام 2022، وذلك بعد استشعارها لخطورة هذا النوع من الطاقة، خاصة بعد ما حدث في المفاعل النووي الياباني. لقد اتخذت هذا القرار على الرغم من أنها من أكبر الدول النووية ومستوردة لمعظم مصادر الطاقة وخاصة البترول والغاز. هذا القرار يعكس رؤية ثاقبة وخطوة جريئة تستند على ترجيحها لصحة الإنسان وسلامة البيئة على المكاسب الاقتصادية.

إن ما حدث نتيجة كارثة مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا قبل أكثر من عقدين من إصابات للبشر وتدمير للبيئة، وما حدث أخيراً في فوكوشيما في اليابان من أضرار وهلع بين الناس، أدى إلى تزايد الاهتمام العالمي بأخطار الطاقة النووية لدرجة تفكير بعض الدول المتقدمة التي تمتلك تقنيات الطاقة النووية وأسرارها ولديها بنية تحتية جاهزة ومفاعلات قائمة بالتخلي عن هذا النوع من الطاقة، لأنها تشكل قنبلة موقوتة ضد الإنسان وخطراً محدقاً بالبيئة.

وعموماً هناك وجهتا نظر حول الطاقة النووية. وجهة نظر يرى أصحابها بأنها خطر وينبغي التخلي عنها تدريجياً واستبدالها بمصادر أخرى أقل خطورة مع تعظيم الاستفادة من استخدام المصادر الأخرى، وأخرى يرى أنصارها ضرورة إعادة الثقة في الطاقة النووية من خلال تقليل مخاطرها بتبني معايير سلامة أكثر صرامة وأكثر دقة. ولكن خيار المستقبل ـــ في اعتقادي ـــ هو نحو تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الخطرة على الإنسان والبيئة وتطوير تقنيات مصادر الطاقة البديلة. ومن الناحية الاقتصادية، يمكن تفهم استمرار الدول التي تمتلك أسرار الطاقة النووية ولديها مفاعلات قائمة، ولكن يصعب استيعاب اندفاع الدول لا توجد لديها معرفة بهذه التقنية وليس لديها كفاءات بشرية تقوم على إدارتها وتشغيلها، بل هي تستورد العمالة للتعامل مع تقنيات أبسط منها بكثير.

في هذه الأثناء التي تتخلى دول عن الطاقة النووية، تقوم دول خليجية بتوقيع عقود إنشاء مفاعلات نووية بمئات المليارات. وأكاد أجزم أن هذه الدول لن تستفيد، بل ستخسر الكثير وستعرض سكانها للخطر. هذه المفاعلات وهذا النوع من الطاقة لن تُسهم في توظيف مواطنين، ولن تكون وسيلة ردع فاعلة، بل ستوفر فرصاً استثمارية للشركات المتخصصة في الدول المتقدمة، وتكون مجالاً رحباً لإجراء تجارب علمية لصالح تلك الدول، وربما تمنحهم فرصة نادرة للتخلص من ''خردواتهم'' التي لم تعد صالحة لتحديث تقنياتهم ومفاعلاتهم النووية.

وإن أرادت الخليجية دخول نادي الدول النووية، فإن من الأفضل الاقتصار على مفاعل واحد صغير يكون مجالاً للتجارب وتدريب الكفاءات الوطنية على تقنيات وأسرار الطاقة النووية. أقول ذلك لأن هناك أولويات ينبغي التركيز عليها، تأتي في مقدمتها التنمية البشرية، ثم الاهتمام بصناعات أكثر جدوى مثل تقنيات إنتاج النفط والصناعات القائمة عليه، إضافة إلى صناعة تحلية مياه البحر، فمن المفترض أن تكون هذه الدول مرجعية في أسرار وتقنيات هاتين الصناعتين بدلاً من خوض غمار تجربة مكلفة وخطرة.

وإذا كانت الدول الخليجية مصرة على تطوير مصادر أخرى غير نفطية، فيمكنهم التركيز على الطاقة الشمسية التي لا ينافسهم في عدد ساعات سطوع الشمس إلا دول قليلة، خاصة أن ''الطاقة الشمسية'' ربما تمثل خيار المستقبل النظيف!

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية