تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

يا للعجب من التناقض في السياسة الغربية!!

د. رشود الخريف

تتشدق بعض الدول بالذود عن حقوق الإنسان والمحافظة عليها، وهي لا تتورع عن سحق الأطفال والكبار والصغار باسم الحرب على الإرهاب أو تحت أسماء أخرى، وكذلك تتذرع بانتهاك حقوق الإنسان لشن هجوم عسكري على بعض الدول مثل ليبيا والعراق، في حين أنها تغض الطرف عن دول أخرى تدوس على كرامة الإنسان بأحذية رجال أمنها ورصاص "شبيحتها". ويفهم من كل ذلك أن حقوق الإنسان ليست العامل المؤثر في سياسات الدول الغربية التي تدعي ذلك، لكن المصالح السياسية والاقتصادية هي التي تؤثر في سياساتها وتحركات جيوشها، لتستخدم مفهوم "حقوق الإنسان" شماعة أو مظلة أخلاقية تتحرك تحتها ستارها.

فياللعجب! بريطانيا (العظمى) كريمة دائماً، لكن على حساب الغير، فهي كانت تتبجح بوعد بلفور الذي منح اليهود وطناً على أرض فلسطين التي لا تمتلكها (أي بريطانيا)، ويحكي التاريخ أنها كانت تغض الطرف عن مذابح اليهود للفلسطينيين أثناء الانتداب، بل كانت تُسلم المراكز العسكرية بأسلحتها لليهود قبل مغادرتها في بداية القرن الميلادي الماضي، ومنذ ذلك الوقت إلى هذا اليوم، وهي تصر على عدم الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة على جزء من أرض فلسطين!

ياللعجب! بريطانيا تخرق أنظمتها التي تنص على عدم الاعتراف إلا بدول، وليس بجماعات أو تنظيمات، وها هي تعترف بالمجلس الانتقالي في ليبيا. وعلى النقيض، لا تزال مصرة على عدم إظهار أي نوع من التعاطف أو الاعتراف بحق الفلسطينيين في العيش على أرضهم بكرامة، على الرغم من أنها هي - كما ذُكر آنفاً - سبب محنتهم وتقسيم بلادهم وتشتيت شملهم في دول عديدة ومخيمات تنقصها مقومات الحياة الكريمة.

ياللعجب! تقصف قوات التحالف في أفغانستان حفلات الزواج مراراً وتكراراً وترتكب مذبحة قلعة جانجي لكنها تخرج مثل الشعرة من العجينة دون مساءلة أو محاسبة، في حين توجه المحكمة الجنائية الدولية - بشكل عاجل - اتهامات ضد الطاغية الليبي بانتهاك حقوق الإنسان، وهنا يتساءل الكثيرون: أين المحكمة من جرائم التحالف؟! وأين هذه المحكمة الموقرة من جرائم إسرائيل؟ وأين هذه المحكمة عن الجرائم في سورية؟ ولماذا اختفى ذكرها هذه الأيام؟

ياللعجب! تهب فرنسا لحماية المدنيين خلال الأيام الأولى من انطلاق المظاهرات في ليبيا، فتقصف البنية التحتية وتدمر الطائرات الليبية والمطارات، وترسل الأسلحة والخبراء للمساعدة، لكنها لا تحرك ساكناً لما يجري في سورية، على الرغم من أن وحشية الأمن السوري أقسى وأشد، وعدد الوفيات في سورية أكثر مما كان عليه الوضع في ليبيا قبل تدخلها!

ياللعجب! تقوم الدول الغربية بقرصنة الأموال الليبية التي تخص الشعب الليبي وتتصرف بها كيف تشاء دون قرار محكمة أو مجلس دولي، فتمنح جزءاً منها لمجلس انتقالي ليس منتخبا من قبل الشعب الليبي، لكنها تحارب القراصنة الصوماليين الإرهابيين الذين يدفعهم الجوع والعوز، على الرغم من أن ما تفعله لا يختلف عما يفعله القراصنة، فهي "قرصنة في قرصنة"!

وياللعجب لا يقتصر التناقض على الغرب! فجامعة الدول العربية ودول خليجية تهب لحماية المدنيين في ليبيا، ولا تحرك ساكناً لحماية المدنيين السوريين!

لكن لماذا العجب؟ إذا كانت بعض الأنظمة العربية تمارس القرصنة على مكتسبات شعوبها وتستأثر بنصيب الأسد من الموارد المتاحة لها، فلماذا الاستغراب من التناقض في سلوكيات دول أجنبية تسعى لمصلحتها، أليست طبيعة الأنظمة العربية هي التي أضعفت القرار العربي وشجعت تدخل الدول الأجنبية وراء الستار وأمامه؟!

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية