تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

لا يكفي القبض على المخدرات ومصادرتها!

د. رشود الخريف

المخدرات آفة مدمرة للفرد والمجتمع. لذلك تحاربها جميع المجتمعات بدرجات متفاوتة من النجاح. ولا شك في أن هناك صعوبات كبيرة في الكشف عن سبل تسللها وتهريبها إلى داخل البلدان، مما أدى إلى انتشارها بين الشباب بمستويات مثيرة للقلق في دول الخليج العربية نتيجة توافر الإمكانات المادية لشرائها. وللحقيقة تبذل الجهات المسؤولة في هذه الدول جهودًا تذكر فتشكر في مكافحة المخدرات ومصادرة ما يكتشف منها. فهناك جهود رائعة لسلاح الحدود والجهات الأخرى أسهمت في منع دخول أعداد هائلة من حبوب الهلوسة وأنواع المخدرات الأخرى من الانتشار في الداخل، خاصة إذا علمنا تطور أساليب تهريبها وتنوع إخفائها من وضعها داخل الأحشاء إلى وضعها في إطارات السيارات ونحوها.

لا شك في أن الإعلان عن القبض على المتورطين وتفكيك شبكات تهريبها يُشعر أفراد المجتمع بالرضا لما لها من خطورة كبيرة على الفرد والمجتمع. ولكن يتساءل الكثيرون عن كيفية التعامل مع قضايا القبض على شحنات المخدرات وإيقاف تدفقها للمجتمع. فلا يقل عن ذلك أهمية، تتبع خيوطها لمعرفة مصادر شحنات المخدرات ومموليها الذين يقفون وراء انتشارها بين دول! فكما يقولون: لا تكفي معالجة أعراض المرض، وإنما من الضروري معالجة أسباب المشكلة وجذورها.

إن هناك حاجة ملحة لدراسة طرق تسلل المخدرات وخصائص المستوردين والمروجين والموزعين. ليس ذلك فحسب بل لا بد من معرفة مصادرها والجماعات المنظمة التي تقف وراءها. تساؤلات كثيرة تدك أذهان الناس عند الإعلان عن اكتشاف شحنات توشك دخول حدود بلادنا. من أين مصادرها؟ ومَنْ يقوم بتصنيعها؟ ومَنْ يقوم بنقلها عبر حدود الدول؟ هل هناك دول أو جهات متورطة في تصنيعها ونقلها عبر الحدود الدولية؟ من المسؤول عن دخولها ثم ترويجها داخل البلاد؟ وهل تقوم بترويجها عصابات منظمة، أم هي عبارة عن نشاطات فردية غير منظمة؟

لا بد أن الجهات المسؤولة تقوم بكثير من الدراسات، ولكن مزيد منها سيسهم في كشف مصادر المخدرات وفضح المتورطين في نقلها وترويجها، سواء كانوا مواطنين أم جماعات أو منظمات أو دولاً. لا يكفي القبض على شحنات المخدرات المتسللة، وإنما من الضروري الإعلان من مصادرها وملابسات دخولها والمتورطين في تسهيل توزيعها داخل البلاد، مهما كانت مواقعهم الوظيفية أو مكانتهم الاجتماعية؛ لأن المساعدة على تدفق هذه الآفة خيانة للمجتمع من أجل كسب المال الحرام. فلا يمكن مكافحة المخدرات بفاعلية ما لم تكن هناك متابعة جادة لأساليبها وتتبع مصادرها والأشخاص أو التنظيمات التي تقف وراءها.

وأخيرًا همسة للمسؤولين عن معالجة المتورطين بإدمان المخدرات أقول فيها: إن معالجة وتأهيل الإدمان لا يفيان أبدًا باحتياجات هذه الفئة المتزايدة لا من حيث المنشآت ولا من حيث التأهيل والقوى العاملة المتخصصة، ولا يتناسب ـــ أبدًا ـــ مع إمكانات دول الخليج والمستوى التنموي الذي وصلت إليه. أتمنى تقويم أداء هذه المنشآت ومدى نجاحها في انتشال المدمنين إلى بر الأمان، ولا يقل عن ذلك أهمية التوعية الجادة بأخطار المخدرات.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية