تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

إبراهيم محمد إبراهيم الحديثي

Professor

أستاذ القانون الإداري والدستوري

كلية الحقوق والعلوم السياسية
كلية الحقوق والعلوم السياسية، قسم القانون العام، مكتب رقم 2 أ \ 248
صفحة

حلم المأمون، وحرب الأفيون

حدث سليمان الوراق قال:-


ما رأيت أعظم حلماً من المأمون دخلت عليه يوماً وفي يده فص مستطيل من ياقوت أحمر له شعاع قد أضاء له المجلس وهو يقلبه بيده ويستحسنه، ثم دعا برجل صائغ وقال له اصنع بهذا الفص كذا وكذا ونظل فيه كذا وكذا لو عرفه كيف يعمل به، فأخذه الصائغ وانصرف ثم عدت بعد ثلاث فتذكره، فأستدعي بالصائغ فأتى به وهو يرتعد وقد انتقع لونه فقال المأمون ما فعلت بالفص؟ فتلجلج ولم ينطق بكلام ففهم المأمون بالفراسة أنه حصل فيه خلل فولى وجهه عنه حتى سكن جأشه ثم التفت إليه وأعاد القول، فقال الأمان يا أمير المؤمنين.


قال لك الأمان: فأخرج الفص أربع قطع وقال: يا أمير المؤمنين سقط من يدي على السندال فأصبح كما ترى، فقال المأمون لا بأس عليك اصنع به أربع خواتم وألطف له من الكلام حتى ظننت أنه كان يشتهي الفصل على أربع قطع، فلما خرج الرجل من عنده قال: أتدرون كم قيمة هذا الفص؟ قلت لا . قال اشتراه الرشيد بمائة الف وعشرين الفاً .                                                                                         16/1/1404هـ .


 


قصة صلى المصلي:-


كانت منارة الإسكندرية مشتهرة في فخامة بنائها وقوته والتصميم الهندسي العجيب الذي صممت به حتى أنه وضع في بعض أركانها وجوانبها شحنات مغناطيسية تمنه رسو السفن الحربية التي تريد أن تقترب من الإسكندرية... عمل رجل أسمه سلوم أجنبي من أعداء الإسلام وأعداء العروبة على أن يأتي إلى مصر مترهباً خاشعاً متعبداً مرسلاً لحيته لتضفي عليه من الوقار الظاهري ما يمكن أن يحكم به عليه بأنه م أصلح البشر فلزم مسجد الإسكندرية وأخذ يتعبد ليل نهار... وكانت الجهة الإرسالية التي أرسلته قد زودته بصرر من المال ومن كل صرة في مكان من الأمكنة قبل أن يبدأ مرحلة تعبده ...وهكذا مضى في تعبده وخشوعه بشكل لم يعهد له مثيل في زمانه حتى وصل خبره إلى الحاكم فأدناه وأكرمه وأخذ يتلطف معه ويغدق عليه من النعم حتى أنه في يوم من الأيام قال (سلوم) للخليفة: إنني لست بحاجة إلى مال وأن الكشف الذي أعطاني الله إياه يدلني على أن هناك صرة في المكان الفلاني فإذا كانت خزينة الدولة في حادة المال فليذهب معي مندوب من قبلك على أن أسلمه الصرة وفعلاً ذهب معه هذا المندوب وكشف عن صرة المال وسلمه إياها وبعد فترة حين علم أن خزينة الدولة خاوية دل على الصرة الثانية والثالثة وهكذا حتى كاد الخليفة أن يعبده وبعد فترة من الفترات قال ان هناك مالاً لا حصر له تحت هذه المنارة فهل يستطيع الخليفة ان يهدمها ويستخرج المال ثم يعيدها كما كانت فصادفت هوى في نفس الحاكم فهدم المنارة وبطل مفعول الشحنات المغناطيسية وفي اليوم الثاني كتب على حائط المسجد صلي المصلي لأمر كان يقصده  فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما .


ثم اختفى عن الأعين ولم يعد يرى وحين ذلك أدركت الجهات التي أرسلته والتي دفعته إلى بطلان مفعول الشحنات المغناطيسية فساقوا سفنهم على حيث الإسكندرية وهدموها وفعلوا فيها الفعلات المكرة وقوضوا ملك ذلك الخليفة .                                                                                               18/2/1404هـ


 


 


قيل:


من استشار فيما نزل به صديقه واستخار ربه وأجهد رأيه فقد قضى ما عليه وأمن رجوع الملامة إليه.                                                            محاضرات الأدباء 1/7/1404هـ


 


 


 


قال أبو قلابة:-


إذا بلغتك عن أخيط شيء تكرهه فالتمس له عذراً، فإن لم تجد له عذراً فقل لعل له عذراً لا أعلمه.                                                                                                                                         26/7/1404هـ


 


 


 


 


 


 


 


حرب الأفيون:


وقعت عام 1839 إلى 1842م بين بريطانيا والصين من أجل إجبار الصين على شراء الأفيون من بريطانيا، حين حظرت الصين استيراد الأفيون عام 1839م، ودمرت الأفيون المخزون في كانتون والذي يملكه البريطانيون، فأعلنت بريطانيا الحرب على الصين وتذرعت بأسباب أخرى وانتصرت على الصين وأكرهتها على أن تُبرم معاهدة (نابكين) عام 1842م والتي فتحت بمقتضاها موانيء كانتون وشنغهاي واموي وفوتشا وونجبو في وجه التجارة البريطانية ونزلت عن هونج كونج لبريطانيا مقبال أموال تدفعها لها بريطانيا .                         


  22/7/1405هـ


 


يعد ويفي:


قال مالك بن عمامرة اللخمي:-


كنت جالساً في ظل الكعبة أيام الموسم عند عبدالملك بن مروان وقبيصة بن ذؤيب وعروة بن الزبير وكنا نخوض في الفقرة مرة وفي المذاكرة مرة، وفي أشعار العرب وأمثال الناس مرة، فكنت لا أحد عند أحد ما أجده عند عبدالملك بن مروان من الاتساع في المعرفة، والتصرف في فنون العلم وحسن استماعه إذا حُدِّث وحلاوة لفظه إذا حَدَّث فخلوت معه ليلة فقلت له "والله أني لمسرور جداً بك. لما شاهدته من كثرة تصرفك، وحسن حديثك، وإقبالك على جليسك" . فقال:- "أن تعشى قليلاً فسترى العيون طامحة إليّ والأعناق نحوي متطاولة، فإذا صار الأمر إليّ فلعلك أن تنقل إليّ ركابك فالأملان يديك" .


 فلما أفضت الخلافة إليه، توجهت إليه موافيته يوم الجمعة وهو يخطب على المنبر، فلما رآني أعرض عني، فقلت لعله لم يعرفني أو عرفني وأطهر لي نكره، فلما قُضيت الصلاة ودخل بيته، لم البت أن خرج الحاجب فقال: أين مالك بن عمارة؟ فقمت فأخذ بيدي وأدخلني عليه فمدّ إليّ يده وقال: "إنك تراءيت لي في موضع لا يجوز فيه إلا ما رأيت، فأما الآن فمرحباً وأهلاً . كيف كنت بعدي؟ فأخبرته ثم قال: أتذكر ما كنت؟ قلت: نعم. قال والده ما هو بميراث رعيناه ولا أثر رويناه. ولكني أخبرك بخصال مني سمت بها نفسي إلى الموضع الذي ترى، ما خنت داود قط . ولا أعرضت عن محدث حتى ينتهي حديثه، ولا قصدت كبيرة من محارم الله تعالى متلذذاً بها فكنت آمل بهذه أن يرفع الله تعالى منزلتي وقد فعل" .


ثم دعا غلامه فقال له :"ياغلام بوئه منزلاً في الدار" فأخذ الغلام بيدي وأفرد لي منزلاً حسناً" فكنت في ألذ حال وأنعم بال وكان يسمع كلام وأسمع كلامه ثم أدخل عليه وقت عشائه وغدائه فيرفع منزلتي: ويقبل عليّ، ويحادثني ويسألني مرة عن العراق ومرة عن الحجاز، حتى مضت لي عشرون ليلة فتغديت يوماً عندهم فلما تفرق الناس نهضت قائماً فقال على رسلك" فقعدت...فقال: أي الأمرين أحب إليك المقام عندنا مع النصف في المعاشرة أو الرجوع إلى أهلك ولك الكرامة؟ فقلت يا أمير المؤمنين فارقت أهلي وولدي على أن أزور أمير المؤمنين وأعود إليهم فإن أمرني أمير المؤمنين اخترت رؤيته على الأهل والولد" . فقال:"لا بل أرى لك الرجوع إليهم والخيار لك بعد في زيارتنا وقد أمرنا لك بعشرين ألف دينار وكسوناك وحملناك . أتراني قد مأت يديك؟ فلا خير في من ينسى إذا وعد وعداً . إذا شئت صحبتك السلامة " .


                                                                            28/7/1405هـ


 


زر غبّاً تزد حبّاً :


يضرب لمن يكثر زيارة إخوانه ومحبيه حتى يملوه، وذلك لأن طول الإقامة ودوام المشاهدة يذهبان بالشوق ويفسدان المحبة وقد يورثان القطيعة، وقولهم زر غبّاً أي زر يوماً وأترك يوماً . والمعنى لتكن زيارتك متباعدة الأوقات أول من قاله معاذ بن حرم وكان فارسي خزاعة وكان يكثر من زيارة أخواله من قبيلة عك فأستعار منهم فرساً وأتى قومه فقال له رجل يقال له جُحيش وكان عدواً له "أتسابقني على أن من سبق صاحبه أخذ فرسه؟ فسابقه فسبق معاذ وأخذ فرس جحيش وأراد أن يغيظه فطعن ابطل (خاصرة) الفرس بالسيف فسقط فقال جحيش "لا أم لك قتلت فرساً خير من والديك" فرفع معاذ السيف فضرب مفرقه فقتله، ثم لحق بأخواله مركب أخ الجُحيش وابن عم له فلحقاه فشد على أحدهم فطعنه فقتله ثم عطف على الآخر فأرداه.


وأقام معاذ في أخواله زماناً ثم أنه خرج مع بني أخواله في جماعة من فتيانهم يتصيدون فحمل معاذ على عير (قافلة من الإبل) فلحقه ابن خاله له يدعى الغضبان فقال "خل عن العير" فقال "لا، ولا نعمت عين" فقال له الغضبان "أما والله لو كان فيك خير لما تركت قومك" فقال معاذ "زر غباً تزدد حباً" فأرسلها مثلاً . ثم أتى قومه فأراد أهل المقتول قتله، فقال لهم قومه "لا تقتلوا فارسكم وإن ظلم" فقبلوا منه الدية .


 


ومن هذا المثل قال الشاعر:-


إذا شئت أن تُقلى فزر متوتراً             وإن شئت أن تزداد حباً فزر غبّاً


وقال آخر:-


عليك بإغباب الزيارة إنهــا            إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكاً


ألم تر أن القطر يُسأم دائماً             ويُسأل بالأيدي إذا هو أمسكــــــا


                                                                        الرياض 28/7/1405هـ


حكى العلامة القرطبي عن الأصمعي أنه قال:-


سمعت جارية إعرابية تنشد:


استغفر الله لذنبي كــــلـــه                      قتلت إنساناً بغير حلــــه


مثل الغزال ناعماً في دله             انتصف الليل ولم أصله


فقلت قاتلك الله ما أفصحك؟ فقالت ويحك أويُعد هذا فصاحة مع قول الله عز وجل:"وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم، ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين" فقد جمع في آية واحدة أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين "                                                   15/9/1405هـ


 


                                                                       


 


قال بعض العلماء في هذه الآية" قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون" إنها من عجائب القرآن لأنها بلفظة "يا" نادت "أيها" نبهت "النمل" عيّنت "أدخلوا" أمرت "مساكنكم" نصّت "لا يحطمنكم" حذرت "سليمان " خصت "وجنوده" عمت ، "وهم لا يشعرون" اعتذرت، فيا لها من نملة ذكية .                                                         15/9/1405هـ أبها


 


 


ذكر الوقت الذي ابتدأ فيه بعمل التاريخ في الإسلام :-


المشهور أن عمر بن الخطاب هو الذي أمر بوضع التاريخ، وسبب ذلك ان أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ فجمع عمر الناس للمشورة فقال بعضهم أرّخ بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم بمهاجرته، فقال عمر بل نؤرخ بمهاجرة رسول الله فإن مهاجرته فرق بين الحق والباطل قاله الشعبي .


وقال سعيد بن المسيب: جمع عمر الناس فقال من أي يوم نكتب التاريخ؟ قال علي من مهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفراقه أرض الشك ففعله عمر، وكان ذلك سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة قاله ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ .                                                                                                                             28/9/1405هـ


 


حكاية:


أخبر أبو بكر بن الخاضبة أنه كان ليلة من الليالي قاعداً ينسخ شيئاً من الحديث بعد أن قضى وهن من الليل قال وكنت ضيق اليد، فخرجت فأرة كبيرة وجعلت تعدو في البيت، وإذا بعد ساعة خرجت أخرى وجعلا يلعبان بين يديّ، ويتقافزان إلى أن نفذ مني ضوء المصباح، وتقدمت إحداهما، وكانت بين يدي طاسة فأكببتها عليها، فجاءت صابحتها وشمت الطاسة وجعلت تدور حوالي الطاسة وتضرب بنفسها عليها، وأنا ساكت أنظر مشتغل بالنسخ، فدخلت سربها وإذا بعد ساعة خرجت وفي فيها دينار صحيح وتركته بين يدي فنظرت إليها واشتغلت بالنسخ، فدخلت سربها وقعدت ساعة بين يدي تنظر إليّ ثم خرجت وفي فيها دينار آخر وتركته بين يدي، وجلست ساعة بين يدي تنظر إليّ فرجعت وجاءت بدينار آخر، وقعدت ساعة أخرى وأنا ساكت انظر وأنسخ وكانت تمضي وتجيء إلى أن جاءت بأربعة دنانير أو خمسة وقعدت زمناً طويلاً أطول من كل نوبة وتركتها فوق الدنانير فعرفت انه ما بقي معها شيء، فرفعت الطاسة فقفزتا ودخلت البيت وأخذت الدنانير .                                                                                                                      6/4/1406هـ