الاسس الاستراتيجية لاستثمار التراث الثقافي في التنمية السياحية وتعزيز النواحي الثقافية: منظور اقتصادي
التُّرَاث هو الثَقَافَة أو العناصر الثقافيّة التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن، وعنيت به المجتمعات بمؤسساتها وأفرادها؛ ولأهميته ازداد الاهتمام العالميّ به في القرن العشرين، على مستوى سن القوانين المتعلقة بإدارته وحمايته؛ وتوظيفه في برامج التنميّة الاقتِصاديّة. فضلاً عن بروز مصطلح اقتِصَاديات التُّرَاث، والاستفادة منه في تحقيق استدامه مالية على المدى البعيد؛ لكونه يُشكِّل ثروة وطنية للأجيال وعليهم حمايته والحفاظ عليه.
إن الاستثمار في الموارد التُّرَاثية والثقافيّة له تأثيرات اقتِصاديّة؛ من حيث النفقات المباشرة، والوظائف الجديدة، والعائدات الإضافية؛ ولهذا أصبح يُنظر إلى التُّرَاث كرأسمال اجتماعي ثقافيّ متجدد ينبغي وضعه ضمن السياسات العامة للتنميّة؛ لتحقيق العائد الاستثماري المنشود، في ظل توجه كثير من البلدان إلى تحويل هذه الموارد الثقافيّة إلى مصادر جذبٍ سياحيّ؛ لكونها أساساً للاستثمار، ومقوِّماً أساسياً للسِّيَاحة الثقافيّة المرتبطة بمكونات التُّرَاث الثقافيّ التي أصبحت تستهوي نسبة كبيرة من الزُّوَّار والسُّياح؛ وهذا ما كشفته بعض تجارب الاستثمار السِّيَاحِيّ لدول إقليمية وعالميّة.
يهدِف هذا البَحْث - الذي اعتمد على المنهج الوصفي التحليلي - إلى دراسة مكونات التُّرَاث الثقافيّ وبيان كيفية استثماره في النشاط السِّيَاحِيّ من منْظُور اقتِصَادي، والتعرُّف على الأساليب الاقتِصاديّة في التعامل مع الموارد التُّرَاثية كمشروعات ذات جدوى استثمارية، ودور المجتمعات المحليّة في استثمار التُّرَاث الثقافيّ.
ويسعى البحث إلى تقديم استِراتِيجيّة مقترحة لاستِثمَار التُّرَاث الثقافيّ وتوظيفه في التنميّة السِّيَاحِيّة وتعزيز النواحي الثقافيّة والقيم الاجتِماعِيّة وفق أُسُسْ ومعايير علميّة تَحتَرِم القِيَمة الحضاريّة للموارد التُّرَاثيِّة، والاستفادة منها في الأغراض السِّيَاحِيّة المُلائِمة بطريقة تضمن حمايتها والاِرتِقاء بها، مع مُراعَاة البُعد الاجتماعي للسُكَّان ومُتطَلَّبات المُجتَمعات المحليّة، والاعتِبَارات البيئيّة، وخلق فُرص اقتِصاديّة تُسهِم في تنميّة المُجتَمعات المحليّة.
الكلمات المفتاحِيِّة: الاستثمار – التنميّة السِّيَاحِيّة- الاستِراتِيجيّة - التوظيف السِّيَاحِيّ - التُّرَاث الثقافيّ.
Urban heritage has an important status in the process of developing the tourism sector. Urban heritage in Yemen differs depending on the regions and historical cities such as City of Old Sana'a,…
In 1993, Zabid in Yemen was inscribed by the World Heritage Committee as a World Heritage Site. Its urban heritage is related to the environmental features and the culture of the society. However…