تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

mohammed S. ALshenaifi

Professor

عضو هيئة تدريس

كلية علوم الأغذية والزراعة
2أ29
مادة دراسية

رشد 556 التغير التغير التقني في الزراعة

 
المرحلة الأولى:  كان الإنسان قديماً يعتمد في سد حاجته من الغذاء على جمع الثمار والحبوب وبعض الجذور والأوراق كما كان يمارس صيد الحيوانات، وبعد ازدياد السكان أصبحت الحاجة ماسة جداً للغذاء وبدأ الإنسان في زراعة البذور لإنتاج محاصيل الحبوب. وبدأت الزراعة في المناطق المجاورة للأنهار نسبة للخصوبة العالية في التربة على ضفاف الأنهار ولتوفر المياه، وتلا الاهتمام بمحاصيل الغذاء الاهتمام بالملبس، وعليه اتجه الإنسان لزراعة محاصيل الألياف كالقطن، وبعد ذلك أدت زيادة السكان للزحف بعيداً عن الأنهار واستغلال الأراضي المتاخمة لها، وعليه بدأ الإنسان في زراعة المحاصيل معتمداً على الظروف المناخية ورعاية الأراضي.
 المرحلة الثانية: نظام الرعاة الرحل : يمارس هذا النظام في المناطق التي تتوفر فيها المراعي الطبيعية مثل السودان وموريتانيا، فيكون الرعاة في حالة ترحال بحثاً عن الماء والكلأ، وتقوم الأسرة بتقسيم العمل بحيث يرحل جزء من الأسرة مع الحيوانات بحثاً عن المرعى والجزء الآخر يمكث خلال فترة هطول الأمطار لزراعة بعض المحاصيل، وعند نهاية موسم الأمطار ترجع المجموعات المتنقلة مع الحيوانات إلى ما يسمى بمناطق المصيف وأهم شيء فيها أن يتوفر الماء. وأحياناً يقوم الرعاة في أوقات استقرارهم قرب مصادر المياه بعمل مزرعة أو حديقة منزلية وتزرع بها محاصيل سريعة النضج كالبقوليات.
          ويرتبط نشاط البدو الاقتصادي بالزراعة، لكنه يقوم على الرعي في الدرجة الأولى، وعلى الزراعة والصيد في الدرجة الثانية، وكانوا قديماً ينظرون إلى الزراعة نظرة دونية، لأنها تربط صاحبها بالأرض وتحد من حريته في التجوال والترحال عبر البوادي والصحاري، بل كانت بعض القبائل يتركون زراعة أراضيهم لجماعة يعتبرونهم أقـل شأناً منهم يسمونهم (الحراثين) كما نجد حالة مشابهه في موريتانيا حيث كان العبيد يقومون بالزراعة على ضفاف نهر السنغال لحساب سادتهم من البدو. هذه كانت الصورة التقليدية إلا أنها أخذت تتغير بفعل عوامل عديدة أثرت في أنماط تفكير أهل البداوة وغيرت من سلوكهم تجاه الأرض والزراعة
 المرحلة الثالثة: الزراعة غير المستقرة : كانت الزراعة غير المستقرة تمارس لعدة قرون ولا زالت تمارس في كثير من الدول النامية. وهي زراعة قطعة من الأرض لعدد من السنين بمحصول واحد أو محصولين ولمدة تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع سنين بدون توقف ثم تترك الأرض بعد ذلك وينتقل المزارع إلى قطعة أرض جديدة لم تزرع من قبل ويمارس فيها النشاط الزراعي السابق وللمدة نفسها من الزمن وعندما يلاحظ أن التربة قد فقدت خصوبتها وذلك لقلة الناتج من المحصول، بعد ذلك يرجع المزارع إلى القطعة الأولى التي تركها بوراً لمدة أربع سنوات مثلاً، وبذلك تكون التربة قد استعادت جزء  كبير من خصوبتها خلال فترة الراحة. وتمارس هذه الطريقة  في بعض الدول الفقيرة حيث لا يكون بمقدور المزارع التقليدي استعمال مدخلات الإنتاج اللازمة أي ليست هنالك بذور محسنة أو أسمدة أو مكافحة بالمبيدات الكيميائية للحشائش والحشرات.
ا المرحلة الرابعة: نظام الزراعة المستقرة : بدأت الزراعة المستقرة في القرون الوسطى بأوروبا وكان التركيز في هذا النظام على زراعة محاصيل الحبوب كالقمح وكان الإنتاج يقسم إلى ثلاثة أجزاء، ثلث لغذاء الإنسان، وثلث يوفر للعام التالي، وثلث لغذاء الحيوانات. ثم تطورت هذه الزراعة واستخدم فيها المحاريث التي تجرها الخيول، وعندما قامت الثورة الصناعية تم تصنيع الجرارات والمحاريث والآليات الأخرى مما مكن من زراعة مساحات شاسعة، أيضاً تم إدخال الأسمدة لزيادة خصوبة التربة وكذلك بدأ استخدام المبيدات لمكافحة الآفات.
 المرحلة الخامسة: نظام الزراعة المختلطة : ابتكر هذا النظام ليشمل إنتاج المحاصيل الحقلية وتربية الحيوانات في قطعة الأرض نفسها وذلك كنظام متكامل يجمع بين المحصول والحيوان. في هذا النظام يستفاد من مخلفات المحصول بعد الحصاد كبقايا السيقان والأوراق في تغذية حيوانات المزرعة، كما أن رعي الأبقار في المزرعة يترك مواد عضوية وعند جفافها وتحللها تعمل على تخصيب التربة وتحسين قوامها الطبيعي وبذلك يتم التكامل بين الشق النباتي والحيواني في المزرعة.
 المرحلة السادسة: الزراعة الصناعية : هي نوع متخصص من الزراعة في محصول واحد أو محصولين لتوفير الخامات للتصنيع، مثل القطن لتصنيع النسيج، وأهم السمات في هذا النظام هو إدخال الحزم التقنية في الزراعة، وهي مجموعة تقنيات توصلت إليها البحوث مثل طريقة الزراعة والري ومكافحة الحشائش ومقاومة الأمراض والحشرات والحصاد والتخزين.
 المرحلة السابعة: الزراعة ذات التقنيات الحديثة : هي نوع من الزراعة أدخلت فيه تقنيات حديثة ومدخلات إنتاج كثيرة وذلك لتعديل بيئة النبات في ظروف النمو غير الطبيعية في الحقل لتماثل بيئة النبات المثالي، مثل زراعة المحاصيل البستانية في البيوت المحمية والزراعة بدون تربة والزراعة في محاليل غذائية.
          هذا وقد شهد القرن العشرون تغييرات ضخمة في الممارسات الزراعية، خصوصاً في مجال اكتشاف الكيمياء الزراعية بما تتضمنه من تطبيقات الأسمدة الكيميائية، المبيدات الحشرية الكيميائية، المبيدات الفطرية الكيميائية، التركيب الكيميائي للتربة، تحليل المنتجات الزراعية، الاحتياجات الغذائية لحيوانات المزرعة، بداية من العالم الغربي وما يعرف بالثورة الخضراء في أوروبا والتي قامت بنشر الكثير من هذه التغييرات إلى المزارع حول العالم، وبنسب نجاح مختلفة.
          كما ظهرت من التغيرات الحديثة في الزراعة ما يعرف بالزراعة بدون تربة، وتربية النبات، والتهجين، والمعالجة الوراثية، وإدارة مغذيات التربة، ومكافحة الحشائش بطرق محسنة، والهندسة الوراثية، وما أنتجته من محاصيل لها سمات تفوق النباتات الأصلية كالحاصلات الأكبر في الحجم والمقاومة للأمراض، والبذور المعدلة وراثياً لتنبت بشكل أسـرع، وإنتاج نباتات مقاومة لمبيدات الحشائش.
          بالإضافة إلى ما تم من تطوير في خطط ونظم الري والصرف والصيانة وذلك له أهمية شديدة في المناطق الجافة مثل المملكة العربية السعودية. بخلاف النهضة الكبيرة في مجال التعبئة للحاصلات الزراعية، وفي تسويقها وهي أنشطة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعلم، كما أن طرق التجميد السريع والتجفيف قامت بتوسيع السوق للمنتجات الزراعية.
اكتشفت الزراعة منذ زمن بعيد وبما يزيد عن خمسة عشر ألف سنة ، وفي الألفي سنة أو الثلاث الآلاف سنة الأخير ارتقت الزراعة لتكون حضارات لمجتمعات زراعية متنوعة تتوافق مع بيئتهم المحلية، وكانت تستمد هذه الحضارات القدرة على التطور والنمو من داخلها، ومن علاقتها بالجوار. وكان هذا قد حدث في مناطق عديدة من العالم، خاصة في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وبعض المناطق في أفريقيا.
 

ملحقات المادة الدراسية