تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

د. نورة بنت عبدالله العُمَر

Assistant Professor

أستاذ مساعد

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
مبنى 1، الدور الثالث، قسم اللغة العربية وآدابها، مكتب رقم (156)
صفحة

المسرحية

المسرحية
تعريفها:
ـــــــــــهي قصة حوارية تمثل وتصاحبها مناظر ومؤثرات مختلفة . ولذلك يراعى فيها جانبان : جانب التأليف للنص المسرحي , وجانب التمثيل الذي يجسم المسرحية أمام المشاهدين تجسيماً حياً.
ý قد نقرأ المسرحية مطبوعة في كتاب دون أن نشاهدها ممثلة على المسرح فتحول على ما يشبه القصة ,ولكنها مع ذلك تظل محتفظة بمقوماتها الخاصة

.االعناصر المشتركة بين القصة والمسرحية

الفكرة

الشخوص

الحادثة

الزمان والمكان

1-الحادثة:
وهيالمواقف والوقائع والأحداث التي تتضمنها المسرحية وبديهي أن تكون الوقائع والتفصيلات الجزئية في المسرحية أقل منها في القصة ,لن المسرحية تقوم أساسا ًعلى الحوار فلا سبيل لاستقصاء التفصيلات اكتفاءً بالوقائع المهمة.

2- الشخوص:
أساسية
ـــــــــــ
تبرز منها شخصية أو أكثر يطلق عليها
اسم البطل ,وهي الشخصية المحورية
وتتعلق بها الأحداث منذ البداية حتى النهاية
ويجب أن تكون نامية متطورة.

ثانوية

ــــــــــــ
 
دورها مكمل للدور الرئيسي ,ولكل منها طبيعة

ثابتة يطلق عليها " الشخصية المسطحة"

ý الكاتب في القصة يرسم لنا صورة للشخصية من جانبيها الظاهري والباطني حتى نتعرف أبعادها , أما في المسرحية فإن الشخصية تظهر أمامنا, ونحن نتعرف عليها من خلال حركاتها وكلامها ,وتقاس مهارة الكاتب المسرحي بمدى نجاحه في تحريك شخوصه أمامنا وخلق مجالات لها يبرز فيها سلوكها.
3-الفكرة: وهي الحقيقة أو الحقائق التي يريد الكاتب أن يؤكدها عن طريق تجسيمها على المسرح من خلال الأحداث والشخوص , فهو يطرح وجهة نظره في قضية تشغل الناس وهو بذلك يشارك في إنارة الطريق نحو الحل الأمثل.

4- الزمان والمكان:من حيث الزمان ؛للمسرحية وقت لا تتجاوزه ولذلك يجب تركيزها واستبعاد التفاصيل, فعدد فصولها يتراوح بين فصل إلى خمسة فصول.
ومن حيث المكان ؛ يتقيد الكاتب بإمكانات منصة المسرح ويعتمد على المؤثرات الصوتية أو الضوئية لإضافة أحداث مثل :الحروب , الحرائق .... ومن هنا يختلف بناء المسرحية عن بناء القصة.

العناصر المميزة للمسرحية

الصراع

الحوار

البناء

البناء:
يختلف بناء المسرحية عن بناء القصة في جانبين:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ý شكل البناء: ففصول المسرحية محدودة , وفصول القصة لا حدود لها ولا سيما في الرواية ,وإن كان هناك تشابه بين حجمالقصة القصيرةوالمسرحية المكونة من فصل واحد.
ý أسلوب البناء: وهو في المسرحية يقوم على التصاعد بالصراع إلى غايته في خط تام نحو قمة مشحونة بالتوتر ثم يتجه الخط نحو القرار الحاسم في النهاية ,أما القصة فتقوم على التشابك والتعقيد في هدوء حتى ينتهي إلى الحل.
الحوار:
"لا مسرح بدون حوار" تقوم المسرحية على الحوار ,وتقوم القصة على الحكاية وإن جاء فيها الحوار فهو غير أساسي , وحقيقة أن هناك وسائل إضافية تساعد النص المسرحي عندما يعرض على المسرح}كالموسيقى والديكور والإضاءة{, لكن النص نفسه لا يجري فيه من فنون القول سوى الحوار, وقد يكون بين شخصين أو بين الشخص ونفسه "مناجاة "يكشف بها الكاتب أغوار الشخصية وهمومها الكامنة ودوافعها الخفية وأحيانا ً يكون الحديث من طرف واحد ظاهر ندرك من خلاله الطرف الآخر , وهدفه إبراز أفكار المتحدث ونواياه للمشاهدين.
وهذا الحوار المسرحي يحدد لدى النقاد قدرة الكاتب ويشترطون لنجاحه توافر المقومات الآتية:
ý أن يكون حيا ًنابضاً مركزاً حتى لا يمله المشاهد والقارئ.
ý أن يعبر دائما ً عن انفعالات الأشخاص في حالاتها المختلفة من الرضا والغضب ,والذكاء والغباء , وغير ذلك .فليس الحوار مجرد سؤال وجواب أو مجرد مناقشة عقلية.
ý أن يكون ملائماً لمستوى الشخصيات عقليا ًواجتماعياً وثقافيا ًوهذا خلافا ً لأسلوب القصة الذي يكون في مستوى واحد.
الصراع: " لا مسرحية بغير صراع"
هو عقدة المسرحية , وإذا كان الحوار هو الجانب المحسوس في المسرحية فإن الصراع هو الجانب المعنوي لها , فالصراع عنصر قائم في الحياة بين الخير والشر سواء أكان بين أشخاص حول مبدأ, أو فكرة ,أو نزعة , أو هدف ,أم بين الشخص ونفسه.
والمسرحية هي أكثر الفنون ارتباطاً بحياة الناس ,يظهر الصراع فيها في أكثر من مستوى, ويوشك كل شخص فيها أن تكون له مشكلة خاصة , ولكن إلى جانب ذلك هناك صراع عام أساسي ومحوري يؤدي إلى تأزم الموقف حتى يكون الحل نهاية لتلك العقدة ,أما القصة فأساسها مشكلة تحتاج إلى حل.

أنواع المسرحية

الملهاة

هذا التقسيم لم يعد قائما ًفي المسرح المعاصر ,فالحياة مزيج منهما ولذا نشأ ت"الدراما"

المأساة

ý المأساة: أو"التراجيديا"
وتنتهي بفاجعة ,ولكنها تؤكد قيمة إنسانية كبرى , وكانت في بدايتها مقصورة على حياة العظماء ,فأصبحت اليوم تتناول العامة , وتتميز بالجدية وحدة العواطف , وصعوبة الاختيار في المواقف ,وسلامة اللغة غالبا ً.
الملهاة: " الكوميديا"
وموضوعاتها واقعية من صميم الحياة اليومية ويغلب عليها الطابع المحلي, وعنصر الفكاهة أساسي فيها ,ونهايتها غالبا ًسعيدة . وتنقسم الملهاة إلى قسمين:

[IMG]file:///C:/DOCUME~1/FREEUS~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] ملهاة جادة:

ويغلب عليها الطابع النقدي والإضحاك فيها وسيلة لإبراز العيوب المجتمعية فهي هادفة وبناؤها محكم وأشخاصها لهم أدوار محددة

[IMG]file:///C:/DOCUME~1/FREEUS~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] ملهاة هزلية:
وهي غير هادفة ,ولا محكمة البناء , وموضوعها غالبا ً هزيل , والإضحاك هدفها الأساسي.

فروق بين القصة والمسرحية
القصة
المسرحية
1-تعرض فيها الحوادث عن طريق الحكاية أساسا ً.
2- أسلوبها في مستوى واحد لأنه أسلوب المؤلف.
3- الزمن فيها قد يطول بغير حدود.
4- المكان متعدد ليلائم الأحداث
1- تعرض فيها الحوادث عن طريق الحوار السريع المركز.
2- أسلوبها يختلف تبعا ًلاختلاف الشخصيات ودورها الذي تقوم به.
3- الزمن فيها محدد بوقت قصير.
4- المكان مقيد بخشبة المسرح.

المسرحية بين الكلاسيكيين والرومانسيين
اشترط الكلاسيكيون في المسرحية:
الخضوع لقانون الوحدات الثلاث: الزمان-المكان- العمل

أن تكون كلها شعراً

الغوص إلى أعماق النفس البشرية

وحدة النغم
 
لايكون في المأساة فرح ولا في الملهاة حزن

لا عنف على خشبة المسرح

وعليه استمدت موضوعاتهم من التاريخ اليوناني أو الروماني ,وهكذا فعل كلاسيكيون الوطنالعربيفقد ساروا على نهج الكلاسيكيين الغربيين بدون الالتفات إلى تاريخ بلادهم أو بالحياة المعاصرة.
وقد خرج أدباء الرومانسية على قوانين المسرح الإغريقي ومن قلدوه , فهذه القوانين تخالف طبيعة الحياة , واهتموا بالتصوير وإضفاء المسحة المحلية على أعمالهم.
وقد دمجوا في بعض أعمالهم المسرحية بين التصوير و التحليل في مسرحية واحدة .ثم جاء المسرح الحديث وثار على كل ذلك ,وتبلور هذا الرفض وظهر في صورة:
" مسرح اللامعقول"و"المسرح التجريدي" .
نشأة المسرح في الوطن العربي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفن المسرحي ليس له أصول في الأدب العربي ,وقد عرف في أول الأمر في لبنان على يدمارون نقاش وقد أسهم بتمثيله وإخراجه العديد من المسرحيات,في وضع اللبنة الأولى للفن المسرحي ,وقد عنيت مسرحياته بالفكاهة ,والغناء ,وبالموسيقى على حساب الحوار والعناصر المسرحية الأخرى . وكانت لغة هذه المسرحيات خليطا ًمن التركية والعربية العامية والفصحى الركيكة.
وما لبث أن سطع نجم آخر في سماء المسرح العربي وهوأحمد أبو خليل قبانيوخطا بالمسرح خطوة كبيرة