مستقبل نبنيه بالاحلام
, نايف محمد الوعيل . 2014
"ان المستقبل ملك لأولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم" .. هكذا ترى اليانور روزفلت المستقبل ، هكذا تصفه وتصنفه بعيدا عن خطط التنمية او تعقيدات السياسة او حتى بعيدا عن دفاتر الحسابات ، تراهن زوجة الرئيس الأمريكي على الأحلام لبناء المستقبل ، تراهن عليها لبناء جيل من الواقعين المستندين على أحلامهم وعلى إيمانهم بها .
هذه الاحلام التي تتحدث عنها روزفلت هي نفسها الأحلام التي نقتلها نحن "بنو العرب" بمجرد ان نستيقظ من نومنا ، هي الأحلام التي نصر على تسميتها بهذا المسمى لنجعلها حبيسة نومنا أو نحولها طواعية إلى شئ صعب المنال أقرب للمستحيل ، هي نفسها تلك الخطط أو المشاريع التي يحاول شبابنا إيصالها لنا ونصدهم بحجه انها "مجرد أحلام " او " تفكير أطفال " .
من الصعب او من المحال أن نحاول بناء مدن مستقبلية معتمدين فقط على معطيات الواقع ومتطلبات الحاضر ، علينا أن ننظر للمستقبل بأعين من سيكون فيه ، علينا ان نترك لشبابنا وأطفالنا أن يرسموا هم الخطوط العريضة لمستقبلهم فلندعهم يشيدون مدنهم الفاضلة معتمدين على أحلامهم الصغيرة التي ستكبر معهم ، وتأخذ في الكبر ، لم لا نكمل معهم هذه الرسمة محاولين تغذية هذه الأحلام بالمزيد من الدعم بعيدا عن الوصاية التي كنا نفرضها عليهم ، بعيدا عن كلمات نخنقهم بها فقد حان الوقت لنلغي من قاموس مجتمعنا كلمات ك" لسه صغير" ، " صغير ما يفهم " فصغار اليوم هم كبار الغد وصناعه .
جميل أن نستيقظ صباحا ونطلب من شبابنا مواصلة السعي لتحقيق أحلامهم حتى وان صورها لهم البعض بعيدة فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة والشجرة العملاقة كانت في يوم من الأيام مجرد بذرة حتى المشاريع العملاقة كانت فكرة وحبرا على ورق ، علينا ان نزرع فيهم الطموح والكفاح مبينين لهم ان الحرائق الكبرى تولد من شرارة صغيرة وعلينا ان نتحول نحن إلى هذه الشرارة التي توقد النار لتحرق الأفكار السوداء حلوهم وتنير لنا ولهم مستقبل البلاد .
محصلة الحديث ، علينا أن ننتمي أو نرتمي في أحلام صغارنا ونجعلها جزء لا يتجزأ من يومنا ، فاحلامهم كالاطفال تحتاج منا ومن من حولنا التشجيع وخصوصا في الخطوات الاولى ، تحتاج منا كل كلمات الدعم وتحتاج من محيطنا مزيدا من التصفيق والتصفير لتتسلح بهما أمام الخوف الطبيعي الذي قد يعتريهم للبدء أو حتى الإنتقال للخطوة القادمة .
يضع الشاعر البريطاني بايرون خيطا رفيعا بين التفاؤل والتشاؤم حين يوضح في إحدى مقولاته بأن الإنسان المتفائل يري ضوءا غير موجود بينما المتشائم والذي يصفه بالأحمق ويجرده حتى من الإنسانية يري ضوءا ولا…
لقارئ بعين المتعقل والمتابع الصادق للتاريخ سيجد بين دفات الكتب حقائق لا تقبل النقاش على ما يشهده العالم اليوم من إرهاب ودموية وجماعات احترفت القتل والتدمير والعدوانية لكل ما هو جميل وسلمي، لم يأت…
يخطئ من يعتقد أن الأحلام مرتبطة بنومنا فقط بل هي نتاج للواقع والعمل الدؤوب، هي تلك الأشياء الكبيرة التي نستيقظ صباحا لمواصلة السعي لتحقيقها مهما اختلفت مسمياتها ونسهر ليلا لكي نراهن على أنها ستكون…