تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

أ. د. محمد فجال

Professor

تخصص لغة ونحو

السنة الأولى المشتركة
السنة الأولى المشتركة
مدونة

حرف الضاد، والفرق بينه وبين الظاء - بقلم / أ. د. محمد بن محمود فجَّال

بسم الله الرحمن الرحيم
 
حرف الضاد، والفرق بينه وبين الظاء
(مقالة تعالج الخطأ في نطق حرف الضاد)

 
بقلم / أ. د. محمد بن محمود فجَّال
 
تميُّز اللغة العربية بحرف الضاد:
حرف الضاد من الحروف التي تميَّزت به لغتنا العربية ، فهو غير موجود في اللغات الأخرى ، ولا يمكن إيجاد صوت مشابه له في أي لغة غير العربية .
وقد تفاضل العرب في استطاعتهم النطق بهذا الحرف على الوجه الصحيح ، فكان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-  ينطقه على أصح وجه ، وقد شاع حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : «أنا أفصح مَنْ نَطَقَ بالضاد» أي : أنا أفصح العرب الذين ينطقون بالضاد ، ولا يوجد في لغة غيرهم . وهذا الحديث معناه صحيح كما قرر العلماء ، إلا أنه لا أصل له. (انظر « تخريج أحاديث الرضي في شرح الكافية » تحقيق وشرح أ. د. محمود فجال : 125)
وبعض الناس ينطقه ظاءً ، ومنهم مَنْ ينطقه دالاً ، وغير ذلك .
وقد بيَّن العلماء كراهة الصلاة خلف من يبدل الضاد ظاءً في فاتحة الكتاب. (انظر «الكافي في فقه ابن حنبل»  لابن قدامة 1: 188، و«مواهب الجليل» لأبي عبد الله المغربي 2 : 103)
 
صفات الحرفين ومخرجهما في النطق:
ومعرفة صفات حرف الضاد ومخرجه خطوة في طريق حُسن نطقه ، إضافة إلى التدرُّب .
أما صفاته ، فهو حرف فيه استطالة ورخاوة واستعلاء وإطباق .
وأما مخرجه فإنه يخرج حرف الضاد من حافتي اللسان ( اليمنى واليسرى ) مع ما يقابله من الأضراس ولثة الأضراس العليا ، ويكون طرف اللسان ( أي : رأسه ) ملتصق بأصول الثنايا العليا (أي: غير ملتصقين بالثنايا إنما بأصولهما ، أي : يلصق طرف اللسان بالمنطقة المتعرجة في الحنك الأعلى).
وهذا الالتصاق يسبب تقدم اللسان إلى الأمام قليلًا ثم رجوعه إلى الخلف. ويسمى ذلك الاستطالة.
وهذه الاستطالة تؤدي إلى صفة أخرى وهي دفع الصوت إلى داخل الفم . ويسمى ذلك رخاوة .
ولا يجوز فك هذا الالتصاق ( أي : التصاق طرف اللسان بأصول الثنايا العليا ).
ويكون أقصى اللسان ملتصق بالحنك الأعلى ، وهذه صفة الاستعلاء .
 
سبب الخلط بين الحرفين:
للهجات المحليَّة دور كبير في اختلاف نطق بعض الحروف عمَّا هي عليه في الفصحى، فمن العرب من ينطق القاف همزةً، ومنهم من ينطق الجيم ياءً، ومنهم من ينطق الكاف سينًا، ومنهم من ينطق الغين قافًا والعكس، ومنهم من ينطق الضاد ظاءً.
 
التدرب على النطق الصحيح بحسب الفصحى:
إذا اعتنى المتحدث بثلاثة أمور تخلّص من مشكلة الخلط بين الحرفين، وهي:
الأول: التدرب على نطق حرف الضاد، فلا يعضُّ ناطقه على طرف اللسان. أما حرف الظاء، فالناطق به يعضُّ على طرف اللسان، مثل النطق بالثاء، تأمل ذلك (جاحظ ثابت)، فالظاء والثاء مثل بعضهما.
الثاني: حفظ الكلمات التي تشتمل على حرف الظاء، فهي ليست كثيرة، وتكرارها مع تقليب تصاريفها واشتقاقاتها، وما عداها سيكون ضادًا.
الثالث: ترديد الآيات القرآنية التي تشتمل على الحرفين لضبط الألفاظ والمعاني.
 
 
 
وهذه كلمات تشتمل على حرف الضاد :
أَرْضٌ. اعتراضٌ. أبيضُ. إغماضٌ. بَيْضٌ. حَمْضٌ. تحريض. حَوْضٌ. خَوْض. رضوض. رَكْض. روضة. ضَاد. ضَبْطٌ. ضَرْبٌ. ضفدع. ضباب. ضوضاء. عُروض. عَرِيض. عَضَّ. بعض. غرض. غضَّ. فاض. فرض. فريضة. فضفاض. تفوض. قبض. مرض. ضجيج. نقض. ناض. نَهَضَ. نَهْضَة.
 
وهذه كلمات تشتمل على حرف الظاء :
باهظ. تقريظ. جاحظ. حظ. حنظل. حافظ. حفيظ. حَظْرٌ. جظ (الضخم). شَظِيَّة. شَظَفٌ. شُوَاظّ. ظَرْف. ظُفْر. ظَفَرٌ. ظِئْر (مرضعة غير ابنها). ظَهْرٌ. ظالم. ظباء. ظبي. ظَليم. عَظْم. عظيم. عكاظ. غليظ. غَيْظ. فَظٌّ. كَظْم. لَحْظ. لَفْظٌ. نظيم. نظافة. نظارة. ظنٌّ. ظِل. ظلال. ظمأ. ظلماء. مظلم. محافظة. محفوظ. محفظة. مظلة. وَاظَبَ. وظيفة. وَعْظٌ. يَقَظَة.
الآيات القرآنية:
﴿وَلَا الضَّالِّينَ ﴾  (الفاتحة 7).
﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ (البقرة 26)
﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا﴾ (البقرة 73)
﴿ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ ﴾ (النساء 44)
﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ (النساء ١١٦)
﴿تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾ (المائدة 83)
﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ﴾ (الأحقاف 8)
﴿يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ . ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ . يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ﴾ (الحج 11-13)
﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ (الحج 27)
﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ﴾ (الزخرف 76)
﴿وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ﴾ (الفتح 12)
﴿مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ (الفتح 24)
﴿فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ (الفتح 29)
﴿مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾ (الحج 15)
﴿فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ . فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ﴾ (الصافات 87-88)
﴿وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا﴾ (نوح ٢٤)
﴿وَلِلَّـهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾  (الرعد ١٥)
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ (القيامة 22-23).
﴿فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا﴾ (المؤمنون 14)
﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا  وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾ (النور 31)
﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ (النساء 34)
﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾ (الأنبياء 32)
﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الأنبياء ٨٧)
والله أعلم .