(إنما) في السياق التركيب والدلالة
الميمان, أ.د.مها . 2004
لم يلتفت أكثر النحويين إلى دلالات ( إنما ) مكتفين بالإشارة إلى إبطال(ما) عمل ( إن ) , و الدلالة الأساس لـ( إنما ) هي الحصر , الذي هو إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه , لكنها تدل أيضًا على مجرد التأكيد , وهناك من يرى عدم دلالتها على الحصر , وهي عند هؤلاء دالة على مجرد التأكيد أو الإثبات الذي تدل عليه ( إن ) .
ومنشأ فكرة نفي الحكم عما سوى المذكور بعد ( إنما ) كان عند سيبويه , لكنها اتضحت عند الفراء , ثم طبّقها الزجاج في تفسيره , وعمّقها أبو علي الفارسي , ثم انتشرت عند لاحقيه , أما دلالة ( إنما ) على نفي الحكم عما سوى المذكور بعدها تأتي من تأكيد ذلك الحكم و إثباته لما بعدها , حيث ينحصر المعنى فيه دون غيره , كما تأتي من ظلال معنى النفي الذي تلقيه (ما) الزائدة في ( إنما ) التي أصل معناها النفي , ومن تضافر تركيب ( إنما ) مع ما يسبقه أو يتلوه من تراكيب النفي وشبهه , ولم يُعن النحويون ولا غيرهم بدراسة تركيب الجملة التي تقع فيها (إنما ) , ولا السياق الذي يتضمنها , والذي يعيـن علـى تحـديد دلالـة ( إنما ) علـى الحصـر بالنفـي و ( إلا ) , أو بأحد حرفي العطف ( بل ) و ( لكن ) , أو مجرد التأكيد – هو نواح تركيبية سياقية قامت بتحديدها هذه الدراسة مستنبطة إياها من مواضع استعمال ( إنما ) في القرآن الكريم وصحيح البخاري , وهناك دلالة خاصة بالحصر بالجملة الاسمية بعد ( إنما ) , وهي المحصورة فيه أو المقصور عليه الأنموذج , الذي يمكن أن يوصف بأنه الكامل .
توضح هذه الدراسة الحاجة الماسة إلى توثيق ارتباط الدرس الصرفي بالمعجم , وتصحح ما جاء لدى الصرفيين من جوانب إحصائية في بعض المسائل , مثل : عدد أفعال المثال من باب فعِل يفعِل , والناقص من…