الزجاج الإسلامي في موقع الربذة -دراسة اثريه فنية-

فرضية

2014

ملخص الدراسة
تتناول هذه الرسالة دراسة المادة الزجاجية المكتشفة في (الربذة) والتي تعد أحد أهم المواقع الإسلامية في الجزيرة العربية؛ حيث ارتبطت تاريخياً بعصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وعصر الخلفاء الراشدين، والعصر الأموي إلى منتصف العصر العباسي، إضافة إلى كونها إحدى أهم المحطات على طريق الحج الكوفي. وقد مهدت الدراسات الأولية عن موقع الربذة للبدء في أعمال البحث والتنقيب والكشف عن آثار هذه المدينة وحضارتها، وقد جاءت نتائج العمل الأثري الذي استمر قرابة ثلاثة عقود، واعدة جداً، إذ كشفت عن معلومات مهمة ذات صلة وثيقة بمكونات الموقع. كما كشفت نتائج هذا العمل الأثري عن مواد أثرية متنوعة في مجالات الفنون الإسلامية ذات قيمة فكرية وفنية عالية، من أبرزها الأواني الزجاجية التي تناولتها هذه الدراسة بالوصف والتحليل والمقارنة والاستنتاج.
ولقد هدفت الرسالة إلى التوصل إلى عدة مقاصد منها: التعرف إلى أنواع المصنوعات الزجاجية المكتشفة في موقع الربذة بناء على أسلوب التحليل والتصنيف الذي تجريه الدراسة، والتعرف إلى طرق صناعتها والأدوات المستخدمة في مراحل الصناعة، وتحليل أساليبها الفنية، ومقارنتها مع ما هو مكتشف من أوان زجاجية في الجزيرة العربية وخارجها، إلى جانب التعرف إلى دلالاتها الحضارية والمعاني الفنية الكامنة من حيث التصاميم والألوان.
وتتنوع المصنوعات الزجاجية المكتشفة ما بين قوارير بأشكال وأحجام مختلفة، وكسر، وخرز، وأقداح، ومحاجم زجاجية تستخدم ضمن الأدوات الطبية، وأدوات الطعام ونحوها. ولاشك أن تنوع أشكال هذه الصناعات الزجاجية وتعدد استخداماتها، يعزز أهمية موقع الربذة بوصفه مركزاً حضارياً وتجارياً يقع على أحد أهم طرق التجارة والحج في الجزيرة العربية.
تكونت عينة الدراسة من (تسع وسبعين) قطعةً زجاجيةً ضمن المجموعة الفنية التي يضمها متحف كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، وهي موزعة كالآتي: ثلاث وثلاثون قارورة، ثلاث وعشرون كِسْرَة، ثلاث عشرة خرزة، قدحان، محجمة، وسبع كسر صغيرة استخدمت في التحليل المخبري، إضافة إلى كتلة من خبث الزجاج أخذت من مكان يعتقد أنه فرن خاص بصهر الزجاج، تم الكشف عنه في الموقع 109.
اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة ثلاثة مناهج: الوصفي والتحليلي والمقارن، حيث طبقت المنهج الوصفي في عرض عينة الدراسة ودراستها من حيث الشكل والمضمون، وطبقت المنهج التحليلي في تحليل العناصر الفنية وتحليل الزخارف وتصنيفها، إلى جانب التعرف إلى طبيعة استخداماتها، أما المنهج المقارن فقد استخدمته من خلال مقارنة معثورات الدراسة مع بعض القطع الزجاجية من الموقع نفسه ومن داخل الجزيرة العربية وخارجها، وكذلك مع بعض مجالات الفنون الأخرى.
وقد أظهرت النتائج أن المصنوعات الزجاجية بالربذة اشتملت على الأواني الخاصة بحفظ السوائل، سواء المرتبطة منها بالأطعمة، أم العطرية، أم الطبية، وكذلك أواني حفظ الطعام وتقديمه، إلى جانب الأدوات الطبية وأدوات الزينة. كما أظهرت أن زجاج الربذة صنع بالأساليب المزاولة المعروفة في صناعة الزجاج، أبرزها طريقة النفخ بأنواعه والصب في قالب ثم القطع.
وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات منها: ضرورة القيام بدراسات متخصصة عن الزجاج الإسلامي في المواقع الإسلامية والقديمة في شبه الجزيرة العربية؛ للتعرف إلى التواصل الحضاري والفني بين المجتمعات.

• نوع عمل المنشور: دكتوراة