تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

حسن بن جابر المدري الفيفي Hasan J. Alfaify

Assistant Professor

أستاذ الأدب والنقد المساعد، رئيس وحدة التطوير بكلية الآداب Assistant Professor of Classical Arabic Literature

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
1ب 48
مدونة

الصور البيانية وأغراضها البلاغية (مهارات_القراءة)، والبلاغة، وغيرهما

بسم الله الرحمن الرحيم 

في الرابط أدناه، بحث في حوالي 40 صفحة، بعنوان: 
الظواهر البلاغية في سورة المُلك. دارسة تفسيرية تحليلية.

وهو مهم للمتخصصين في اللغة العربية للتدرب على معرفة جزء من الفنون البلاغية في الكلام عمومًا، وفي القرآن الكريم خصوصا. 
(وأنصح كل من أراد تدريب نفسه من غير الطلاب بعمل هذه الخطوات وعرضها على مختص لتقويمه)
---------------------------------------- 
 وسنركز مع طلاب مهارة القراءة (1)، على:

المبحث الثالث، موضوع: الصور البيانية وأغراضها البلاغية.

وهو موضوع يقع في تسع صفحات؛ (من 209- 217) ويحوي دراسة تطبيقية لبعض مظاهر فنَّيْ البيان والبديع، في سورة المُلك.

ويشمل أمثلة على:
1- براعة الاستهلال
2- التشبيه بأنواعه
3- الاستعارة بأنواعها 
4- المجاز 
5- الكناية
6- الإيجاز
7- البديع بأنواعه.

وقد جعلنا هذا واجبا منزليا، وبيّنّا أن المطلوب هو: 

1- قراءة هذا المبحث قراءة جيدة.
2- كتابة مثال واحد على الأقل لكل عنصر من العناصر السبعة أعلاه مع شرحه (انظرالمثال رقم [1] أدناه)
3- أن يُكتَب الواجب بخط اليد، ويكون مقروءا بشكل واضح.
4- تسليم الواجب في الوقت المتفق عليه.

أود التنبيه على أن الكاتب غلط في (ص209) في قوله عن الأسلوب في قوله تعالى(ولقد زينّا السماء الدنيا بمصابيح ...): إنه تشبيه بليغ. والصواب أنها استعارةتصريحية.
——————

ملاحظة للفائدة. 

التشبيه له أربعة أركان: المشبه. والمشبه به. وأداة التشبيه.  وجه الشبه. وهذه الأربعةمنها ركنان أساسيان وركنان مكمّلان. فالأساسيان هما المشبَّه والمشبَّه به، والآخران هماالمكمّلان.

مثال: أحمد كالأسد في قوّته. فالمشبَّه هو (أحمد). والمشبَّه به هو (الأسد). وأداة التشبيههي الكاف (ك). ووجه الشبه هو (قوّته). أي أن أحمد يشبه الأسد في القوة والبطش.

ومن النادر أن يُذكر وجه الشبه بشكل صريح؛ إذ يفهم عادة من المشبَّه به ومن السياق. ومن التشبيهات في القرآن الكريم قوله تعالى:

وَحُورٌ عِينٌ {22} كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ {23} (الرحمن)

فالمشبَّه هو الحور العين. والمشبَّه به هو اللؤلؤ المكنون. وأداة التشبيه هي الكاف وأمثال،ووجه الشبه لم يُذكر ولكنه مفهوم من السياق وهو الصفاء، والنقاء، والحِفظ، والقيمةالعظيمة.

وقد يجد الدارس عبارة (التشبيه البليغ) فلا يعرف ما الفرق بينها وبين التشبيه الذيأشرنا إليه أعلاه. وللتوضيح نقول: إن التشبيه البليغ ما حُذِف فيه كلٌّ من أداة التشبيهووجه الشبه. فإذا وجدنا المشبَّه والمشبَّه به، وفقدنا أداة التشبيه ووجه الشبه فهذا تشبيهبليغ.

ومن أمثلته قوله تعالى عن الكفار في جهنم: (فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (الواقعة 55). فُقد شبه شربهم بشرب الإبل الهائمة في الحرّ الشديد. فكأنه قال: فشاربون كشرب الهيم. فحُذفت الأداة وهي الكاف، وحُذِف وجه الشبه وهو  شدة العطش، وبقي المشبه والمشبَّه به.

ومثله قوله تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ (البقرة 187). وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ أَخِيهِ).

أما إذا حُذِفَ أحد الركنين الأساسيين وهما: المشبَّه أو المشبَّه به، فيُسمّى استعارة.

إذن، الاستعارة هي تشبيه، ولكن أحد طرفيه محذوف، فإذا حُذِفَ (المشبَّه) فهي استعارةتصريحية، وإذا حُذِفَ (المشبَّه به) فهي استعارة مَكْنيَّة. وسمّيَت الأولى تصريحية لأنالمتكلم صرَّح بالمشبه به؛ أي أعلنه لنا. وسميت الثانية بالمَكْنيَّة لأنه لم يُصرِّح بالمشبه به،بل أعطانا علامة نستدل بها عليه، أي كنَّى عنه بعلامة تدل عليه دون أن يذكره صريحًا. فمثلا في قوله تعالى: {والصُّبحِ إذا تنفَّسَ} [التكوير، 18]، هنا استعارة مكنية، حيثشبَّه الله تعالى الصبح بالكائن الحي الذي يتنفّس، فذكَرَ المشبَّه وهو (الصبح) وحذفالمشبَّه به وهو الكائن الحي، وكنَّى عنه بشيء من صفاته، وهو التنفُّس.

فكأن الجملة في الأصل (والصبح عندما يظهر .. كالكائن الحي عندما يتنفس). فحُذِف المشبَّه به (الكائن الحي) من الكلام وبقيت صفته الدالة عليه (تنَفَّس)، لأن الصُّبْح  في الواقع لا يملك خاصية الشهيق والزفير، لذلك لا تصلح له كلمة (تنَفَّس).

وتسميتهم لهذا الاستعمال ب (الاستعارة) يعنون به أنهم أخذوا لفظًا من مكان ووضعوه في مكان آخر مؤقتا لسبب معين وسيعيدونه إلى مكانه. فلفظ (تنفس) هو صفة للكائن الحي في الأصل، ولكننا استعرنا منه هذه الصفة لنعطيها لـ (الصُّبْح) مؤقتًا ثم تعود لصاحبها وهو (الكائن الحي) بعد هذا الاستعمال.

——————

[1] مثال: 

ينبغي للدارس أن يبين، في بحثه أو إجابته، الأسلوبَ البلاغيَّ للمثال الذي يورده. وهذا مثال تطبيقي على آية التكوير المذكورة أعلاه لكيفية الإجابة الكاملة والمختصرة.

{والصُّبحِ إذا تنفَّسَ} [التكوير، 18]، هنا استعارةٌ مكنية، حيث شبَّه الله تعالى الصبحَ بالإنسان، فحذف المشبه به وهو الإنسان، وكنَّى عنه بشيء من صفاته، وهو التنفُّس.

—————

 

https://journals.iugaza.edu.ps/index.php/IUGJIS/article/download/1219/1…