المقال الجدلي / الفلسفي. (مهارات_الكتابة)

 المقال الجدلي An argumentative essay

هناك ملف PDF مرفق أدناه يوضح الفقرات بالألوان

مقدمة عن المقال الجدلي

المقال الجدلي مهارة من مهارات الكتابة المهمة التي تعدُّ الطالب لمعترك الحياة، وتجعل لديه رأيا في أمور كثيرة، وتدربه على تأكيد هذا الرأي والتدليل عليه من جانب، وكذلك تدربه على تفنيد الآراء المعارضة من جانب آخر. وهذا مهم لكل إنسان، ليس في الكتابة فحسب، بل في تعامله مع الآراء عموما، وفي مناقشاته الكلامية؛ إذ تدرّبه هذه الآلية على عدم التسليم بكل ما يسمع أو يقرأ. وتجعله فاعلا في المجتمع ولديه آراؤه الخاصة المبنية على وعي وإدراك.

وغالبًا يتكون المقال الجدلي (في أقصر حالاته) من خمس فقرات: مقدمة وخاتمة وثلاث فقرات بينهما:
• المقدمة يبيّن فيها موضوع القضية الخلافية، مع إشارة قصيرة للآراء المؤيدة، والآراء المعارضة، دون تفاصيل. 
１. الفقرة الأولى وفيها عرض للرأي المؤيد مع ذكر أدلته وبراهينه. 
２. الفقرة الثانية يعرض فيها الرأي المعارض مع ذكر أدلته وبراهينه. 
３. الفقرة الثالثة يختار الطالب أحد الرأيين، أو يكتب رأيا غيرهما، عارضا الأسباب التي دعته إلى تبني الرأي الذي اختاره، أو الدوافع التي دفعته لإنشاء رأيه الجديد، كما ينبغي تفنيد الرأي الذي تركه (إن كان اختار أحدهما)، وتفنيد الرأيين الذين تركهما (إن كان أنشأ رأيا مستقلا). 
• الخاتمة يلخص فيها الكاتب ما سبق وما توصل إليه.

تنبيه: لا تكتب كلمتي ( مقدمة) و (خاتمة) ولكن اجعل الفقرة الأولى تقديما لموضوعك، والأخيرة ختاما له.
------------------------------------------------

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, كيف تبدأ كتابة مقالة جدلية؟,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ابدأ بوضع قائمة أفكار لكل فريق (المؤيد والمعارض)، وإذا كان بحثا أو عملا منزليا، فاقرأ عنه في الشبكة وفي المراجع المختلفة التي تناولت الموضوع حتى تكوّن تصوّرا عن أبرز حجج كل فريق، ثم اكتب أبرزها في مسوّرة وانطلق في مقالتك أو بحثك منها. ومن الجيد أن تشتمل مقالتك على إحصاءات وأرقام ودراسات تثبت رأيك ورأي كل فريق. أما في البحث فأنت مُلزم بإثبات المراجع التي اعتمدت عليك وإلا عُدِدتَ سارقاَ!
وإذا كان المقال مطلوبا منك في قاعة الاختبار، فيُفتَرَض أن أستاذك قد دَرَّبَك عليها من قبل، ويُفتَرَض كذلك أن تكون قد تدربت على طيفية كتابة المقالة الجدلية قبلا. في القاعة، افترض أنت السلبيات واجعلها للمعارضين، وافترض الإيجابيات واجعلها للمؤيدين. 
كما ينبغي التركيز على الآراء لا الأشخاص، وتجنُّب عبارات الاستفزاز والاستخفاف من قبيل (هذا رأي سخيف)، أو (لا يقول هذا إلا جاهل) وما شابه ذلك.

وتذكّر عند كتابتك المقالة الجدلية شيئين مهمين: 
الأول: أن الحقائق ليست مهمة في مقالتك، بل المهم مهارتك الكتابية، بمعنى إذا تذكرتَ دراسة تثبت فكرة في مقالك، ولكنك نسيت في أي مجلة نُشرت، وفي أي دولة، ومتى تاريخها بالضبط... فلا يهم ذلك، اكتب أن إحدى الدراسات ذكرت كذا وكذا، ومثل ذلك الأرقام والنسب، فلو قالت الدراسة: إن ٦٠٪ رفضوا كذا وكذا، وكتبتَها أنت ٧٠٪ فلا يهم، فإن الأستاذ لن يراجع صحة المعلومات، بل سينظر إلى أسلوبك في الكتابة، وقدرتك على الإقناع وإدارة الجدل، وعلى التوفيق بين الآراء أو الاستقلال برأي مقنع.

الثاني: أنك تفعل كل هذا لتتعلم شيئا جديدا، وتكتسب مهارة يفتقدها غيرك، وأنك لم تبذل كل هذا الجهد لتكتبه للأستاذ فيعطيك الدرجة التي تريد وحسب، ثم تعود فتكتب بأخطاء الآخرين وفوضويتهم بعد الانتهاء من الدراسة!

------------------------------------------------

كيف تجمع الأفكار في مسوّدة قبل كتابة مقالك؟ خذ هذه الموضوعات الثلاثة بوصفها نماذج وحسب

１- الابتعاث إلى الخارج
أبرز حجج المؤيدين: الدراسة ذات جودة عالية، التعلم اللغة بطريقة أفضل، حافز قوي للجد والاجتهاد، فرص وظيفية أفضل، التعرف على ثقافة جديدة، خبرات وأساليب جديدة، الاستقلالية والتعود على تحمل المسؤولية، التعود على الانضباط المالي والأسري والاجتماعي... إلخ

أبرز حجج المعارضين: الغربة عن الأهل والمحيط الاجتماعي، عدم القدرة على التكيف مع البيئة الجديدة، احتمال فقد الدين أو ضعفه بسبب الأفكار المتناقضة، فقد بيئة المناسبات الدينية والاجتماعية كالأعياد ورمضان واليوم الوطني، الانحراف السلوكي بسبب المغريات، التعثر الدراسي بسبب اللغة والظروف المختلفة، التعثر المالي خصوصا لمن لديه عائلة، تنشئة الأطفال في بيئة مختلفة دينيا واجتماعيا مما يؤثر على سلوكهم لاحقا... إلخ

--------------------------------------------------------

２- عمل المرأة‎
أبرز حجج المعارضين: ضعيفة قد تُظلم. عاطفية قد تُبتز، تسكت خوف الفضيحة. العمل يشغلهاعن وظيفتها الطبيعية (الأسرة)، تتمرد على أهلها، قد تسافر وتجوب الآفاق بمفردها بسبب استقالها المالي، تحتقر الرجل لأنها لم تعد تعتمد عليه. قد تضطر للتجمّل والمبالغة في الزينة بسبب حب المرأة الفطري للجمال. البطالة بين الرجال كثيرة، وفتحُ المجال لعمل المرأة سيقلص فرص عمل الرجال ويرفع البطالة بينهم. لن تسلم المرأة من العمل في بيئة مختلطة وهنا يقع المحذور الشرعي. عمل المرأة يتسبب في مشاكل أسرية متعددة: مالية واجتماعية وأخلاقية، وكثيرا ما تحدث حالات الطلاق بسبب هذه الإشكالات.

أبرز حجج المؤيدين: الجنسان متساويان في الحقوق والواجبات عند الله عند الدولة. هناك نساء لا عائل لهنّ ومنعُ العمل يهدر حقوقهن، إذا منعنا نصف المجتمع من العمل فقد نضطر لتوظيف الأجانب حتى في مستلزمات النساء وتعليم قيادة السيارة للنساء. حصر ملايين المتعلمات في مهنتي التعليم والطب ونحوهما. المرأة كانت تعمل منذ الأزل ولا تتعرض للأذى إلا إن أغرت الآخرين بإيذائها. المرأة مخلوق عاقل ومسؤول عن تصرفاتها ولن تتعرض للابتزاز إلا إذا أهملت وخضعت بالقول، وهنا فهي المسؤولة. ينبغي تأديب المعتدي لا منع الشخص من ممارسة حقوقه بسبب همجية طرف آخر. 
--------------------------------------------------------

３- الوجبات السريعة
أبرز حجج المؤيدين:مناسب للحياة العصرية، يساعد توفير الوقت، تخفف عن الموظفة أعباء البيت، أماكن للقاء الأصحاب.

أبرز حجج المعارضين: ضار صحيا: غير نظيفة، دهونها تزيد الوزن وترفع الضغط وتضعف القلب. ومؤثر اجتماعيا: يخل بالترابط الاجتماعي، ويضعف العلاقات بين أفراد الأسرة.

--------------------------------------------------------

* كيف تسبك هذه العناصر في مقالتك؟ انظر إلى هذا النموذج

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, نموذج للمقال الجدلي ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,, الوجبات السريعة بين التأييد والمعارضة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انتشرت في الآونة الأخيرة المطاعم التي تُعِد الوجبات السريعة للرواد، وأصبحت تلك الوجبات السريعة نمطًا من أنماط الحياة العصرية، التي يسير كل شيء فيها بسرعة: العمل بسرعة، والمذاكرة بسرعة، والانتقال من مكان إلى آخر بسرعة... فلماذا لا يكون تناول الطعام سريعا هو الآخر؟ ومن هنا وقف المجتمع أمام تلك الظاهرة ما بين مؤيد ومعارض.

أغلب المؤيدين لتلك الوجبات هم من الشباب أو ممن يقضون فترات طويلة خارج المنزل، وهؤلاء يرون أن تلك الوجبات تساير نمط الحياة الذي نعيشه، وأنها توفر عليهم الوقت، وتساعد المرأة العاملة بشكل واضح في التوفيق بين عملها وواجباتها نحو أسرتها، كما أنَّ كثيرا من الشباب يرون في تلك المطاعم أماكن مناسبة للقاء أصدقائهم، والتحدث معهم أثناء تناول الطعام.

أما المعارضون فينطلقون في تلك المعارضة من منطلقين؛ الأول: صحي، والثاني: اجتماعي، فأما من الجانب الصحي فهم يرون أن تلك الوجبات - على افتراض نظافتها - مشبعة بنسب عالية من الدهون التي تسبب زيادة الوزن، وتسبب كذلك كثيرا من أمراض الضغط والقلب، وبذلك فهي تشكل ضررا بالغا على صحة الإنسان. أما السبب الآخر الذي لمعارضتهم فهو ما تسببه تلك الوجبات من خلل بنظام الأسرة الشرقية التي تعودت أن يجتمع أفرادها على مائدة الطعام في كل وجبة، وهم أثناء تناول الطعام يتبادلون الأحاديث والحوارات، وتكون تلك المائدة شاهدا على كثير من القرارات المهمة في تاريخ تلك الأسرة، ومع الوجبات السريعة تفقد الأسرة رافدا مهما من روافد الترابط بين أفرادها.

الواقع أني تناولت تلك الأطعمة السريعة مرات عديدة، ولكن بعيدا عن المستوى الشخصي، فإني أؤيد المعارضين؛ إذ إن كثيرا من أصدقائي تعرضوا لمتاعب صحية بسببها. أتذكر صديقا لي تناول طعاما في أحد المطاعم المشهورة، ثم أحس بمتاعب في الجهاز الهضمي، وفي المستشفى كان إجراءُ الجراحة أحدَ الاحتمالات المطروحة، ولكن الله سلم ولم يصل الأمر إلى الجراحة. وواظب صديقي على العلاج ولا يزال يفعل، ومنذ ذلك اليوم وهو بعيد عن الأطعمة السريعة، لقد كانت تجربة قاسية لم تؤثر في صديقي وحده وإنما أثرت في كل مَن حوله، وولَّدت لديهم قناعة بخطورة الأطعمة السريعة على صحة الإنسان. أما مَن يرون أن تلك الأطعمة توفر الوقت وأنهم يقضون فترات طويلة خارج المنزل، فلقد رأيت أصدقاء لي يحملون داخل حقائبهم أطعمتهم وقد أعدت في المنزل، وهم بذلك يجنبون أنفسهم تلك المتاعب المحتملة من الأطعمة السريعة. كما أنه ليس كل ما وافق النمط العصري كان صوابا، فبعضه صواب وبعضه خطأ، والإنسان العاقل لا ينساق وراء رغباته وشهواته، وإنما يفكر في عاقبة الأمور، ويرى لنفسه ما يصلحها، ويبتعد عما يجلب لها المتاعب والمشكلات.

ونخلص مما سبق إلى أن هناك رأيين متضادين تجاه ثقافة الوجبات السريعة، أحدهما يؤيدها تماشيا مع عصر السرعة، والآخر يعارضها لآثارها السلبية صحيا واجتماعيا. وقد بدا لي أن المعارضين هم أكثر منطقية وأقرب إلى تحقيق المصالح المرجوة، وأن عصر السرعة ليس مسوّغا لتدمير الصحة والمجتمع.

------------------------------------------------------

,,,,,,,,,دائما فكر في المقال الجدلي الذي تقرأه وفق النقاط الآتية,,,,,,,,,,,,

** كم فقرة في الموضوع؟

** ما موضوع كل فقرة؟

** كيف برهن الكاتب على الرأي الذي اختاره؟

** كيف فنَّد الكاتب الرأي المخالف؟

* درب نفسك في واحد من الموضوعات الآتية أو غيرها، واعرض عملك على أستاذك أو شخص تختاره ليصوّب تجربتك

اكتب في موضوع واحد من الموضوعات الآتية (مؤيدا / معارضا) مقالا جدليا (من 300 كلمة).

1. إنشاء دور المسنين في الوطن العربي بين التأييد والمعارضة.

2. استقلال الشاب العربي بحياته في مسكن خاص إذا تجاوز الثامنة عشرة.

3. حياة القرى أكثر هدوءا وأجمل من حياة المدن.

4. لا يوجد في الواقع الذي نعيشه صداقة حقيقية، ربما زمالة، قرابة، أما صداقة فلا.

5. عند التخطيط للوقت من المهم البدء بالأمور المحببة بصرف النظر عن أهميتها.

6. الإنسان هو العدو الأول للبيئة، هو من يستهلك مواردها بلا حساب.

7. كرة القدم هواية جميلة تقرب بين الشعوب، يرى البعض أنها غير مهمة وأنها مجرد لعبة.
على الإنسان أن يحافظ على عاداته وتقاليده، وألا يختلط بالشعوب الأخرى، حتى لا يتأثر بها.