قطعة مشكولة ومعربة (مهارات_القراءة، والكتابة، والنحو)
يعاني كثير من الطلاب على اختلاف مستوياتهم من ضعف عام في جانب التطبيق النحوي، رغم جودة بعضهم في الجانب النظرين وذالك يعود بشكل أساس إلى عدم ممارستهم للجانب العملي اللغوي، فلا يسمعون لغة فصيحة، ولا يُلزمون باستخدام الفصحى في مراكز التعليم، بما في ذلك دروس اللغة العربية!
فأنا ومعظم القرّاء دُرِّسنا اللغة الفصحي بالعامية في المدارس والجامعات، وهذا من أعجب العجائب، ولكنه أصبح مألوفا لشيوعه!
يقع اللوم غالبا على الطلاب، وهم من يدفع ثمن هذا التخاذل من درجاتهم ومعدلاتهم وثقتهم ثم من مستقبلهم الذي ينبني على معدلاتهم التي تكون نتيجة طبيعية لضعفهم الذي أعتقدُ أنه لا دور لهم فيه إلا كدور المريض الذي تتدهور صحته بسبب عدم أهلية الطبيب المعالج أو عدم شعوره هو ومؤسسته بمسؤولياتهم! كيف لا أعتقد براءة الطلاب (إلا من قليل جدا من المسؤولية) وهم لا يسمعون لغة فصيحة ولا يتكلمونها ولا يكتبون بها ونادرا ما يقرأون بها من تلقاء أنفسهم؟!
الطلاب وناشئتنا عموما لا يسمعون اللغة الفصيحة حتى من أساتذتهم (معظم الأساتذة) في المدارس والجامعات، بما في ذلك مدرسي اللغة العربية، فضلا عن غيرهم.
كيف يتوقع منهم أن يحفظوا مئات القوانين النحوية في أذهانهم على مدى سنوات دون أن يطبقوها، ولو ما مجموعه أسبوع كامل، في حياتهم؟!
وكيف يتوقع منهم أن يحترموا لغة يرون في كل مكان أنه لا يحترمها حتى من أسند إليه أمانة القيام على حفظها وصيانتها؟!
وكيف نأمل منهم أن يؤمنوا أنها يمكن أن تكون لغة حية تستخدم للتعبير عن كل شؤون الإنسان اليومية وهم يرون أساتذتهم وكبار المسؤولين عن التربية لا يستخدمونها لشأن من شؤون حياتهم إلا فيما ندر ومن قبل من ندر؟!
الطلاب - وحتى الكبار - يحتاجون أمثلة حية مسموعة ومرئية. يحتاجون ممارسة تطبيقية يقرأونها أولا، ثم يطبقونها تاليا. يحتاجون أن يقعوا في مئات الأخطاء قبل أن يحاسبوا على مدى تحصيلهم مما تعلموه.
لذا فأنا أحرص في تعليمي على الجانب التطبيقي أكثر من حرصي على الجانب النظري، الذي سيستفاد ضمنا من التطبيق. وأنا من المؤمنين بأن الجانب النظري لأي شيء، وخصوصا العلوم اللغوية، ينبغي ألا يتجاوز ٢٠-٣٠٪ من المادة المدروسة، وإلا فالفشل مصيره عاجلا أو آجلا.
من هذا المنطلق، رأيت أن أعمد إلى قطعة وجدتها في موقع آخر (نسيته لطول العهد) فأضفت لها وحذفت منها، وجعلتها على ثلاثة مستويات:
١- قطعة غير مشكولة، ليجرب الطالب تشكليها بنفسه.
٢- القطعة نفسها مشكولة، ليعرف الطالب مدى قربه وبعده من الإتقان، ثم ليحاول استكشاف أسباب الحركات التي يراها على أواخر الكلمات
٣- القطعة نفسها مشكولة ومعربة (معظم الكلمات لا كلها)، ليعرف الطالب كيف يأتي الفعل والفاعل والمجرور والمضاف إليه...إلخ.
وقد راعيت في الإعراب أن يكون في أبسط صوره. فما يهمني لعموم الطلاب هو أن يعرفوا أن كل فاعل مرفوع، وكل مفعول منصوب وهكذا.
وأما الجيد منهم والمهتم بما هو أعمق فيمكنه التواصل معي لإحالته إلى موضوعات في هذا الموقع أو مراجع أخر.
