تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

حسن بن جابر المدري الفيفي Hasan J. Alfaify

Assistant Professor

أستاذ الأدب والنقد المساعد، رئيس وحدة التطوير بكلية الآداب Assistant Professor of Classical Arabic Literature

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
1ب 48
مدونة

ملخص قصة موسى مع فرعون (مهارات_القراءة)

         ١. كان مولد موسى عليه السلام في ظرف عصيب ، حيث كان فرعون يقتل كل مولود حديث بسبب رؤيةٍ رآها وفُسرت له بأن ذهاب ملكه سيكون على يدي صبي من بني إسرائيل في تلك السنين، فخاف فرعون وأصدر أوامره بإحصاء الحوامل وذبح كل من يولد، ولكن فرعون أراد شيئا والله تعالى أراد غيره، حيث أوحى الله إلى أم موسى بأن تجعله في صندوق وتلقيه في النهر، وأخبرها بأنه سيأخذه عدُوٌّ له. وعلمت أمه أن آل فرعون عثروا عليه قرب القصر، فطار فؤادها جَزَعًا، ولكن رَبَّها ألهمها بألا تخاف عليه ولا تحزن لأنه في حفظ الله تعالى ورعايته، ولم يقبل الرضاعة من أي امرأة حتى جاءت أمه مع الناس فالتقم ثديها، وجعلوها ترضعه بأجرة، فأعاده الله إليها ومعه مصدر مادي.

          ٢. نشأ موسى عليه السلام في بيت فرعون، وفي شبابه وجد شابًّا من قومه يتعارك مع شاب مصري فاستنصره صاحبه فضرب موسى المصريَّ بالعصا فمات، فخاف موسى وهرب حتى وصل إلى أرض مدْينَ، ووجد فتاتين لا تستطيعان سقي أغنامهما بسبب مزاحمة الناس على الماء، فسقى لهما، وأخبرتا أباهما بخبر الشاب الغريب، فاستدعاه واتفق معه على أن يزوِّجَه ابنته مقابل العمل لديه عدة سنين.

        ٣. بعده نحو 10 سنين عاد بزوجته إلى مصر، وفي الطريق أوحى الله إليه وأرسله إلى فرعون وقومه يدعوهم إلى توحيد الله تعالى، ولكن فرعون استكبر واستهزأ بموسى عليه السلام وطغى وادعى الألوهية لقومه قائلا: [ما علمت لكم من إله غيري]، ثم ادعى الربوبية متبجحا بقوله: [أنا ربكم الأعلى]، وأيد الله تعالى موسى بآيتين تدلان على صدقه، فألقى عصاه بين يدي فرعون فتحولت إلى حية تسعى، وأدخل يده في جيبه ثم أخرجها بيضاء من غير سوء، ثم أتبعها بسبع معجزات أخر (الطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم، والأخذ بالسنين، ونقص الثمرات)، ولكن غرور فرعون جعل على قلبه غشاوة فلم يؤمن بشيء من ذلك وأتهم موسى بالسحر، ثم جمع فرعون سحرته ليبطلوا ما جاء به موسى، ولكن تبين للسحرة أن ما جاء به موسى ليس من قبيل السحر، وإنما هو معجزة أيده الله تعالى بها، فسجدوا وآمنوا به وبرسالته، فتوعدهم فرعون وهددهم بالقتل والصلب والتقطيع، ولكن لم يثنهم ذلك عما أحسوا به من الإيمان الذي خالطت بشاشته القلوب، فقتلهم وصلبهم.

        ٤. ولما يئس موسى عليه السلام من فرعون وقومه دعا ربه [أن هؤلاء قوم مجرمون] فأوحى الله تعالى إليه بأن يخرج بقومه من المدينة ليلًا حتى لا يتفطن له فرعون وجنوده، ولكن فرعون أحس بالأمر فتبعهم بجيشه، وعندما وصل بنو إسرائيل إلى شاطئ البحر رأوا فرعونَ وجنوده من خلفهم والبحر من أمامهم، فأيقنوا بالهلاك وقالوا لموسى: [إنا لمدركون]، فصاح فيهم موسى: [كلا، إن معي ربي سيهدين]، وفي تلك اللحظات العصيبة أوحى الله إليه بأن يضرب البحر بعصاه، ففعل، فانفلق البحر، وطمأنه ربه بأن يعبر البحر ولا يخاف [فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى]، فعبر البحر مع قومه، وتبعه فرعون فلما صعد موسى وقومه إلى اليابسة وتوسط فرعون البحر أطبق الله تعالى طرفي البحر على فرعون وجنده فأغرقهم، وطهَّر الأرض من شرهم. وهذه سنة الله تعالى مع من طغى وتجبر، إذ يقصم ظهر كل جبار عنيد، ويجعل له نهاية تعيسة ليكون عبرة لغيره.