حضارة المستطيلات الحجرية

تقع المملكة العربية السعودية في موقع استراتيجي جغرافيا متصلة بقارة اسيا وقارة افريقيا مما جعل ارضها المباركة تزخر بأقدم الادلة لوجود حضارات الانسان منذ القدم.
ومن هذه الحضارات (حضارة المستطيلات الحجرية)، والتي تعود الى العصور الحجرية، ودلت المكتشفات الأثرية الأخيرة على وجود أدلة أولية بأنها استخدمت قبل ٦٠٠٠٠ قبل الميلاد (العصر الحجري الحديث).
ما يميز هذي الحضارة وجودها في عصور موغلة من حياة الإنسان على الارض، وما ميزها اكثر هي طريقة بناءها وثقل الحجارة المستخدمة، والتصميم الخاص بها، ومما يؤكد أن بناة هذه المستطيلات والمذيلات القديمة، هم أصحاب حضارة وفكر وعلم متقدم.
يعتقد الباحثون أنها استخدمت للعبادة والطقوس الدينية.
فعندما تصدق نظرية استخدام هذي الهياكل الحجرية لطقوس دينية فهي اذا تعتبر معابد تستخدم كما ذكر لتقديم النذور والقرابين لمعبودهم انذاك.
ونلخص اننا امام حضارة عريقة تمتلك الجوانب الرئيسية لتسميتها بحضارة كالجوانب الدينية والاجتماعية والمعيشية، وتزخر حضارة المستطيلات بثقافة عميقة تحتاج إلى التعمق أكثر بدراستها، وفتح المجال أمام الدارسين من كوادر وطنية.
وتعتبر بداية تشكل المعابد والمباني الدينية في منطقة الشرق الأدنى.
فيجب على الباحثين عمل دراسة واقعية والبحث في محيط هذه المستطيلات عن منشآت أخرى و بقايا تدل على وجود الإنسان.
حين يذكر الباحث الأثري في تقريره عن موقع ما أنه غامض فهو بذلك يفتقر للمعطيات الأثرية التي توضح وتعكس طبيعة حياة الإنسان بذلك الموقع الأثري.
هنا يتحتم ان يشارك خريجي الآثار من جميع الجامعات بالمملكة العربية السعودية وإعطاء الفرصة للكوادر الوطنية ودعمها في التنقيب بهذه المنشآت وغيرها من المواقع الأثرية الأخرى بمملكتنا الغالية، وعدم حصر الاكتشافات الأثرية بالدراسات الأكاديمية الضحلة محلية كانت او أجنبية، خصوصا أحادية الجانب التي تأخذ الطابع النظري السردي المطول وتعطل عجلت التطوير والتنمية بالعمل الأثري الميداني.
لا بد من وضع أهداف مثل ماذا يردون معرفته من البحث من هم بناة هذه المنشات ما هي التقنية المستخدمة في البناء؟ هل يوجد موارد مياه، هل هي مناطق تجمع للمجموعات البشرية آنذاك؟ هل كانوا صيادون رحل أم انهم أصحاب حضارة؟، هل تعتبر هذه المستطيلات إحدى منشاتهم العمرانية الحضارية بتلك الفترة؟ كيف استطاعوا نقل هذه الأحجار الضخمة والتي تصل أوزانها الى ملايين الاطنان؟.

Faheed M al-RASHEDY

ان الإنسان منذ بداية حياته على هذه الأرض الجميلة وهو يكافح ويصارع من أجل البقاء.